كلام يجب قولة حول منظمة ( هيومن رايتس ووتش) والكيان الصهيوني


قرأت كغيري من متصفحي الصحف والمواقع الالكترونية انزعاج حكومتنا من هذه المنظمة . وابتداءً فإنني أستغرب رد الحكومة على تقرير هذه المنظمة الأخير حول الحريات في الأردن والأشد استغرابا هو انتباهها لسؤال أحد موظفي هذه المنظمة لصحفي أردني حول من يشجع من الأندية الرياضية الأردنية وبناءا على موقف الحكومة حاول احد كتابنا جاهدا ربط دور هذه المنظمة بخدمة الكيان الصهيوني . أقول إنني استغربت ذلك مع إنني كنت فرحا له وكان سر استغرابي هو هل سيكون نفس الرد على هذه المنظمة لو كان تقريرها في صالح الحكومة وهل ستكون الحكومة منتبهة لتقع عينها الثاقبة على السؤال الموجه للصحفي الأردني المذكور وهل تجتهد للبحث عن دورها في خدمة عدونا .تعلم هذه المنظمة علم اليقين بان تقريرها لن يغير شي بالنسبة للمواطن الأردني بل انه محل استهجان من قبله فهي تعلم بأن الأردني وان انتقد أو واجه حكومته فهو يرفض رفضا قاطعا انتقادها من قبل الآخرين خاصة إذا كانوا من البيئة التي انطلقت   منها هذه المنظمة.   إنني لست من محبي هذه المنظمة فهي من البيئة التي ظلمتنا واستقوت علينا واحتلت أرضنا وأعدمت شيوخنا ونسائنا وأطفالنا واغتالت من واجهها من قادت الأمة بل إنها مستمرة في اغتيال كل ما هو حق وحقيقة لدواعي معروفة للقاصي والداني وأولها أن تبقى أمتنا بلا حرية ( علما بأن الحرية هي الهدف الذي يمثل عنوان هذه المنظمة ) لان تحرر الأمة يعني تحرر نظامها الرسمي وحرية أبنائها أمام هذا النظام . تسعى البيئة السياسية التي انطلقت منها هذه المنظمة جاهدتا أن يبقى أبناء امتنا دون الحرية وان غزت واحتلت أرضنا مستخدمة التحرير كشعار. تعلم أمريكا ومعها الكيان الصهيوني أن في الحرية الحقيقية ( وليست على طريقتهم ) للشعب العربي نتاج غير مرغوب لديهم ففيها يكمن الرد الحاسم وان جاز التعبير ( الثأري ) الذي لا تقوى الحكومات العربية علىتأديتة لاسترداد الحق ووضع الأمة على خط الشروع لتؤدي دورها في خدمة الإنسانية والذي تكون بدايته رد الظالمين إلى نحورهم وقطع اليد السارقة لخيرات الأرض . إن انتقادنا للبيئة السياسية التي منها هذه المنظمة لا يعني انتقادا أو إساءة لشعوب تلك البيئة ولكن لمخرجاتها من سياسات معادية لتحررنا أولا وعيشنا امنين أسيادا في أرضنا وعلى ثرواتنا  ثانيا . لم تكن هذه المنظمة فاعلة في رفع الظلم الواقع على الناس( وخاصة إذا كانوا منا) في أمريكا وأوروبا ومن قبل الكيان الصهيوني في ارض فلسطين وفي السجون سيئة الصيت المنتشرة في العالم والتي بنتها أمريكا لتقييد حرية الإنسان بل سلبه إنسانيته . ولم تكن فاعلة في ردع القتل الجماعي في العراق وفي فلسطين.

 لقد تدخلت هذه المنظمة في أمر سحب الجنسية من بعض المجنسين على حد تعبيرها, وهنا أقول وليس دفاعا عن الحكومة فلا اعرف حقيقة الأمر وما هي دوافع الحكومة لاتخاذ هكذا قرار أقول إن منح الجنسية للأشقاء الفلسطينيين ليس في صالح القضية الفلسطينية  فيا ليت الأردن لم يمنحهم الجنسية ( وان جاء ذلك ضمن موجباته ) وهذه الأمنية منطلقه من الحرص الشديد على فلسطين وعلى خصوصية الحال يقابلها أمنيتي الأعم والاشمل وهي يا ليت كل العرب يحملون الجنسية الأردنية فعندها تكون الوحدة وعندها تكون فلسطين حرة عربية .

 إن هذا الكلام تعلمه الصهيونية جيدا وتسعى ليل نهار مستخدمة الظالمة أمريكا لقلبه ليصبح تجنيسا للفلسطيني وعكسه لغيره من العرب .

 لقد أوجز جلالة الملك موقفه وموقف شعبه عندما حدد دور الأردن فقط بدعم الأشقاء الفلسطينيين لإقامة دولتهم على ارض فلسطين وبذلك قطع الطريق على المحاولات المحمومة من قبل الصهاينة أو رغبة من وهنت همته لكي يثني الأردن عن دوره الثابت في المحافظة على فلسطين العربية.

وأمام هذا المشهد ومن خلال معرفتنا الحقيقية بان حكومة إسرائيل تسعى بلا كلل لتحقيق أهدافها الصهيونية فلا يعنيها ما يرد في ارثنا الأخلاقي من مفردات نبيلة تمنعنا من تحقيق الأهداف بطرق رخيصة فليس مستبعدا أن تستغل تقريرا مسيئا تصدره منظمة أو حكومة هنا أو هناك حول الأردن لإضعاف دوره في خدمة فلسطين ولكن نقول بان الأيام والسنين الطويلة وعلى طول الصراع العربي الصهيوني لم تثني الأردن عن دوره فشهدائه مشاعل على ارض فلسطين عندما تطلب الأمر تقديم الأرواح للدفاع عن ثرى فلسطين وعندما انتقل الأردن إلى نقطة وثوب ثانية وهي صفحة السلم التي أملتها ظروفها ( السيئة) وأهمها تغول الظالمين أعداء الأمة يقابله وهن العرب بقي الأردن صادما مرابطا لتأدية دوره الذي يستطيع والذي فاق بكثير دور من كانت إمكاناته من الإخوة العرب أعلى من إمكاناتنا   وهذا القول ليس للدفاع عن دورنا ولكن عسى أن يكون فيه تحفيز لهمة من فترت همته من أبناء امتنا .

drabdullah63@gmail.com



تعليقات القراء

اردني حر
صدقت بكل كلمة قلتها
04-02-2010 03:23 PM
سيدة اردنية
انني مع كل كلمة ذكرتها في مقالتك يا دكتور فقد وضعت الامور في نصابها ويجب على حكومتنا الانتباه جيدا لهذه المنظمة وغيرها من المنظمات العاملة في الاردن .
04-02-2010 10:06 PM
التل
لا اعتقد ان منظمة حقوق الانسان تتحدث من منطلق تامري فحسابات هذه المنظمة غير حساباتنا كما ان هذه المنظمة تنتقد اسرائيل كثيرا وتقريرها عنها مليء
16-02-2010 04:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات