لقاء حاسم بين انقرة وتل ابيب


جراسا -

على الرغم من أنّ المُصالحة الإسرائيليّة-التركيّة لم تنضج حتى اللحظة، إلّا أنّ الطرفين يؤكّدان على أنّ ‘إعادة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بات قاب قوسين أوْ أدنى.

وصوتت تركيّا لصالح إسرائيل في الأمم المتحدّة التي انتخبت السفير الإسرائيلي داني دانون لرئاسة لجنة الشؤون القانونية للجمعية العمومية بعد حصوله على 109 أصوات من أصل 193.

وتم ترشيح دانون للتصويت بالاقتراع السريّ بناءً على طلب من دول عربية، فيما اختير رؤساء بقية اللجان الأخرى بالتوافق.

وجاء أيضًا أنّ الأردن، مصر والمغرب، صوتّت لصالح إسرائيل، فيما رجحّت مصادر دبلوماسيّة أنْ تكون الإمارات العربيّة المُتحدّة أوْ قطر، قد صوتت لصالح الدولة العبريّة، علمًا أنّ التصويت كان سريًّا.

وأثار فوز إسرائيل برئاسة لجنة تابعة للأمم المتحدة للمرة الأولى في تاريخها احتجاجات دول عربية.

في السياق عينه، ذكرت صحيفة “هآرتس″ أنّ طاقمي المفاوضات التركي والإسرائيلي سيلتقيان في إحدى العواصم الأوروبية في السادس والعشرين من الشهر الجاري لإجراء جولة حاسمة من المفاوضات في قضية المصالحة بين الدولتين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع تقديره أنّ هذا اللقاء سيكون الأخير وسيحل خلاله ما بقي من الخلافات بين الطرفين، كما من الممكن إعلان التوصل إلى اتفاق، بعد أكثر من ست سنوات من حادثة القافلة التركية إلى غزة في أيّار (مايو) من العام 2010.

ولفتت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن المسؤول الإسرائيليّ عينه، إلى أنّ اللقاء الحاسم كان من المفترض أنْ يُعقد في منتصف أيار (مايو) الماضي، لكن تأجيله مرارًا كان على خلفية استقالة رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو، وتعيين بديل عنه، على حدّ تعبيره.

علاوة على ذلك، قالت الصحيفة إنّ المسؤول الإسرائيليّ أكّد على أنّ الفجوات المتبقية بين إسرائيل وتركيا حتى الآن تقتصر على صياغة الحل الوسط في قضية القيادة العسكرية لحركة حماس التي تعمل من إسطنبول، فيما تُطالب إسرائيل بإغلاق مقر حماس في العاصمة التركية، كما قال.

وأضاف المسؤول نفسه قائلاً إنّه خلال الأسابيع الماضية، جرى التوصل إلى صيغة تسمح بالتغلب على الخلافات بين الطرفين في هذه القضية.

كما توقفّ عند الرسائل الإيجابية التي وجهتها تركيا خلال الأسابيع الماضية تجاه إسرائيل، وخاصة رفع الفيتو الذي كانت تضعه تركيا حول التعاون بين إسرائيل وبين حلف الناتو (شمال الأطلسي). وكان وزير البناء والإسكان الإسرائيليّ يوآف غالانط قد قال الأسبوع الماضي إنّ اتفاق المصالحة الإسرائيلية التركية بات جاهزًا بكامل تفاصيله تقريبًا، على حدّ تعبيره.

وتابع غالانط قائلاً، كما أفادت صحيفة (هآرتس) العبريّة، إنّه تمّت بلورة الاتفاقية بيننا وبين الأتراك بكامل بنودها وتفاصيلها تقريبًا، ويجب أنْ تساعد إسرائيل الدول الغربيّة في الحفاظ على تركيا في الجانب الصحيح من المعادلة، قال غالانط في مؤتمر “اتحاد بناة الوطن” وهو اتحاد المقاولين سابقًا. وأوضح الوزير الإسرائيليّ، وهو من حزب (كولانو)، الشريك في الائتلاف الحكوميّ، أوضح أنّه لاتفاق المصالحة مغزى ومعنى سياسي واقتصادي بالنسبة لإسرائيل، إضافة لتأثيره على قطاع السياحة والطاقة وقطاع البناء، كما قال.
وخلُص الوزير الإسرائيليّ إلى القول إنّ تركيّا تتمتع بأهميةٍ إستراتيجيّةٍ كبيرةٍ، وقد حان الوقت لتنظيم منظومة علاقتنا معها، بحسب تعبيره.

على صلةٍ بما سلف، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنّه لم يتم التوصل بعد إلى آلية لرفع الحصار المفروض على قطاع غزة مع إسرائيل، مشيرًا إلى التوافق على كافة الشروط الأخرى للمحادثات التركيّة الإسرائيليّة. وذكرت الصحيفة أيضًا أنّ تركيا طلبت من قيادة حركة “حماس″ الموجودة على أراضيها، تقليص نشاطاتها العسكرية ضدّ إسرائيل، موضحةً أنّ الطلب التركي نُقل إلى القيادي في الحركة صلاح العاروري. وأضافت الصحيفة أنّ الحكومة التركية لوّحت مرارًا للعاروري طالبة منه تخفيض وتيرة نشاطاته ضد إسرائيل، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أنّ الرسالة وصلت إلى الأخير، عبر أجهزة الاستخبارات التركية التي تتهمها إسرائيل بغض النظر عن نشاطات “حماس″ العسكرية في تركيا.

أمّا عن أسباب الطلب التركي، فقد ذكرت “هآرتس″ أنّه أتى على خلفية القلق من التعرض لانتقادات أمريكية واتهامات بدعم الإرهاب، كما أوضحت أنّ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سبق أنْ احتجت على نشاطات “حماس″ في تركيا، متهمة أجهزة الأمن التركية بأنّها تغض النظر عن نشاطات “حماس″ في تركيا.

وتابعت “هآرتس″ أنّ هذه التقارير أثارت ضجة في تركيا، فيما يبدو أن الولايات المتحدة قد طلبت توضيحًا من الحكومة التركية التي دعت بدورها “حماس″ إلى تقليص نشاطاتها. وبحسب تقرير “هآرتس″، يشغل العاروري منصب قائد منطقة الضفّة الغربيّة لحركة “حماس″ من تركيّا، بعدما أبعدته إسرائيل من منطقة رام الله، قبل خمس سنوات. وإلى جانب العاروري، الذي يُقيم في اسطنبول، يُقيم في تركيّا عناصر آخرون تابعون للحركة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات