ضمن سلسلة لقاءات حول الانتخابات .. "جراسا" تحاور السعود (صور )


جراسا -

خاص - تصوير أمير خليفة - ضمن سلسلة الندوات الحوارية التي تعقدها وكالة " جراسا" الاخبارية، مع نخبة من السياسيين والمختصين بالشأن البرلماني، للحديث حول الانتخابات النيابية المقبلة ، التقى فريق " جراسا" برئيس لجنة فلسطين النيابية النائب السابق المحامي يحيى السعود، والمرشح لانتخابات البرلمان الثامن عشر عن الدائرة الانتخابية الثانية - عمان، الذي كان في منتهى الصراحة والوضوح في حديثه حول المشهد الانتخابي . 

وبموضوعية مطلقة، فقد شكل السعود حالة برلمانية نموذجية فريدة من نوعها، خلال تواجده تحت قبة البرلمان لدورتين متتاليتين، لما عرف عن الرجل من جرأته على قول كلمة الحق، بل كان مدافعاً شرساً عن كل القضايا التي تهم الوطن والمواطنين، دون محاباة ولا مهادنة، وكان علامة فارقة في المجالس النيابية التي شارك فيها، وكذلك سجل مواقف تاريخية مشرفة تجاه قضية المسلمين والعرب الأولى فلسطين، واستطاع أن يرتقي بلجنة فلسطين النيابية في عهده الى مرتبة استثنائية، فكان النائب الذي يحمل هم الوطن ويدافع عنه دون هوادة، والنائب الذي يدافع عن قضايا امته بشكل شجاع ومشرف.

في بداية اللقاء، أوضح السعود أنه يربأ على نفسه أن يكون في يوم من الأيام عنصرا لإثارة المشاكل والمشاحنات تحت القبة، متسائلاً : كيف يمكن لنائب وضعت في عنقه امانة سيلاقي الله يوماً ويسأل عنها، أن يهادن على مصالحهم ؟ ومصلحة الاردن الذي هو امانة في اعناقنا ؟ بل واستغرب هو من ارتضاء بعض النواب على انفسهم، الصمت في زمن لا مكان للصمت والسكوت فيه، ولا مكان للحسابات الشخصية ايما كانت على حساب اهلنا وبلادنا.

السعود، شدد أن رضى الناس مهما على شأنهم، ليس شأنه .. بل رضى رب الناس غايته، وقال أنه بعد هذا العمر من العمل السياسي والوطني، سخر ذاته خدمة لله اولا، وللاردن وفلسطين .. مستشهدا بمقولته ذات يوم لجلالة الملك عبدالله الثاني بأحد اللقاءات :" سيدي أنا ارتديت الفوتيك لأجل الوطن " !.

وأشار السعود الى أنه حورب من قبل الجهات الرسمية في المملكة، وكذلك الجهات الخارجية على رأسها الكيان الصهيوني، الذي كان يسعى لاخماد الاصوات المذكرة بفلسطين، والتي تعمل لاجلها..متسائلا : وكيف ننسى فلسطين ؟ وفيها مسرى النبي محمد، وقبلة المسلمين الاولى.. وفيها أهلنا الفلسطينيون الابطال الذين يواجهون المحتل باظافرهم وصبرهم وصمودهم ؟

وأوضح السعود طبيعة الضغوطات التي واجهها من الجهات الرسمية والخارجية، مؤكداً  أنه سبق وأن ابلغ شخصيا من رئيس الوزراء السابق عبدالله النسور بعدم الترشح للانتخابات.. مضيفاً ان ابناء دائرته الانتخابية الثانية يعلمون جيداً أن الجهات المتنفذة قد استحضرت منافسين له، لا لشئ إلا لغايات اسكاته عن قول كلمة الحق .

وعلى صعيد الجهات الخارجية، بيّن السعود أن سلطات الاحتلال الصهيوني قامت بمنعه من الدخول للأراضي الفلسطينية وقطاع غزة، العديد من المرات، وعملت كل ما بوسعها لتضييق الخناق علي والتواصل مع أهلنا في الداخل المحتل، كان آخرها عندما قررت السلطة الفلسطينية تكريمه ومنحه وسام " فارس القدس" ، وكذلك منعه من مرافقة أسطول الحرية لفك الحصار عن قطاع غزة 3 مرات متتالية ، بينما يسمح للكثير من المتنفذين بالدخول كما يشاؤون الى فلسطين ، بل الى قلب الكيان الصهيوني .

وسجل السعود مواقف لا تعد ولا تحصى ابان تسلمه رئاسة لجنة فلسطين النيابية التي لم يكن لها دور يذكر قبل تسلمه رئاستها ، فأضحت رقما صعبا داخل المجلس لا يمكن تجاوزه ، اخرها موقفه الشرس ضد قضية الاستثمارات الصهيونية في الأردن ، حيث وجه 3 كتب في حينها الى الحكومة تعبر عن رفضه ولجنته المطلقة لهذا القرار .

وأشار السعود الى قضية طرد السفير الصهيوني في البرلمان حيث بيّن أن لجنة فلسطين النيابية برئاستي كانت أولى اللجان التي تطالب بذلك وتطرح ذلك للتصويت ، وحينها قررت اعداد مذكرة لطرح الثقة بعبدالله النسور في حال لم يتم طرد السفير ، إلا أنه للأسف فوجئنا ببعض الزملاء في الجلسة الصباحية يصوّت معنا صباحاً،وفي المساء يتراجعون عن مواقفهم !.

و من أبرز ذلك ما حدث معه مؤخرا في وزارة الداخلية بينه وبين وزير الداخلية السابق مازن القاضي ، حيث أن السعود كان في موعد مع القاضي حينها وجلس بمكتب مدير مكتبه وسأله حول قصية يتابعها مع الوزير فأجابه أنها في الرئاسة ، ما أثار استغراب السعود الذي رد قائلا " كيف ذلك و معالي وزير الداخلية مازن القاضي أبلغني أنها بأدراج وزارة الداخلية " فما كان من مدير مكتبه الا أن هاجم السعود قائلا " أنا أصدق من أبي بكر الصديق "...!!!

وأوضح السعود أن هذه العبارة أثارت استفزازي فرددت عليه " انت كاذب" وردّ علي بنفس الكلمة ، وتدخل وزير الداخلية مازن القاضي الذي أمر رجال الشرطة بإخراجي ، وتفاجأت أنه خلال ساعتين أصدر تعميما للشرطة بالقبض عليّ ، علما أن القانون والقضاء لا يستوجب ذلك وانما يحيل القضية الى قاضي الصلح ، وهذا شيء من الثمن الكبير الذي دفعته على مواقفي السياسية الحقة .

وردا على سؤال  حول المشهد الانتخابي في الدائرة الثانية بالعاصمة عمان والخشية من أن يتم سلق القوائم الانتخابية بشكل سريع قبيل موعد الانتخابات ببضعة أيام فقط لدواع قد يجد المرشحون انفسهم متضررون امامها ، حيث لم يتمكن حتى اللحظة أية جهة أو حزب أو تجمع أو حتى أشخاص من تشكيل قوائمهم الانتخابية كما يجب ، أجاب السعود " أن المواطن الأردني الان واع جدا لما يدور حوله و لديه القدرة على التمييز بين المرشح والنائب الفاعل الصادق والقوي ، وبين المرشح والنائب الضعيف ".

وأضاف السعود أن المجالس النيابية السابقة أظهرت معادن النواب بشكل جلي وواضح للمواطنين،وبينت لهم من هو نائب الوطن ومصالح المواطنين ، ومن هو نائب المصالح الشخصية والخاصة، وأن هذه الامور لم تعد تنطلي على المواطنين الواعيين اكثر من نوابهم.

وشدد السعود على أن الوطن والمواطنين الان أمس الحاجة لنائب قوي ، مؤكداً بأن الناب القوي  يعتبر أقوى من رئيس الوزراء بحد ذاته اذا ما اصر على مواقفه وثابر واستمات في الدفاع عن قضايا وطنه وابناء وطنه، مشيرا الى ان المواطنيين ايضا يريدون النائب الذي يتواصل بشكل مباشر مع المواطنين ، ولا يقبع خلف مكتبه الوثير .. نائبا يرفع الظلم عن الناس وعن شرائح المجتمع المقهورة.. لا نائبا يركب السيارات الفارهة وينظر للناس من خلف زجاجها المظلل بالسواد .

وأكد السعود أن الوطن ومواطنيه بحاجة لنائب صاحب قرار وولاية ، مشيراً الى أن الدائرة الثانية التي يبلغ تعداد سكانها مليونا ومئة الف مواطن، لم تأخذ نصيبها العادل من حكوماتنا ابدا، فهي تعاني من التهميش الرسمي والحكومي، وهو ما نسعى لرفعه عنهم .

وردا على سؤال حول ما وصلت اليه لجنة فلسطين النيابية من جهود في سبيل حل القضايا العالقة لأبناء الأردنيات و قضية الأرقام الوطنية أوضح السعود أن الحكومة للأسف كذبت على الشعب بهذا المجال ، وأن حلول هذه القضية لن تخرج لحيز الوجود ، إلا أن اللجنة و بالتعاون مع النائب الاسبق غازي عليان حينها، كان لها بالتزامن مع التوجيهات الملكية السامية دوراً رائداً وحيوياً بمنع سحب الأرقام الوطنية ، سيما أن جلالة الملك وجه الحكومة 4 مرات بعدم سحب تلك الأرقام من أصحابها .

وفي ختام اللقاء شدد السعود على أنه تعرض للكثير من المحاولات الهادفة للنيل منه ومن سمعته ، وأدائه ، منها ما أثير أنه كان يمتلك بسطات تجارية ، ومنها اتهامه بعدم الولاء للوطن أيام الحراك الشعبي، وقال : بكل اسف ..فان الشجرة العالية حين يعجز الاقزام عن التقاط ثمارها، فهم يرمونها بالحجارة .. ساخرا منهم، دعهم يلقون حجارتهم فهي لن تثنيني عن مواقفي قيد انملة، ولن تردعني يوما عن قول كلمة الحق ولو طوبت لي الدنيا وما فيها .. وسأبقى كما عهدني الوطن وأهلي في وطني من جنوبه لشماله،  لو قدر لي الله الفوز بمقعد نيابي أن أبقى كما أنا، يحي السعود، المغروس حبا وانتماء لثرى الاردن وطني، خادما للملك والوطن.. وفلسطين التي أهوى محال لها أن تغيب عن ضميري ووجداني يوماً واحدا ما دام القلب ينبض.

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات