جراسا -

تنوي الحكومة التركية الاستفادة من نجاح الدراما المحلية عبر الحدود، لنقل صورة عن وقائع الانقلاب العسكري الفاشل الذي شهدته البلاد في 15 تموز (يوليو) 2016، ليفهم المشاهد خارج تركيا بالدرجة الأولى حقيقة ما جرى.

ويأتي ذلك في ظل ما يعده الأتراك انحيازاً من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية والعربية ضد الحكومة، لاسيما خلال المحاولة الانقلابية وما بعدها.

وذكر موقع "Haberler" أن مسلسل "وادي الذئاب"، سيعمل على إدخال أحداث الانقلاب في موسمه المقبل، من خلال وقائع تنخرط فيها شخصية مراد علم دار التي يؤديها بطل العمل الممثل التركي نجاتي شاشماز، المعروف بولائه الشديد للحكومة التركية والرئيس رجب طيب أردوغان.

وأعرب الممثل شاشماز، في مقابلة بثتها قناة "الجزيرة" بعد الانقلاب، عن بغضه لحكم العسكر في بلاده، مشدداً في الوقت ذاته على اعتزازه باسمه الأول محمد. أما مسلسل "الأزقة الخلفية" الذي يحظى بشهرة في تركيا، فسيحتوي موسمه المقبل على الأحداث المذكورة أيضاً.

وفي كلا العملين، سيكون مرور الأحداث السياسية محدداً وموجهاً بمساعدة متخصصين أكاديميين في نقل الصورة والأحداث والرسالة المراد توصيلها عمّا حدث في تلك الليلة وما تلاها، من مواجهات بين الانقلابيين والشعب التركي الذي تصدى لهم، وستشمل هذه الدراما شهادات من الجرحى في المستشفيات.
ووصفت وكالة الأنباء العربية التركية العمل بأنه المسلسل الأكثر مشاهدةً في تاريخ المسلسلات التركية والدول العربية بعد دبلجته؛ حيث يعرض منذ حوالي 12 عاماً على قنوات عربية عدة.

وبحسب المصدر ذاته، فإن نجاح المسلسل يكمن في واقعيته؛ حيث يعرض الواقع الداخلي لتركيا بشكل جريء عن تسليط الضوء على شبكات"المافيا" التي تتخذ من البلاد ودول جوارها مسرحا لعملياتها.

وتنسحب واقعية العمل أيضاً على الشخصية الرئيسية فيه، وهي شخصية الضابط مراد علم دار الذي يجسّد شخصية حقيقية وهي شخصية رئيس جهاز المخابرات التركية هاكان فيدان.

وربما لم يحظ مسلسل "الأزقة الخلفية" بشهرة "وادي الذئاب" ذاتها، بحسب موقع "هافينغتون بوست"، لأنه لم يدبلج إلى العربية، بل ترجمت بعض حلقاته إلى العربية، لكن يكفي لمعرفة تأثيره على الرأي العالم التركي، الإشارة إلى واقعة حقيقية دعا فيها 3 شباب على "فيسبوك" إلى جنازة وهمية لبطل العمل الشرطي حسني تشوبان بعد أن أصيب بطلق ناري في إحدى الحلقات من ضابط شرطة خائن، متوقعين وفاته. فيما استجاب للجنازة الوهمية ما يزيد على 180 ألف شخص أعربوا عن رغبتهم في حضورها عبر الموقع.

كما قام الكثيرون بإعادة تمثيل المشهد خصوصاً في النوادي السينمائية بالمدارس، وقد انتشرت فيديوهات الأطفال وهم يؤدونه على الشبكات الاجتماعية بسرعة، محققة أرقام مشاهدة عالية جداً.