المصري: ما يطرح من مشاريع لحل القضية الفلسطينية بالونات اختبار ومحاولة لتصفيتها


جراسا -

أكد رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري عدم وجود حلول أو مشاريع حقيقية لحل القضية الفلسطينية ، وأن ما يطرح من مشاريع تمثل بالونات اختبار ومحاولات لتصفية القضية الفلسطينية في ظل استمرار الرفض الإسرائيلي لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة .

تصريحات المصري جاءت خلال ندوة عقدتها لجنة القدس وفلسطين في حزب جبهة العمل الإسلامي مساء أمس حول "القضية الفلسطينية والحلول المطروحة "بمشاركة نائب الأمين العام للحزب المهندس نعيم الخصاونة وبحضور الأمين العام للحزب محمد الزيود ، فيما أدار الندوة رئيس لجنة فلسطين الدكتور منير عقل .

واعتبر المصري أن الكيان الصهيوني يستغل ما تمر به المنطقة العربية من ضعف وتفكك وصراعات داخلية لاستكمال المشروع الصهيوني المعلن عنه سابقاً والذي يقوم على 3 أهداف وهي قيام الكيان الصهيوني ، وإعلان القدس عاصمة لهم ، فيما يواصل الكيان الصهيوني العمل على تحقيق الهدف الثالث والمتمثل ببناء الهيكل المزعوم ،مستندين إلى ما يتمتعون به من قوة عسكرية ودعم دولي.

وحول ما يتعلق بطرح مشروع الكونفدرالية ، اعتبر المصري أن هذا المشروع طرح أكثر من مرة وانه يمثل اختراعاً ليس له وجود في العام باستثناء سويسرا وله عوامل مختلفة تعتمد على الحكم غير المركزي، وأن مثل هذا الطرح ليس له معايير أو صفات محددة ، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني يسعى لمشروع يحقق إدارة أردنية للتجمعات السكانية الفلسطينية دون إعادة السيادة للفلسطينيين على الأرض الفلسطينية .

وأكد المصري أن الكيان الصهيوني لن يمنح الفلسطينيين دولة ذات سيادة على الأرض وإنما قد يمنحهم حكماً ذاتيا موسعا مع الاحتفاظ بالسيطرة الإسرائيلية على الأرض والجو وفرض سياسة الأمر الواقع، مشدداً على أن الموقف الرسمي والموقف الشعبي الأردني والفلسطيني لا يمكن أن يقبل بعلاقة وحدوية ما لم تكن هناك دولة فلسطينية على فلسطين وليس إدارة محلية مدنية للسكان مع استمرار الاحتلال بما يمثل تصفية للقضية الفلسطينية.

وأضاف المصري " أي حديث عن الكونفدرالية يجب أن يسبقه وجود دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة ثم يترك القرار للشعبين في تنفيذ مثل هذه المشاريع".

و أشاد المصري بدور أهل القدس والداخل الفلسطيني في تصديهم لمحاولات تهويد مدينة القدس وتمسكهم العميق بأرضهم والتصدي للاعتداءات المتواصلة ضد المسجد الأقصى والمساعي الصهيونية لمشروع تقسيم المسجد الأقصى، مشيراً إلى وجود اعتبارات أردنية شديدة اللهجة فيما يتعلق بمعاهدة وادي عربة خاصة فيما يتعلق بالوصاية على المسجد الأقصى، معتبراً أن الدور الأردني هو دور احتجاجي ولا يقوم على أساس القوة باستثناء التهديد باتخاذ إجراءات سياسية وهو أمر اعتبره غير وارد في هذه المرحلة .

فيما أكد المهندس نعيم الخصاونة على ضرورة أن يكون أي حل يطرح للقضية الفلسطينية قادراً على معالجة أربعة عوامل تعتبر أصل القضية الفلسطينية وهي ما جرى من سلب الأرض وتهجير السكان ومنع إقامة الدولة الوطنية الفلسطينية وما يجري من مساعي لتذويب الهوية الفلسطينية ، معتبراً أن الحلول المطروحة ستفشل كونها تخضع للرؤية الصهيونية وتسعى لتصفيتها بما يخدم الرؤية الصهيونية للسيطرة على المنطقة في ظل ما تشهده من أزمات.

وشدد الخصاونة على ضرورة أن تكون قضية فلسطين في صلب الملف الوطني الأردني، مؤكداً أن العمل لأجل فلسطين هو عمل لحماية الأردن وأمنه وأن الاحتلال الصهيوني يمثل تهديداً وتحدياً وخطراً على الأردن كما هو خطر على القضية الفلسطينية، وأن دعم النضال في فلسطين هو تعزيز لأمن الأردن، وأن حق المقاومة للاحتلال بشتى أشكاله حق كفلته كل الشرائع السماوية والمواثيق الدولية .

وحول طروحات الكونفدرالية ، أشار الخصاونة إلى أن مثل هذا الطرح ليس جديداً وأنها تمثل رؤية تخدم أهداف المشروع الصهيوني عبر ترحيل قضايا أساسية بحيث يتحمل الجانب الأردني عبئها بدلا من الكيان الصهيوني وهي ما يتعلق بالأمن وضمان عدم المواجهة مع الشعب الفلسطيني، وترحيل تكاليف الاحتلال والعامل المادي والنقدي إضافة إلى السياسة الخارجية والهروب من خيار إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة .

وأكد الخصاونة أن مختلف الحلول المطروحة للقضية الفلسطينية تشترك بعدة سمات ومن أبزرها الاعتراف بالكيان الصهيوني وتقديم كل الضمانات الممكنة للحفاظ على أمن الكيان الصهيوني ،وإضعاف الجانب الممثل للقضية الفلسطينية والتعامل معه كتابع وليس كشريك أو صاحب قرار ، وأن كل هذه الحلول تطرح من الدول الغربية نتاج مراكز دراسات تهيمن عليها الرؤية الإسرائيلية.

واعتبر الخصاونة أن أي طرح يتعلق بحلول للقضية الفلسطينية مثل الكونفدرالية أو غيرها يجب أن تضمن الوصول لاستعادة الحق للشعب الفلسطيني وعودة اللاجئين و قيام دولة فلسطينية ذات سيادة بحيث يتم العمل بعد قيام هذه الدولة لتحقيق وإنشاء حالة من الفيدرالية أو الكونفدرالية بين الكيانات العربية القائمة .

وأكد الخصاونة على أهمية الموقف الشعبي في رفض الاستسلام والتنازل في القضية الفلسطينية، وحماية الدول العربية من محاولات الاختراق العربية ومحاربة التطبيع ، مع دعم المقاومة بكافة أشكالها وتثبت الشعب الفلسطيني على أرضه ، مشدداً على أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة الجامعة ، وأن القدس تمثل عنواناً للقضية الفلسطينية ولا مكان فيها لغير العرب والمسلمين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات