ويلز: الأردن يملك قيادة متميزة وشجاعة


جراسا -

أكدت السفيرة الأمريكية في الأردن أليس ويلز، ان الرئيس الامريكي باراك أوباما دعا الأردن للمشاركة في استضافة قمة القادة حول اللاجئين التي تعقد غدا الثلاثاء على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، لأنه أظهر قيادة متميزة و»شجاعة سياسية» وتفكيراً متقدماً في كيفية التعامل مع أزمة اللاجئين العالمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني.

جاء ذلك خلال لقاء السفيرة ويلز عددا من الصحافيين في مقر إقامتها بالسفارة الأمريكية بعمان يوم أمس، للحديث حول مواجهة التحدي الأكبر في العالم: الولايات المتحدة، والجهود المتعددة الأطراف لمعالجة أزمة اللاجئين التي لم يسبق لها مثيل».

وبينت ان أوباما دعا جلالة الملك عبد الله الثاني للمشاركة في استضافة القمة مع كل من رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو ورئيس الوزراء الإثيوبي هاليريم ديسلن والوزيرة الألمانية آنجيلا ميركل والرئيس المكسيكي إنريك بينا نيتو ورئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.

ونوهت الى ان هذه الدول دُعيت لأنها تقدم مساهمات جديدة وكبيرة لمعالجة الأزمة الإنسانية العالمية، كما أنها تساعد على استقطاب استجابة دولية على نطاق أوسع.

وتهدف القمة التي دعا إليها الرئيس أوباما إلى توسيع شبكة الأمان الإنساني، وإيجاد فرص أكثر استدامة وطويلة المدى للاجئين،

وقالت: «نعي التحديات الأمنية والإنسانية التي يواجهها الأردن في تحديد طبيعة الاستجابة لحالة معقدة جداً على حدوده في الركبان والحدلات، حيث تجمع تلك المنطقة خليطا متفاوتا من السوريين، اذ يضم الباحثين الشرعيين عن ملجأ وأولئك الذين يرغبون في البقاء في سوريا ولكنهم يبحثون عن ملاذ آمن من القصف الجوي والمتجرين بالبشر والمهربين والمجموعات المسلحة بالإضافة إلى المجموعة التي يعرفها الأردن جيداً ألا وهم الإرهابيون».

وأكدت ان الولايات المتحدة ستعمل مع الأردن والمجتمع الدولي خلال الأيام والأسابيع والأشهر القادمة على البحث عن أفضل الخيارات لتلبية المتطلبات الأمنية للأردن ومعالجة المحنة الإنسانية للسوريين المتضررين.

وتُعتبر خطة الاستجابة الأردنية التي أعلن عنها الأردن في لندن في الرابع من شهر شباط، والدعم الإضافي الذي تعهدت به الدول لمساندة جهود الأردن دليلاً ملحوظاً على التزام الأردن باتخاذ الإجراءات بنفسه، الأمر الذي بإمكانه أيضاً المساهمة في حشد جهود الدول الأخرى لتدعم استراتيجية الأردن.

وأصدر الأردن العام الماضي قرابة 28 ألف تصريح عمل للاجئين السوريين الذين يعملون في القطاعات التي لا يتنافسون فيها مع العمالة الأردنية.

ويتعهد الأردن بقبول 50 ألف لاجئ سوري إضافي في المدارس الحكومية بالإضافة إلى إعداد برنامج تعويضي لـ 25 ألف طالب ممن لا يعتبرون مؤهلين حالياً لدخول مساق التعليم النظامي لأنهم لم يكونوا ملتحقين بالمدارس لفترة طويلة.

وشددت السفيرة ويلز على انه لا ينبغي أن تعاني الدول المستضيفة للاجئين لقيامها بما هو صائب، مؤكدة على ان الولايات المتحدة مستمرة في تقديم الدعم لمئات الآلاف من اللاجئين الذين يعيشون في الأردن، ان كان في مخيمات اللاجئين وفي المجتمعات المستضيفة.

وقالت ان الولايات المتحدة قدمت قرابة 795 مليون دولار كمساعدات إنسانية للسوريين داخل الأردن منذ بدء الأزمة، بالإضافة إلى ان مستويات المساعدات الثنائية التاريخية التي نقدمها للأردن والتي بلغت أكثر من 1.6 مليار دولار في عام 2016، حيث خصص 420 مليون دولار منها لدعم المجتمعات المستضيفة للاجئين.

وأشارت الى ان التمويل الذي توفره الولايات المتحدة كمساعدات نقدية تقدمه لأكثر اللاجئين تضرراً لتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما فيها تقديم الرعاية الصحية للأمهات والأطفال، إضافة الى ان التمويل الذي تقدمه يساهم في توسيع الغرف الصفية والمستشفيات وتحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في المجتمعات الأكثر تأثراً بأزمة اللاجئين لتعود بالفائدة على السوريين والأردنيين على حد سواء.

وشددت على التزام الولايات المتحدة بإعادة توطين اللاجئين في الولايات المتحدة ويتضمن ذلك اللاجئين الذين يعيشون حالياً في الأردن.

وأوضحت ان السفارة الامريكية في عمان أعادت العام الماضي في الولايات المتحدة توطين أكثر من 11 ألف لاجئ من أكثر اللاجئين السورين تضرراً في المنطقة، اذ ان 80% منهم من الأردن.

وقدمت ويلز شكرها للحكومة الأردنية على دعمها الذي يجعل من هذا الأمر ممكناً إلى حد كبير، والذي يسمح باستخدام المرافق بشكل مؤقت لزيادة وتيرة إعادة التوطين.

وشددت ويلز على ان الأردن يستحق من الجميع إظهار التقدير والعرفان، مؤكدة فخر الولايات المتحدة بدعم التزام الأردن بتوفير مستقبل منتج للاجئين سواء على المدى القصير من خلال تسخير مهاراتهم وعمالتهم لبناء اقتصاد الأردن، أو على المدى الطويل من خلال استفادة جيل السوريين الذين تعلموا وعملوا في الأردن من مهاراتهم لإعادة بلدهم على ما كانت عليه بعد العودة إليها.

وقالت: «إدراكاً منا بأن العالم يواجه أزمة إنسانية ذات تبعات ستؤدي إلى زعزعة الأوضاع في العمق، يستضيف الرئيس الامريكي باراك أوباما قمة القادة حول اللاجئين يوم غدا الثلاثاء 20 أيلول على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة.»

وشجعت ويلز جميع الدول للانضمام لإعداد ودعم اتفاقية دولية لتتشارك في تحمل مسؤولية اللاجئين، ادراكاً من الولايات المتحدة لطبيعة معظم حالات اللجوء التي تدوم لفترة طويلة جداً.

واشارت الى ان الرئيس أوباما يأمل من القمة تحقيق ثلاث نتائج: أولاً: الحصول على التزامات من الدول المشاركة لتقديم مساهمات جديدة وكبيرة للتمويل الإنساني، ثانياً: قبول عدد أكبر من اللاجئين في برامج إعادة التوطين في هذه الدول، وثالثاً: تقديم الدول التي تستضيف اللاجئين التزامات جديدة تتعلق بالمساعدة في اعتماد اللاجئين على أنفسهم، مع التركيز بشكل أكبر على منحهم فرص تعليمية ووظائف بشكل قانوني.

أوضحت ان القمة تهدف لتحقيق التزام أوسع وأعمق لتمويل طلبات الإغاثة الإنسانية التي تقدمت بها الأمم المتحدة بزيادة التمويل المقدم لطلبات الإنسانية على مستوى العالم بمقدار 30%، أي من 10 مليارات دولار في عام 2015 إلى13 مليار دولار لهذا العام، مشيرة الى ان هذا الأمر يتطلب التزامات من كل الجهات المانحة التقليدية والجهات المانحة الجديدة التي يمكن الاعتماد عليها لتقديم مساهمات بشكل منتظم.

وأضافت ان القمة تسعى أيضا لمضاعفة عدد الفرص المقدمة للاجئين من خلال: زيادة عدد اللاجئين الذين تستقبلهم الولايات المتحدة، وتشجيع دول إعادة التوطين التقليدية كأستراليا وكندا ونيوزيلندا وهولندا ودول الشمال الأوروبية على النظر في قبول المزيد من اللاجئين، والسعي إلى زيادة عدد الدول التي تقبل عدداً كبيراً من اللاجئين.

وأشارت الى ان القمة ستشجع الدول المستضيفة للاجئين على تسهيل الحصول على التعليم والوظائف بشكل قانوني، حيث تهدف من خلال هذه التغييرات على السياسات إلى زيادة: استيعاب اللاجئين في المدارس حول العالم بمقدار مليون لاجئ، وعدد اللاجئين الممنوحين تصاريح عمل قانونية بمقدار مليون لاجئ.

وقالت: «نحث الدول المستضيفة للاجئين على تعزيز سياساتها وممارساتها المتعلقة باللاجئين لتحقيق هذه الأهداف، وحث المجتمع الدولي على الاستثمار بشكل مختلف الآن استجابة للنزوح طويل الأمد».

وقالت ويلز: «لقد كانت وما زالت حكومة الولايات المتحدة جهة مانحة رئيسية لمساعدة السوريين الذين يرغبون في البقاء في سوريا، حيث أن ثلث السكان نازح داخلياً، وإن كان ذلك يعني العيش في جو من العنف الشديد والمدمر».

وقدمت الولايات المتحدة 115 مليون دولار لدعم الأنشطة المتعلقة بتلبية احتياجات الغذاء والصحة والمياه لهؤلاء السكان عبر الحدود من جهة الأردن كي لا يحتاجوا للهروب إلى الدول المجاورة لينجوا بأنفسهم.

وأضافت ويلز: «تساعد أنشطتنا المتعلقة بالخدمات الأساسية المجتمعات على استعادة المياه والكهرباء، وصيانة المدارس والمستشفيات، وإدارة الموارد التي تعتبر في الغالب شحيحيه ومتفرقة بشكل أفضل.

وتعتبر الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة ثنائية للأونروا كغيرها من وكالات الأمم المتحدة للإغاثة، فقد قدمت أكثر من 316 مليون دولار إلى الآن لتغطية احتياجات الأونروا لعام 2016.

وأكدت ويلز ان دعم الولايات المتحدة ليس كافيا، حيث تواجه الأونروا حالياً نقصاً في التمويل يتطلب جهودا عدة جهات مانحة للتعامل معه، مشددة على استمرار بلادها بالعمل مع الأونروا والحكومات المانحة والمستضيفة الأخرى لإيجاد حل يضمن حصول الأونروا على التمويل الذي تحتاجه. (الرأي)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات