بورصة الأضاحي


المتابع لسوق البورصات العالمية والمحلية وسوق الأوراق المالية و الأسهم، يدرك تماماً أن هناك أناس يسيطرون على هذا السوق من خلال رفع أسهم الشركة الفلانية و انخفاضها أو حتى إفلاسها، وذلك بحنكَتِهم وذكائهم وخبرتهم الواسعة في هذا المجال ولاعتمادهم الكبير على الدعاية و الإعلام عن شركات رابحة وأخرى خاسرة.. وهمية كانت (كما خسر نص أهل البلد أموالهم فيها) أم حقيقية ...وهؤلاء الناس يطلق عليهم لقب الحيتان أو حيتان البورصة والسوق...

وليس لقب الحيتان مقصوراً فقط على تجار البورصات والأوراق المالية والأسهم ، فكل تجارة لها حيتانها ، فمثلاً إذا استورد تاجر من الحيتان مادة السكر وشعر بأنها ثابتة في مخازنه وغير مباعة، سرعان ما يحاول بث خبر و دعاية بأن مادة السكر سترتفع بسبب الأوضاع السياسية أو الاقتصادية.... أو حتى السياحية ، فيهرع الناس و التجار الصغار على شراء السكر وينجح التاجر الكبير (الحوت)من الخلاص من المواد المكدسة عنده بهذا الأسلوب البارع...

أما الدهاء الكبير والطرق الجهنمية التي يستخدمها بعض تجار الأضاحي والتي لم تخطر على بال أحد ، وربما أنهم سبقوا حيتان البورصات والمواد الأخرى بدهائهم وخبثهم ، فيقوم هذا التاجر صاحب الأضاحي بالاتفاق مع أحد الأشخاص أو مجموعه منهم ممن يُسمع لهم (لكن بطرق مختلفة وغير شرعية) ، حيث يقوم هذا الشخص السمسار بلقاء احد الناس ( على أنها صدفة) إما بالمسجد أو بالطريق ... ويقول له : أنا من يومين شفت أبوك (الله يرحمه) بالحلم وقال لي أمانة بلّغ أولادي يذبحوا لي بقرة أو خروف ، وحتى بالعلامة قال : خليهم يشتروا الأضحية من التاجر الفلاني ( ويسمي التاجر الذي تم الاتفاق معه)... وبعد هيك بصير يلعب ويعزف على أوتار ومشاعر الأبناء مثل: (أبوك كان لابس ثوب ابيض وبيده مسبحة وكان يضحك وكان بجنبه خروف بلدي و بقرة، وضل يقول لي: أمانة لا تنسى .. أمانة لا تنسى ) فيضطر هذا الولد الذي ربما لا تجد في جيبه سعر كيلو الخبز بالاستدانة أو شراء الأضحية عن طريق الجمعيات وكله بسبب ذاك السمسار صاحب الحلم الكاذب وجشع التاجر المحتال... ويبقى هذا السمسار على نفس المنوال يلاقي الناس وبأماكن مختلفة ويخبرهم بأحلامه الكاذبة و المزيّفة...

فلا تصدقوا هؤلاء لأنهم كذبوا حتى في أحلامهم...وصدق من قال بأن اغرب شيء في هذه الحياة أن الناس السيئين يعيشون أكثر مما يجب لكي يفسدوا حياة الآخرين ...

والمصيبة لما تسأل التاجر الجشع شو بتشتغل؟ بقول انه تاجر حلال ،،،ولك عن أيَ حلال بتسولف يا أبن الحر.....م.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات