ميــلاد المملكــة الرابعــة


قبل 48 عاماً جاء صوت يسطع في سماء الأردن، ينتقل كالرعد بين الأودية والهضاب، وبين الجبال والسهول، يلمع كالبرق في أوساط المدن وأطراف الريف وبين المخيمات والبوادي، ينتقل صدى هذا الخبر بشرى بركة ودلالة خير، خرج الأردنيون إلى حلقات الفرح، وسمع صوت الزغاريد تشق عنان السماء، واخضرت الأودية والسهول، وانتشرت رائحة الزعتر والشيح والدحنون.

جاء صوت الظاهرة العجيبة في عالم القيادة والحكمة والشجاعة، ذاك الخطاب الذي يهز المشاعر ويحرك الضمائر ويسحر الأفئدة ويولد إحساساً بالفخر والكبرياء، صوت يشحن النفوس ويشعل الأمل ويسجل في تاريخ الوطن، كلمات من صخر ومعاني من بحر.

بشرى ميلاد الأمير عبد الله، نشأ وترعرع على طهور ترابها، وارتوى كبرياء من عذب مائها، واستنشق العز من نقاء هوائها واحتسى الفخر من قهوة أهلها، جاب الوطن من مرتفعات أم قيس حتى جبال الشراه، ومن هضاب النقب حتى حماد الرويشد، عرج على الثكالى والمحتاجين وجلس أرضاً في بيوتهم، دلالات قيادة ومؤشر سمو ورائحة تواضع وإحساس نخوة واستجابة نجدة.

منذ البداية اختار الطريق الأصعب والجهد الأكثر، الحياة الأخشن واللباس الأنسب، ارتدى شعار الجيش العربي جندياً للوطن، تعرفه ميادين الدروع ويعشق الرماية ويشتاق إلى سماء القفز بالمظلات، رجل العمليات الخاصة العنيد، وقائد المظليين الصلب، محترف العسكرية ونظرياتها وممتهن الانضباط، مخطط ناجح لمستقبل الجيش والأجهزة الأمنية.

وفي عام الرمادة، عندما سالت دموع الأردنيين في وداع الراحل المرحوم، نهض هذا الفارس المؤهل ليحمل أمانة المسؤولية بشرف ورجولة ورسم خارطة المستقبل للوطن، وباشر البناء على ما سبق يحمل هم الاقتصاد والاستثمار والتنمية ومكافحة الفقر وجيوب البطالة، يحرك عجلة النمو ويحارب المديونية ويواجه عجز الموازنة، يوفر لقمة العيش للفقراء ويشيد المساكن للأسر المحتاجة يوسع شبكة الأمان الاجتماعي، يوزع مكاسب التنمية لتحقيق العدالة، يوسع مظلة التأمين الصحي لتشمل الشرائح المحتاجة، يعالج السلبيات، ويواجه ثغرات الفساد والمحسوبية، يأمر بمدونات الشرف، ويطالب بطهارة الإيدي ونقاء القلوب ويسعى إلى الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والإداري. يرسم خطط العمل للحكومات المتعاقبة ويحدد الأهداف ويؤشر إلى السياسات ويحث على وضع جداول زمنية محددة لتقييم الأداء.

دولياً وإقليمياً أثبت الأردن حضوراً مميزاً، وبقي لاعباً أساسياً في أحداث المنطقة، ورقماً صعباً ومرجعاً ثابتاً، وفرض تأثيراً سياسياً في القضايا المفصلية.

في عهد المملكة الرابعة أصبح الأردن منارة في عالم ملتهب، وواحة في محيط قاحل، ونبعاً في أودية جدباء، ورغداً في بيئة خشنة، واطمئناناً في إقليم مخيف، وفسحة أمل في بحر تشاؤم، ومربع عدل في عالم الظلم، وقرارات حكيمة في زمن البراكين، ومواقف وطنية في زمن المساومات، حمى الله الوطن وأعز شعبه الوفي.



تعليقات القراء

محمد
على من يتحدث السيد علي الخالدي ؟؟؟؟؟
31-01-2010 01:00 PM
شلاش الخالدي
ابدعت ياباشا وكل عام وجلالة سيدنا بخير
01-02-2010 02:49 AM
معن الخالدي
تسلم يا ابو احمد
01-02-2010 09:19 AM
محمود الترك
سلمت يمينك يا ابا أحمد على هذا المقال الذي شكل لوحة رائعة تجسد الصورة الأبهى لسيد البلاد كيف لا وانت رفيقه في السلاح وصديقه مع الأيام فكل عام وسيد الوطن بألف خير وادامك الله يا باشا لترسم لنا بريشتك سكل الحب والولاء للهاشميين
اما السيد محمد المعلق رقم 1 فأظن انه لم يبلغ الحلم او انه لم يقرأ بين السطور فأقول له عندما تكبر يتحل اللغز
03-02-2010 08:22 AM
ابو مشعل
احسنت وينك ياشلاش
05-02-2010 11:20 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات