الصدء حين يأكل جرافات الحكومة


اعتدت الحرية الكاملة دون سقف او لون او توجيه و عرفت جيدا المسؤولية و معانيها ، و لم اقيد قلمي او خواطري بسلاسل و لم اتراجع امام موروثات القمع و الممنوع و الحرام .

لست بكاتب معارض كما احب البعض أن يدعي، او فاضحا كما يشتهي الاخر ، او ممن بتقلبون مع بوصلة القادمين الجدد ، او مشاكس مفبرك كما يحلو للمرتزقين من الكتبة ، و كانت ثقتي دوما في المقدرة على التغيير للافضل من خلال الفكر و القلم و الاقناع التى هي اساس جذور المعادلة .

 معاجلة امراض المجتمع المشحون بالخوف المليء بالمراقبة ، نقل التقدم و الحضارة و ثقافة الاخر والمعرفة و الانطلاق نحو المستقبل المشرق هو ما دفعني للاصطدام بمن يريد التخلص من الاراء المتطورة و الجديدة للاحتفاظ بخيمته في صحراء التخلف و جهل فضاء عقله الباطن.

اثنان و ستون دولة في العالم كانت ترحلي و نهلي من اوردتها الى انهارها ، سواء كانت ساحل العاج و غانا و جنوب افريقيا و مصر او المانيا و سويسرا و بريطانيا و ايطاليا الى امريكا و كندا و كولومبيا و لا انس اندونسيا و الصين .

الفرق كبير ، المساحة بعيدة ، الثقافات متباينة ، الاهداف في كل منها تتقاطر هناك، وعسل النوم يلزج بتلابيب السلطة الغائبة في اذهان البعض ممن يرتعون في حضن السلطة هنا .

قرأت منذ الصغر كل قصاصات الورق ، كل ما وقع عليه بصري ، كل مأ اتيح ان تصل اليه يدي ، و شاركت في ندوات بأوراق عمل في مدن الحضارة و الثقافة العالمية و في مدن الملح و المناوئات ، و امضيت الايام اكتشف ينابيع نهر النيل و مصباته ،و اغلقت ابواب المكتبات و انا غارق بين كتبها في روما و لندن و تورنتو و الاسكندرية و دبي وجدة و غيرها ، و تمنيت ان اعيش مائه عام اخرى لاتصفح الانترنت و اتابع  انتقال و تطور التاريخ و العلم و الجغرافيا ، و لم اترك فلسفة او اخلاقيات او علوم مستقبل او قصص الا و مضغتها وهضمتها و امددت جسدي و عقلي بمفاتيح اسرارها ، و حلمت بمجتمع تخلص من قهر السلطة و قسوة الوطن و عنوسة الحرية .

حلمت بمجتمع قادر على الاندماج مع العالم في اقل تقدير ، و المشاركة في البعد التخيلي ، في وضع بصمته على الخارطة الدولية بجهد ابنائة المتميزين .

مجتمع خال من شوائب حليب الحظائر الامنية المخلوط بكالسيوم مقاومة الابداع ،مجتمع دسم بثقافته و فكره ، مجتمع منفتح بطمأنينه و قوة ،و لكن كانت الطرق غير ممهده ، مليئة بالاحجار ، تمنع السير في اتجاهين ، طرق مليئة بتحويلات تجعل المفكر و الاديب و السياسي محكوم باستخدام الطرق الخلفية ، الطرق الجانبية ، و تضع علامات حمراء في اي طريق سريع ذي مسارب ، في الوقت الذي يعلن عن افتتاح الطرق كل يوم بتواجد المسؤول ، حتى الطرق الزراعية خلعت اشجارها الباسقة ، و ازهقت روح مزارعها بجرافات قتل الفكر الابداعي .

العولمة و ادواتها و التى من ضمنها الانترنت فتحت سماء بلا حدود ، و ايقظت اناسا و منحت قبلة الحياة لعديد ممن اغمى عليهم في اعماق هزات المجتمع ، و انهت حالة حليب ارضاع الخانعين في حضن الوصولية السلطوية ، و منحت فرصة البقاء و التأهل للقادرين على الابحار و السباحة في هدير و امواج الشبكات العنكوبتيه رغم انف المدونات السلوكية و التهديدات القضائية و مشاريع ذبح سفن الصحراء ، جمال الفكر الوطني.

الانترنت و بحارها و ضخامتها اجهزت على مشروع الابقاء على الحريات ضمن مخلفات "بركة البيبسي " في زرقاء اليمامة، لم تعر الانترنت اهتماما لاجتذاب الكتبة الحكوميون الى استشارية السلطة ، فقد هزت الصفحات الالكترونية شباك الحكومات و ابلت في اطلاق صافرة الحكم رغم التحيز معلنا الفوز .

العولمة و ادواتها  جعلت الصدء يكسو الجرافات الحكومية التى تبحث عن اقتلاع بلا حدود ، فلا قضاء او قانون او افتاء او تشريع محلي قادر على الدخول الى عالم افتراضي عالمي ، مساحته و اسنانه اكثر حدية من اسنان جرافاته الصديئة .

مع كل هذا ، لم يجف القلم  - ولن يجف باذن الله - وهو المليء بامطار الخير ، رغم "هروات " مانعي المطر و فريق مشجعي غياب الهطول الفكري ، ممن يظنون الاحتفاظ بأمكانهم في يد ابخرة استسقاء غضب المطر ، قوانين " جزارة " فكر البشر لا مهاندة فيها في زمن سقطت اعناق ناخري الحجر ذوي الرموز منذ هيروغليفية القدر.

الكلمة الحرة هي اقوى من سيوف الشجعان ، بها تبداء معركة التغيير ، و بها تسدل ستائر المسرح الديمقراطي الوهمي الذي يكتب عنه رغم غياب " اكسجين الحرية ".

 




تعليقات القراء

رائده
قبل الحديث عن مقومات دولة الانسان وليس دولة المؤسسات نتساءل عن احترام الحريات
العجيب .. عندما تقدم الشعير للحمير لا تجبرها على الاكل من عدمه .. تقدم لها الشعير وكفى
وتسوق الحصان الى النهر لكن ليس بوسعك ان تجبره على الشرب
هذه الامثلة البسيطة تجهلها حكوماتنا العربية وتمارس ضدها
نحن مليئون بالاضداد
مغرقون بالرفض
عطشون للاحتكار
يحتكرون الابداع بغير مبدعيه
يحتكرون الثقافة وينتجون مدعون واشباه أميون
صباحك ورد .. ايها الجميل طوقان
04-02-2010 10:13 AM
منشية بني حسن
ابداعاتك ايها الدكتور طوقان متواجده عند كل منا صغيرنا و كبيرنا و كتاباتك محفورة في اعماقنا نتناقلها في قرانا الطيبة و ليس بمستغرب ما تقول فهذا هو حال الوطن و الوطنيون ابناء امة الهاشميون حيث لم يعد مكان الا لمنافق او مرتزق و الابواب مفتوحة فقط لهم كما العطايا و الهبات و المناصب حسبي الله و نعم الوكيل
04-02-2010 10:20 AM
علي ظاهر النعيمي
ما بين السطور ثورة مبدع يا سيدي
04-02-2010 11:02 AM
النقابي محمد الهياجنه(ت)0795392644
طوقان كل الشكر نعم (الكلمه الحره ؟؟؟اقوى من سيوف الشجعان ؟ بهاتبداء معركة التغير وقهر الباطل وانتصار للكرامه كرامة الانسان التي يحاول البعض انتهاك قدسية الكرامه من خلال استغلال موقع السلطه ولعل نقد المسؤول الشجاع يبادر وبكل ثقه للحوار المشترك لا للقمع والتهديد والترهيب والتشكيك وتهم لغاية التوقيف بكل بساطه والسبب هو الكلمه الحره ولعل المسؤو ل يتكرم لزيارة (المنطقه الحره الزرقاء )المدينه الاستثماريه التي تعاني من حصار جمركي لامثيل لهو نتيجة فقدان السيطره وحالة الفوضى في الاجراءات المرتبكه ولعل من يخاف امانة المسؤوليه يتسأل لماذا هجرة ترانزيت البضائع للحره السوريه ؟؟ طيب اين معاملات مستورد البضاعه ؟؟؟؟ من يتحمل مسؤولية السلوكيات التي تهدد الامن الاجتماعي والمعيشي ؟؟ نحن ننتقد الممارسات ولاننتقد الاشخاص لهذا نستهجن الهجمه على مسيرة عملي الطويله في مهنة التخليص والعمل التطوعي من ادارة الجمارك وكيفية تكيف تهمه بكل بساطه ؟ والسبب الكلمه الحره التي ننشدها على مسامع كل مسؤول مؤتمن على مصلحة العباد والبلد ولن نتراجع ونحن نؤمن ان الانتماء والولاء بمزيد من العمل والانتاج وحماية المكتسبات (نسأل الباري ان يحمي مملكتنا المباركه من الحاقدين الجاحدين لخير مملكتنا أمين أمين يارب العالمين
04-02-2010 11:12 AM
النقابي محمد الهياجنه(ت)0795392644
طوقان كل الشكر نعم (الكلمه الحره ؟؟؟اقوى من سيوف الشجعان ؟ بهاتبداء معركة التغير وقهر الباطل وانتصار للكرامه كرامة الانسان التي يحاول البعض انتهاك قدسية الكرامه من خلال استغلال موقع السلطه ولعل نقد المسؤول الشجاع يبادر وبكل ثقه للحوار المشترك لا للقمع والتهديد والترهيب والتشكيك وتهم لغاية التوقيف بكل بساطه والسبب هو الكلمه الحره ولعل المسؤو ل يتكرم لزيارة (المنطقه الحره الزرقاء )المدينه الاستثماريه التي تعاني من حصار جمركي لامثيل لهو نتيجة فقدان السيطره وحالة الفوضى في الاجراءات المرتبكه ولعل من يخاف امانة المسؤوليه يتسأل لماذا هجرة ترانزيت البضائع للحره السوريه ؟؟ طيب اين معاملات مستورد البضاعه ؟؟؟؟ من يتحمل مسؤولية السلوكيات التي تهدد الامن الاجتماعي والمعيشي ؟؟ نحن ننتقد الممارسات ولاننتقد الاشخاص لهذا نستهجن الهجمه على مسيرة عملي الطويله في مهنة التخليص والعمل التطوعي من ادارة الجمارك وكيفية تكيف تهمه بكل بساطه ؟ والسبب الكلمه الحره التي ننشدها على مسامع كل مسؤول مؤتمن على مصلحة العباد والبلد ولن نتراجع ونحن نؤمن ان الانتماء والولاء بمزيد من العمل والانتاج وحماية المكتسبات (نسأل الباري ان يحمي مملكتنا المباركه من الحاقدين الجاحدين لخير مملكتنا أمين أمين يارب العالمين
04-02-2010 11:12 AM
Nevein Zaher
Dr. Toukan

You never cease to amaze your readers with your courageous, no beating-round-the-bush writing. You never cease to give hope to those of us who sometimes tend to lose focus, or allow their frustration to derail their thought process. Thumbs up, yet again.
04-02-2010 05:27 PM
عربي العربي
بنعرف لما بخش السجن مين بطلعك ...بلاش مزايدات وادعاء بطولات وهمية تمني بها نفسك يا دكتور ..ترى مساحة الاردن 97000 كم وبنعرف بعضنا كويس..الله يوفقك
05-02-2010 11:08 AM
قلم ساخر....USA......
ألحرية هدية الله لخلقه فليكف أعداؤها عن قتلها وليكفوا عن حرمان الناس من نعمة الله الكبرى وهى الحرية فى كل شىء بدأ من حرية الدين والمعتقد والرأى والفكر وإنتهاءا بأقل الأشياء شأنأ فى الوجود فلنترك ابوب الحريات مفتوحة على مصاريعها لأن الحرية هى مصدر الفكر والإبداع والفن والإبتكار والشعر والتعبير والتأليف والإختراع والتجديد والتحديث وبدون كل ذلك تظل الحياة راكدة بلا حراك وتفقد قيمتها ومصداقيتها ووقعها الساحر الأخاذ كما تظل الأمم ترزح تحت نير الإستبداد والظلم والجهل والتخلف والمرض. .
05-02-2010 03:39 PM
منشية بني حسن
كتاباتك و ارائك دكتور طوقان تضيء ارضنا المليئئة با لتعساء غير القادرين على الحديث بحرية وتعبر عن مكنوناتنا و همومنا الوطنية ايها الرمز الوطني لك المحبة الله يوفقك و يبعد عنك الحاقدين و المتزلفين من ابواق النعيق و محاربي النجاح
06-02-2010 01:22 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات