ابو مازن و فيصل القاسم .. في المحاكم الاردنية


علاقتي بالرئيس الفلسطيني "ابو مازن" مدتها ساعتان تقريبا ، في رحلة من القاهرة الى عمان في مقصورة الدرجة الاولى لشركة الملكية الاردنية ، كان يجلس بجوار مدير الاذاعة و التلفزيون الاردني الاستاذ هاشم خريسات الذي قدمني له و كنت في المقعد المجاور على يمين الاستاذ هاشم و كان هو على يساره ، و كان يساريا في الطرح ثوريا في النقد .و تلك البداية و حدود النهاية .

و علاقاتي بالاستاذ فيصل القاسم تعود الى اكثر من عشرين عاما ، رغم الاختلاف في الاجتهادات و الاراء ، و لكن اراه صاحب فكر و اجتهاد علينا ان نتعامل معه ضمن منظومة الاعلام الحر و الديمقراطية في السماوات المفتوحة ، وهو غير متزمت و مرن اذا ما اوردت له الحجة و الاقناع و يقبل النقد بصدر رحب.

 اما الاستاذ ياسر الزعاترة فلم اجتمع به بتاتا في حياتي و لكني تحدثت معه عبر الهاتف مرتين في سنوات خلت .

 قبول قاضي محكمة صلح جزءا عمان الاستاذ محمد فريحات تناول قضية تجمع الثلاثة اطراف  في المحاكم الاردنية ضد فضائية الجزيرة التى تبث من قطر  يفتح باب الاجتهاد و المناقشة ، لاكثر من سبب و منها ان اطراف القضية دوليون ، بمعنى ان الاستاذ فيصل القاسم بريطاني الجنسية  يعيش في قطر ، و ان نجلا الرئيس عباس يحملون الجنسية الكندية  و الفلسطينية , لا اعرف اذا ما كانوا يحملون الاردنية ام لا لان الجمع بين الفلسطينية و الاردنية غير وارد ، بينما الاستاذ ياسر الزعاترة يحمل الاردنية .

 اذا جنسيات عدة ، تفتح باب الاجتهاد و تجعل سؤالا يدور في ذهن البعض و هو هل يحق مثلا للابن الرئيس بوش ان يرفع قضية ضد رئيس بلدية الكرك لانه سمح لنقابة المهندسيين هناك باقامة مهرجان تمجيد للرئيس المخلوع صدام ، ام يفتي بعدم اختصاص المحكمة لان المشتكي امريكي و هذا تدخل في الشأن الاردني ؟.

 البند الثاني ، ان البث تم في قطر ، و الحلقة اذيعت من قطر ، والضيوف في قطر ,و الشخص صاحب الموضوع و هو الرئيس الفلسطيني في داخل السلطة الفلسطينية و اراضيها، فهل يحق للمحكمة ان تتناول اشخاص دون احضار الرئيس الفلسطيني الى قاعة المحكمة لسماع رأيه هو ايضا ؟ ، و هل يحق حينها لمحكمة اردنية ان تأتي برئيس دولة اخرى للشهاده ؟. و لماذا لم ترفع في قطر موقع البث و مكان القناه الفضائية و الحدث ؟.

 هل بالامكان أن ترفع قضية على اوبرا وينفري بلقائها بجلالة الملكة "رانيا" الذي امتعتنا به في المحكمة الاردنية  او الامريكية  من قبل مواطن اردني ، مثلا ، فقط لان جلالة الملكة الاردنية شاركت في حلقة و نطالب المذيعة و المحطة بمليون دولار عن سؤال يراه مشاهد انه غير موفق ؟ ، او على "لاري كنج "الذي استضاف الملكة نور و قدم اسئلة في نظر البعض في غير محلها و منها محاكمات و قضايا . هل بالامكان ان نرفع قضية على مدير محطة جوهانسبرج في جنوب افريقا لانه تناول موضوع " فريق كرة القدم المصري و النساء"  ، في محكمة اردنية ؟.

 و نفس الشيء ، هل ترفع قضية على فضائية ايران التى تبث من طهران في  محاكم الاردن لتناولها "موضوع اغتيال السادات" ، او على فضائية الكويت في محكمة اردنية  لتناولها موضوع "الجرم الصدامي في احتلال دولة عربية " ؟ ، مطلوب اجابة و بحث و فكر قانوني في هذا .

 ..انه اعلام يناقش و يحلل و يتابع و يقدم و يفكر و يجتهد و لكل حق في النقد او التاييد او الرفض او الاقتناع ، انها حرية الراي ، و حرية الفكر . لا مساس بها و لا اضرار بهم ، هكذا المفترض .

 و اقصد " الشخص و المكان " حيث ان الشخصيات العالمية دوما هي محل اهتمام و تقدير من المشاهد ، و انها بتواجدها في الفضاء الدولي يسمح بالمتابعة و النقد و الكتابة مع او ضد ، لانها تصبح شخصية جماهيرية . و الرئيس الفلسطيني هو رئيس سلطة لها بريق و لها متابعة و لها مساحة ضوئية خصوصا مع تقرير مثل الذي تم تناوله و مع التماس الاسرائيلي و مع الحروب الداخلية .

 البند الثالث و المهم هو الوضع السياسي و الحريات و قانون الدولة التى بها الفضائية ، فمثلا لو كانت الحلقة في كندا لما استطاع ان يبث نجلا الرئيس عباس باي كلمة لان الاعلام حر و الحريات لا سقف لها ، الم نسمع من رئيس المعارضة "ايجلنتف " منذ ثلاثة اشهر حديثه عن رئيس الوزراء الكندي هاربر قوله ان الرئيس "ثور " ، و نشرته كل الصحف الكندية ، و لم يقدم للمحاكمة و لم يقال عنه ان اساء او شتم . و بالتالي فمن يحمل جنسية كندا عليه ان يلتزم بقوانينها و بالقسم الذي اداه .

 البنذ الرابع حرية الاعلام ، اكبر من تلك المقولات العريضة التى تسخدم في اروقة المحكام و منها " ذم و تحقير و قدح "، لان الاعلام يناقش قضايا و ينقل عن الشارع اراء  و يفتح مجالات للبحث و النقاش ، و الجزيرة من خلال برنامج القاسم قدمت العديد من برامج ربما لا يتقبلها البعض وربما قدرها البعض الاخر ، و هي برامج تفتح عقل المواطن العربي على التفكير و التعاطي مع الامور ، بغض النظر عن توجهات او خلفيات او اراء القاسم و علاقاته التى احيانا تضعه في خانة امريكا و اخرى في خانة ايران .

 البند الخامس هو ان الرئيس الفلسطيني حي يرزق و هو صاحب الموضوع والذي تناوله من موقعه الرئاسي لا الشخصي ، و هنا فصل بين الرئيس و بين ابناء محمود عباس ، فلماذا لا يرفع هو القضية ؟ لماذا ابنائه ؟ خصوصا و ان موضوع الحلقة سياسي ؟ و ان كان الزعاترة يمثل تيارا دينيا معروف اراءه مسبقا و ليس بمستغرب ما قال او سيقول ؟ فهو ملتزم بخط اسلامي يختلف مع السلطة ؟، هل ستدافع عنه نقاية الصحفيين الاردنيين و صحيفته التى يعمل بها و تحدد له محامي و تعتبرها قضية راي ؟ ام لا؟.

 البعض يعتقد ان الاطراف الثلاث في القضية ، لديهم ايمان بالحريات و ديمقراطية الحوار ، و يرى اخرون ان جميعهم يرفض الشتم و التحقير ، و مع النقاش الموضوعي ، و اولهم الرئيس الفلسطيني ، ابو مازن ، منطلقين في حديثهم من انه هو الاقدر على تناول الموضوع برمته مع ابنائه للتنازل عن تلك القضية فقد كتب ضده و عنه اسواء من كل ما قيل في صفحات اسرائيلية ، لم ترفع ضدها قضايا ، و تقبله بكل صدر رحب ، و تمت مهاجمته في صحف عقائدية و تسامح ، وذكر تقرير غودلستون في صحف المعارضة المصرية بأكثر مما قيل في الحلقة و لم يهتم احد ، اقصد ان القضية كلها لا داعي لها ، اولا لانها خاسرة من حيث اعتقاد البعض ، و تعود على الاردن بصورة "كتم الحربات" و الانتقام من "الجزيرة" و تصفية "حسابات " براي ساسة مطلعين على الامور ، في وقت ان الاردن يقود مسيرة اعلامية مليئة بنقاط الحريات و ديمقراطية الحوار .

 تقييد الاعلام ، قتل الابداع و الترهيب بالمحاكمات و الحبس و السجن و الغرامات لا يفيد احد ، و انني كلي ثقة بعدالة المحكمة الاردنية ، و بقدرة قضاتها و ايمانهم بالحريات الاعلامية التى تقف مناصرة للقضاء في البحث عن المجرم و تقديمه للعدالة لا في تجريم الاعلام و اقتياده الى الزنازين .

 الاعلام هو المحاكمة الجماهيرية الاولى والمشاهد هو الحكم .

 الاردن اعلن " لا حبس لصحفي " و التوقيع الجمالي لتلك المقولة مهرت بختم جلالة الملك.

 للعلم و التذكير فقط.

 

aftoukan@hotmail.com



تعليقات القراء

عاقل .....USA...
لا نريد عرب يجلسون على مائدة واحدة فى حوارما أو بحث لموضوع ما سياسى أو إجتماعى أو ثقافى أوغيره وقلوبهم مليئة بالضغائن كل إلى الآخر بل والجلوس دون الرغبة فى الوصول إلى حل.لمصلحة من هذه الإنقسامات؟ إننا لسنا أمام حرب مع الآخرلكن يبدو مما يحدث أن هناك من يسعى لأن تكون النيران القادمة نيران صديقة.,,,,,,,,,,,شبعنا كلام جميل عن الإتحاد ونبذ الخلافات والمصلحة الواحدة وحب الآخر والبعد عن الفرقة والإنقسام وما يجب أن تكون عليه علاقات العرب لكن المحتوى صفركبير.كنا بالأمس نتحدث عن كيفية تدعيم الوحدة العربية واليوم أقول أننا بحاجة إلى أن نحاول السيطرة على مواطن الخلل فى الأوضاع العربية. مابين العرب من أمور سياسية أو إجتماعية أو حتى رياضية يكشف عن أوضاع من الصعب أن نطمئن إليها فى الأيام القادمة. فما الحل؟وإذا كنا بهذا الحال مع أنفسنا فكيف لنا أن نتفق أو نجلس معاً لنبحث ما يخصنا من قضايا ومشكلات.
20-01-2010 05:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات