ايها العيد .. عُدت والعود أحمد


في عيد الفطر الماضي كنا تجرعنا مرارة اغتيال الطفولة كما الكهوله في غزه, وشربنا القهوه مُرّه حداداً على ارواح الالوف ممن قضوا برصاص احفاد القردة والخنازير او تحت الانقاض,, وباعتقادي فإن ارواحهم قد أنبتت الدحنون وعطر دماءهم مسكاً وعنبر , ولكن ها نحن على اعتاب العيد وهناك الملايين من المشردين وقد عاشوا برد الشتاء واليوم يعيشون قيض الصيف على الحدود في انتظار الفرج وقد فقدوا من الابناء الكثيرين تحت الانقاض ولكن نتاج براميل القهر والعهر التي تسقط فوق رؤوسهم,, نستقبل العيد باللونين الابيض والأسود فليس هناك زاويه من زوايا النفس على استعداد للتلون بالوان العيد والفرح.. لله دركم يا احفاد العظم كم طالت غربتكم ,, وزوايا البيوت العتيقه تنتظر عودتكم.

نحن في هذا الجزء العزيز من الوطن الكبير نعيش مرارة القهر ومرارة الاستعمار الذي ان تبدل فللأسوأ,, فلم تعد بساطير الاستعمار تخيف حتى اطفالنا لطالما اختلط الدم بالعرق والدمع الرقراق قد فارق المُقل,ففي سوريا العروبه تغتال الكرامة كما تُغتال الكلمه,, وتعد الأنفاس وتراقب النظرات..سوريا التي من دفئها كنا نتدثر اضحت اليوم مكشوفه,, ناسها لم يعودوا نفس الناس,, والزبداني ارتوى من دم من قضوا دفاعاً عن عروبة سوريا امام هجمات التتار الجدد من الصفويين والمُللات,,فأزهرت اشجار الدراق زهراً أحمر ,,قاني كما دماء الشرفاء,,تدمر الحضارة والثقافة اغتالتها ايدي المرتزقه ممن استباحوا حرمة الحرائر ونكلوا بناسها ونساءها,, من دواعش القرن من احفاد ياجوج وماجوج,, كما الانبار في بلاد الرافدين وحضارة الرشيد والخلفاء من بعده,, استباحوا حرمات الشهر الفضيل فقتلوا من قتلوا وشردوا من شردوا..الا تباً لهم ومن يواليهم ويدعم جبروتهم..

اما ونحن بلد المهجرين لا المهاجرين فالتهجير قصراً,, لم نبخل يوماً في تقديم العون وإغاثة الملهوف وإجارة من تقطعت بهم السُبل برغم ضيق ذات اليد وشح الموارد وخصوصاً الماء ومشتقات الطاقه وتوابعها,,فمنذ نشوء المملكه ونحن الملجأ للأخوة العرب من شتى الأصول والمنابت,, منهم من لم ينكر فضل الوطن عليهم اذ منحهم الدفء والهويه ولكن هناك من انكر وليس ذلك فحسب بل رمى في البئر حجراً,,فلا يخالفني الرأي عاقل من ان التحديات اضحت اليوم جسام ,,ولم نعد قادرين على استيعاب المزيد ولا التمدد,,فالمجتمع الدولي أدار ظهره لنا, والاشقاء ممن انعم الله عليهم يقدمون لنا بالقطاره..

لربما يومان او ثلاث تفصلنا عن عتبة العيد والذي ينتظره الصغار للبس الجديد والتمتع بالعيديات, ولكن الكبار ممن اضحت الدنانير في جيوبهم على قلتها عزيزه وتكاد لا تلبي الاحتياجات الاساسيه,, أين الدوله ودورها في توفير حياه كريمه لمواطنيها,, اين المؤسسات الخاصه الكبرى والتي ارتفعت ارصدتها من جيوب المواطنين وانتفخت بطونهم , اليس من الواجب عليهم تقديم يد العون والمساعده للأسر العفيفه والفقراء, اليس للوطن عليهم حق فيقدموا العون في تحقيق الرفاه الاجتماعي للمواطنين كافه, الوطن يئن تحت وطأة المديونيه وضعف القدره الشرائيه للدينار والتضخم,, اقتصاده يغرق كما انسانه..العالم بأسره يجب ان يتحمل مسؤولياته تجاه المهجرين, فتبعات وجودهم تتعدى المأكل والمشرب الى التعليم والتطبيب والمسكن الآمن والصحي ناهيك عن اية تبعات أخرى لربما لا تسعفني ذاكرتي على تذكرها..

اما على مستوى الوطن الكبير الغارق في الاقتتال كما اراد الغرب , نحتاج الى الساسه العقلاء ممن يخافون الله , ليعودوا الى طاولات التفاوض وتقديم المصالح العامه على الخاصه,, فالاوطان لا تشترى حتى لو امتلكتم الملايين ومن لا يُحترم في وطنه فلن يُحترم في اي بقعة على الارض.. وكل عام والوطن وناسه بالف خير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات