"جراسا" ترافق أحد صائدي الضباع بمحافظة عجلون ( فيديو و صور)


جراسا -

محمد النواطير - رغم خطورة ما يقومون به ووعورة الاماكن التي يصلون اليها ، الا ان هواية الصيد وحب التحدي عندهم خلق بينهم وبين الضباع التي يصطادونها التحدي الاكبر ، ورغم ان الضبع يعد من اشد الحيوانات  ضراوة بمجرد ان يطبق على الشيء حتى يصبح شيئا لم يكن الا انهم يتحدونه ويصطادونه باسهل الطرق .

يستنجد بهم البدو الرحل في مناطق مختلفة من الاردن وبالذات الذين يملكون اعدادا كبيرة من المواشي لحمايتها لان تلك الضباع تفترس مواشيهم وتشكل خطرا على ابنائهم .

يذهب صائدو الضباع سليمان فريحات وصديقه ابراهيم العطعوط وآخرين ، الى مناطق بعيدة ووعرة بمختلف أنحاء المملكة ، ليصلوا لأقرب منطقة من مكان مبيت الضباع بما يسمى "الموكرة" ثم يكملون الوصول إليها سيرا على الأقدام لمسافات تكون أحيانا زهاء 5 كيلو مترات أو أكثر، ثم يبدؤون بالبحث عن الضباع من خلال رصد الأثر كالأقدام  ودخولها لمكان مبيتها اوما تخلفه وراءها من بقايا الطرائد أو شعورها .

زرنا صائد الضباع سليمان حسن فريحات في احد مناطق محافظة عجلون  ، وروى لنا ان اصطياد الضباع ليس بالأمر السهل فهو شاق ويحتاج لقوة في العضلات وللجهد والحذر وللصبر اكثر ، وما أن يجدوا مكان مبيت الضبع يبدؤون الحفر بأيديهم وبأدوات بسيطة يسهل حملها حتى يتمكنوا من الدخول لداخلها .

يقول فريحات والعطعوط ان البحث عن الضباع أصبح عندهم كمن يبحث عن شيء ثمين ولا يمكنهم ترك هذه الهواية ، مؤكدين أن الأمر ليس من اجل المادة بل من اجل الترويح عن النفس والتسلية وحب التحدي والتفوق على قدرة الضبع والذي يعتبر فكه من اقوى الحيوانات المفترسة في العالم .

وأضافا لـ"جراسا" نستعد لعملية الصيد بعد أن يتم إبلاغنا من احد الرعاة أن هناك ضبعا قد افترس بعض مواشيهم فنذهب إليه حتى نخلصه من هذا الحيوان المفترس ، ونستعد له من خلال ارتداء ملابس العمل وتحضير الأدوات اللازمة كالحبال والجنازير والمصابيح اليدوية و"اللجام " الذي يوضع على فم الضبع حتى لا يؤذيهم .

وبين فريحات انه بعد عملية الحفر والدخول الى الضبع يقوم أشقائي حسين وعبد القادر وصديقي ابراهيم العطعوط بإغلاق "الموكرة" بالحجارة خلفي حتى لا يتمكن الضبع من الهرب فأدخل عليه وحدي ومعي أدواتي كالمصباح واللجام والقدوم ( اداة صغيرة للحفر) ، وعندما اصل ابدأ بتقييده ووضع اللجام على فمه وأعود للخلف زحفا على بطني إلى ان أصل الى الحجارة التي وضعت خلفي ، بعدها يبدأ المساعدان بازالة الحجارة وسحب الضبع ، و بعدها نأخذ قسطا من الراحة .

وأكدوا انه بمجرد ان يصل الى الضبع يبدأ بمداعبته ، وتلمس أماكن محببة لدى الضبع واصدع ببعض الاغاني التراثية والهجيني ، وما هي إلا لحظات حتى يبدأ الضبع بالاسترخاء والاطمئنان ، مبينا أن ذلك تعلمه بحكم الخبرة و الممارسة ،خصوصا وأنهم اصطادوا العشرات منها ، لافتا الى انهم كانوا في بدايات عملهم يحقنون الضبع بمادة مخدرة حتى يتمكنوا من اصطياده الا انهم الان استغنو عن ذلك .

موضحين ان الضبع ليس من طبعه ان يتهجم على من يدخل الى "موكرته" لانه لا يستطيع ان يتحرك بحكم ان المكان ضيق جدا ولا يتسع الا له،مبينا أن لدى الضبع حاسة خاصة به فاذا شعر ان الذي يدخل عليه يخاف منه يستهدفه ويهاجمه، وهذا الذي يساعدنا بإمساكه دون ان يؤذينا ، مؤكدين على انه لا احد يستطيع ان يقف امامه في حال مصادفته في العراء ولا يمكن امساكه الا بعد ان يتم اطلاق العيارات النارية عليه .

وطالب الفريحات والعطعوط الجهات المعنية بتبني هوايتهم من خلال انشاء محمية خاصة بمحافظة عجلون للعناية بمثل هذه الحيوانات والمحافظة عليها ، مؤكدين على ان الهدف من اصطيادها ليس لقتلها ولا لبيعها كما يشاع ، بل الهدف الاسمى صقل موهبتهم وحمياة الناس من خطرها .

 

 

 




تعليقات القراء

عاشق السوسنة
جميل ورائع
23-05-2016 03:32 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات