أزعجتهم رائحة موتك .. وبعد أيام أيقظتهم ..
طالعتنا وسائل الإعلام المحلية قبل أيام, عن اكتشاف جثة رجل ستيني قد تعفنت جثته, ولم يعرف عن موته أحد إلا بعد أسبوع أو يزيد, عندما اشتكى الجيران من رائحة كريهة أزعجتهم ليكتشفوا بعد ذلك أن جارهم ومن يسكن بجانبهم قد فارق الحياة وحيدا ومنذ أكثر من أسبوع....
وأقول بمناسبة اكتشاف الجيران لجثة جارهم بعد أن تحللت وتعفنت.. ووجدوا ما يشغل أحاديثهم..ومجالسهم وقبل أن ينسوا...
لولا رائحتك أسعفتك.... لما عرفوا...ولما اشتكوا... لولا رائحتك ما اتصلوا... من يبكيك أيها الشيخ الهرم... جدران الجيران...أم قلوب أبناء كصخر الصوان... تركوك تموت وحيدا... لم يسألوا عنك...أزعجتهم رائحة موتك...؟! وبعد أيام أيقظتهم.. فسحق لجيران لا يعرفون جارهم... إلا بعد موته... وتعفن جثمانه...؟! أو في مشاجرة ... و مغفر شرطة ..أو محكمة...؟!
ما بال الأبناء قد قست قلوبهم وتحجّرت...ما بال جيران صمّت أذانهم.. وتعفنت... وخرست ألسنتهم...وماتت نخوتهم...وتبلّدت مشاعرهم... آه يا دنيا...كتب عليك أيها الشيخ الهرم أن تموت وحيدا... بائسا هزيلا ...لم يكن يريد طعاما ... ولا شرابا ... ولا مالا ... تخطئون أيها الأبناء إذا أعتقدتم أن الآباء ينتظرون فتات طعامكم...وشرابكم...ومالكم... كان يريدا أنيسا... رفيقا ..حبيبا...أنيسا يؤنس وحدته...ويطرد كآبة شيخوخته...يريد أنيسا يلقنه شهادته عند احتضاره ... ويرسم بسمة على محياه ...كان يريد سماع كلمة يابا رضاك عليّ ...يابا ...بحبك يا يابا...يابا سامحني يابا....وبدون أدنى حاجة... أيها الشيخ الهرم...قد متّ وحيدا....لم يفقد غيابك... من كانت عينك لا تقرّ بغيابه... لم يفقد غيابك...من كانت عينك لا تنام إلا بعد أن تكحّلها برؤيته... ولكن يأبى جسدك إلا أن يفجّر حكاية شيخ هرم...مات أياما دون أن يعرف بموته أحد....
rawwad2010@yahoo.com
طالعتنا وسائل الإعلام المحلية قبل أيام, عن اكتشاف جثة رجل ستيني قد تعفنت جثته, ولم يعرف عن موته أحد إلا بعد أسبوع أو يزيد, عندما اشتكى الجيران من رائحة كريهة أزعجتهم ليكتشفوا بعد ذلك أن جارهم ومن يسكن بجانبهم قد فارق الحياة وحيدا ومنذ أكثر من أسبوع....
وأقول بمناسبة اكتشاف الجيران لجثة جارهم بعد أن تحللت وتعفنت.. ووجدوا ما يشغل أحاديثهم..ومجالسهم وقبل أن ينسوا...
لولا رائحتك أسعفتك.... لما عرفوا...ولما اشتكوا... لولا رائحتك ما اتصلوا... من يبكيك أيها الشيخ الهرم... جدران الجيران...أم قلوب أبناء كصخر الصوان... تركوك تموت وحيدا... لم يسألوا عنك...أزعجتهم رائحة موتك...؟! وبعد أيام أيقظتهم.. فسحق لجيران لا يعرفون جارهم... إلا بعد موته... وتعفن جثمانه...؟! أو في مشاجرة ... و مغفر شرطة ..أو محكمة...؟!
ما بال الأبناء قد قست قلوبهم وتحجّرت...ما بال جيران صمّت أذانهم.. وتعفنت... وخرست ألسنتهم...وماتت نخوتهم...وتبلّدت مشاعرهم... آه يا دنيا...كتب عليك أيها الشيخ الهرم أن تموت وحيدا... بائسا هزيلا ...لم يكن يريد طعاما ... ولا شرابا ... ولا مالا ... تخطئون أيها الأبناء إذا أعتقدتم أن الآباء ينتظرون فتات طعامكم...وشرابكم...ومالكم... كان يريدا أنيسا... رفيقا ..حبيبا...أنيسا يؤنس وحدته...ويطرد كآبة شيخوخته...يريد أنيسا يلقنه شهادته عند احتضاره ... ويرسم بسمة على محياه ...كان يريد سماع كلمة يابا رضاك عليّ ...يابا ...بحبك يا يابا...يابا سامحني يابا....وبدون أدنى حاجة... أيها الشيخ الهرم...قد متّ وحيدا....لم يفقد غيابك... من كانت عينك لا تقرّ بغيابه... لم يفقد غيابك...من كانت عينك لا تنام إلا بعد أن تكحّلها برؤيته... ولكن يأبى جسدك إلا أن يفجّر حكاية شيخ هرم...مات أياما دون أن يعرف بموته أحد....
rawwad2010@yahoo.com
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
قساوة قلب الأولاد وبلادة مشاعر الجيران تجاه جارهم الهرم هما سبب هذا التعفن!
نعم يا استاذ حسان متلازمتات لا تفترق : قساوة القلوب وبلادة الضمير وعفن العقول لا تستطيع ان تفصل بينها.
شكرا للأستاذ الكاتب الصديق ابو الحارث الذي واسى بقلمه اصحاب القلوب المتحجرة بموت ضمائرهم واستفز قلمه رائحة الأحياء العفنة من جبران هذا الشيخ قبل ان تستفزه رائحة الميت .
قلوب الأبناء المتحجرة يا استاذ حسان هي اشد نتانة واكثر عفنا وقبحا من رائحة ذلك الميتولو لم تكن كذلك لما اشتمت الجيران رائحة عفن الميت ونسأل الله العفو والعافية وحسن الخاتمة .
هالايام صار السؤال عن الاخرين شبه
معدوم الا ازا في مصلحه
ع كل حال الله يرحمه
تثبت أنك إنسان رائع وكبير يا رواد
شكرا لك على الطرح ..فكرة... وعنوانا..ومضمونا
والله يرحمنا برحمته
اقول لا يشعر بقيمة الوالدين الا عند افتقادهما
اليك ايها القارئ
أما سمعت من قبل أنك كما تدين تدان
وانك كما تفعل بوالديك سيفعل فى النهاية بك
وثق أذا لم تتعظ وتتوب وترجع إلى الله
ستحصد من أولادك ثمرة عقوقك لوالديك
هناك قصص من الواقع حصد فيها العاق ثمرة
عقوقه من أولاده هل تسمعها ؟؟؟
هناك طفل صغير أبكى أمه من رسمه
قد تتسائلون ماذا رسم هذا الطفل ليجعل والدته تنصعق وتبكي من رسمه 000
كان هناك بيت يعيشون فيه ثلاثة اطفال طفلان وبنت واحدة وامهم وابيهم الذى
يسافر كل يوم بسبب اعماله ووالد الام الذي يعيش في ملحق صغير كأنه منبوذ ،
وتبدأالقصة هو ان الام اعطت لابنائها اوراقا والوانا ليرسموا عليها ثم ذهب لتعطي
الطعام الى والدها المريض في الملحق ثم اتت من الملحق لترى رسم ابنائها فرأت
رسم ابنتها فوجدة جميلاً والابن الاكبر فوجدته يرسم السيارات والاشخاص و ابنها
الصغير الذي وجدته يرسم مربعات متشابكة فأقتربت منه وسألته بتعجب : ما هذا
الذي ترسمه حبيبي ؟؟ قال لها هذا بيتي عندما أكبر !! فأبتسمت الام ورأت مربعاً
معزولاً تعجبت وسألته مرة أخرى ما هذا ؟؟؟ قال هذا ملحق اضعك فيه عندما
أكبر كما تضعين جدي في الملحق ؟؟!! فأنهارت الام من شدة الصدمة وجلست
تبكي من هول ما سمعته من ابنها الصغير الذي لا يدرك الاشياء وهذا جزاء ما يفعل
شكرا...........
الصلات الاجتماعية وخاصة مع الجيران تقطعت أو هي معدومة من الأصل، ومن أهم أسباب ذلك هو البعد عن قيم وهدي ديننا الإسلامي الحنيف الذي يوصي بالجار حتى كاد أن يورثه حسب حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
تحياتي
اللهم إنا نعوذ بك من العجز والكسل وسوء الكبر
ويخجل القلب من ما يرى وما يسمع
ويااااااااااااااااا للاسف وكل الاسى
لانه
هذا هو زماننا...........
اللهم احسن خاتمتنا وارحمنا برحمتك . . . . اللهم آآآآآمين
تحية طيبة وبعد ..
دكتوري الفاضل .. ابي العزيز الدكتور حسان الرواد ..
في البداية اشكرك على مقالاتك التي لطالما تركت اثرا كبيرا في نفسي ..
واما عن هذه المقالة ... او ان صح التعبير هذه القصة .. فهي تشرح واقع امة العرب المرير ..
للاسف (( مواقف شخصية تحدث معي )) اصبح الجار لا يغار .. اصبح الجار صنما .. او كالمسمار .. لا يسمع ولا يعقل ولا يرى ,, بالفعل ,, هكذا اصبحنا .. لو نظرنا لى حالنا قديما .. وحديثا .. ولنفرق بين الحالين ..
قديما كان الجار يغار .. ويضرب لجاره تحية اكبار .. كان الجار على مستوى غذاء او (( طبخة )) يعملها .. الا ويتشارك في اكلها مع جاره .. كنا اذا قال اجار اااخ .. نثور ونهب لمساعدته .. اما الان .. حتى احيانا لا سلام بيننا .. الان .. وانا متاكد يا دكتور .. لو ان شخصا يقطن في بناية .. وتعرض لعملية سرقة .. او ماشابه ذلك . وانا اعي ما اقول .. لو طلب المساعدة .. لواجهه الجيران بمقولة (( ما الناش بحدا .)) بالفعل احنا بزمن .. ترتفع فيه نسبة النسيان .. وترتفع فيه نسبة بيع الوطن والمكان .. حتى ترتفع وتزيد نسبة كره وبغض الجيران ..
الله يرزقك من حيث لا تدري ولا تحتسب ..
الله يبارك فيك .. دعواتك ؟؟
تحية طيبة وبعد ..
دكتوري الفاضل .. ابي العزيز الدكتور حسان الرواد ..
في البداية اشكرك على مقالاتك التي لطالما تركت اثرا كبيرا في نفسي ..
واما عن هذه المقالة ... او ان صح التعبير هذه القصة .. فهي تشرح واقع امة العرب المرير ..
للاسف (( مواقف شخصية تحدث معي )) اصبح الجار لا يغار .. اصبح الجار صنما .. او كالمسمار .. لا يسمع ولا يعقل ولا يرى ,, بالفعل ,, هكذا اصبحنا .. لو نظرنا لى حالنا قديما .. وحديثا .. ولنفرق بين الحالين ..
قديما كان الجار يغار .. ويضرب لجاره تحية اكبار .. كان الجار على مستوى غذاء او (( طبخة )) يعملها .. الا ويتشارك في اكلها مع جاره .. كنا اذا قال اجار اااخ .. نثور ونهب لمساعدته .. اما الان .. حتى احيانا لا سلام بيننا .. الان .. وانا متاكد يا دكتور .. لو ان شخصا يقطن في بناية .. وتعرض لعملية سرقة .. او ماشابه ذلك . وانا اعي ما اقول .. لو طلب المساعدة .. لواجهه الجيران بمقولة (( ما الناش بحدا .)) بالفعل احنا بزمن .. ترتفع فيه نسبة النسيان .. وترتفع فيه نسبة بيع الوطن والمكان .. حتى ترتفع وتزيد نسبة كره وبغض الجيران ..
الله يرزقك من حيث لا تدري ولا تحتسب ..
الله يبارك فيك .. دعواتك
سلمت يداك ...
احييك تحية النائي عنك بكيانه , الداني منك بوجدانه املا ان تلقاك سطوري هذه بعافية وحبور,,
فمن ثنايا قلبي اتقدم الى ما جادت به قريحتك بالشر والتقدير لتسليطه الضوء على قضية باتت تؤرق الشارع الاردني وان لم تصل بعد الى ظاهرة تستحق الدراسة.
فان ما جاء في مقالتك يستحق التريث عنده حيث بدأنا نشم بواكير العقم الاجتماعي في علائقنا في صورة لا تعكس الصورة النقية الطاهرة لاخلاق شعبنا الاردني, ومن قرأ مقالت يعرف كيف ضرب السوس صحرائنا الفكرية القاحلة.
لقد كان مقالك جيدا ومفيدا , ولا اعتقد اني في موقف يسمح لي بالحكم عليه , الا انني احببت اقتحامه لعلي اقوم بواجب الثناء عليك.
متمنيا لك الموفقية في مهنة الكتابة التي تعتبر اليوم كالنقش في احجار الصوان.