جارديان: قناة الجزيرة تتخلي عن صحفييها


جراسا - كلمات جاءت على لسان محمد فوزي المصور الصحفي الذي تم تسريحه من القناة في أمريكا ولا يستطيع العودة إلى مصر لإدانته غيابيا في تهم نشر أخبار كاذبة، في التقرير الذي نشرته صحيفة " جارديان" البريطانية اليوم الجمعة على نسختها الإليكترونية والذي جاء تحت عنوان " الجزيرة متهمة بالتخلي عن صحفي يواجه الحبس في مصر"، حيث سلط التقرير الضوء على الإهمال المتعمد من جانب القناة للعاملين بها وقت الأزمات.

وإلى نص التقرير:
مصور قناة الجزيرة القطرية محمد فوزي سيتم تسريحه عن العمل لكنه لا يمتلك تأشيرة إقامة في الولايات المتحدة الأمريكية ولا يستطيع العودة لمصر لإدانته غيابيا في تهم " نشر أخبار كاذبة."

انضم محمد فوزي المصور الصحفي المحنك في قناة الجزيرة القطرية والذي اضطر للهروب من مصر في أعقاب مداهمة السلطات لمكتب الشبكة في القاهرة واعتقال عديد من الصحفيين في ديسمبر عام 2013، للعمل في مكتب القناة في الولايات المتحدة، حتى لا يكون مضطرا للعودة لبلده.

ووصل فوزي إلى العاصمة واشنطن فبراير الماضي، يحدوه الأمل في أن تكون مسألة وقت حتى يتمكن من استقدام أسرته ليعيشوا معه في الولايات المتحدة. لكن وما هي إلا عدة أيام حتى أخطرته إدارة القناة بأن الفريق الذي يعمل به قد تم الاستغناء عنه بدء من الـ 7 مايو الجاري.

وبالنسبة لـ فوزي، لم يعد يتمثل الأمر فقط في الوظيفة، إذ أنه وبدون تأشيرة، لا يستطيع البقاء في الولايات المتحدة بصورة قانونية، وقال إنه لم يعد يشعر بالأمان في قطر، حيث مقر القناة التي عمل بها خلال العام الماضي.

وفوق هذا وذاك، لا يقدر فوزي على العودة إلى وطنه مصر، حيث ينتظره حكم غيابي بتهم تتعلق بالإرهاب.

وأضاف فوزي المصري الجنسية في تصريحاته لـ " جارديان":" ليس لدي خيارات جيدة. والخيار الوحيد المطروح أمامي هو طلب اللجوء السياسي. وإذا ما تقدمت بطلب للحصول عليها، فهذا معناه خسارة بلدي إلى الأبد."

وعمل فوزي مصورا صحفيا في منطقة الشرق الأوسط منذ 1992، حيث عمل لشبكات " إيه بي سي" و"سي إن إن" و" بي بي سي"، وذلك قبل أن تستعين الجزيرة بخدماته في 2004.

وأشار فوزي إلى أنه كان يغطي الأحداث من الخطوط الأمامية للحروب ومناطق الصراع والثورات والمظاهرات في بعض من أكثر بؤر العالم توترا وخطورة.

لكن وفي بلده، تغير حظه تماما إلى النقيض. ففي أواخر 2014، أي بعد 6 أشهر من عزل المؤسسة العسكرية للرئيس محمد مرسي ألقت السلطات القبض على فوزي وثلاثة آخرين من العاملين في الجزيرة.

واتهمت السلطات المصرية الشبكة وصحفييها بكونها تمثل بوقا لجماعة الإخوان المسلمين، وأطلق سراح فوزي بعدها بأيام قليلة، لكن ثلاثة من زملائه، ومن بينهم الصحفي الأسترالي بيتر جريست والمصري- الكندي محمد فهمي، بقيا رهن الاعتقال.

وباتت قضية صحفيي الجزيرة محط أنظار الإعلام العالمي، وأطلقت الشبكة حملة #أطلقوا سراح صحفيي الجزيرة، وتولت أمل كلوني، المحامية الناشطة في مجال حقوق الإنسان الدفاع عن صحفيي القناة القطرية.

وهرب فوزي إلى قطر في حين بقيت أسرته وزوجته وأولاده الأربعة وأمه في القاهرة، والذين زاروه مرة واحدة في قطر في بداية العام الماضي، ولم يروه منذ ذلك الحين.

وقدمت النيابة أدلة شملت تسجيلات وصور، من بينها مقاطع فيديو موسيقية وصور لحيوانات. ومع ذلك، أدانت المحكمة صحفيي الجزيرة بتهم " نشر أخبار كاذبة" دعما للإخوان المسلمين، التي حظرتها السلطات على أساس كونها إرهابية. وصدر حكم غيابي على فوزي بالسجن 10 سنوات.

ويتهم فوزي شبكة الجزيرة بالتخلي عنه بعد عمله معها لأكثر من عقد من الزمان في الخطوط الأمامية لمناطق الحروب والصراعات.

وقال:" أستطيع أن ألوم مصر بلا شك، لكني الآن في وضع ليس بسبب مصر وحدها، ولكن أيضا بسبب الجزيرة. وما كنت لأقف في هذا الموقف حال أظهرت الشبكة اعتناء أكبر بالعاملين بها في المنطقة."

وذكر فوزي أنه يدرس جديا في اتخاذ إجراء قانوني ضد الشبكة، قائلا إن إهمال الأخيرة وسلوكها مع طاقم العاملين بها في القاهرة جعلهم عرضة للتحرش ومداهمة منازلهم ومداهمة المكتب التابع للقناة، وفي النهاية اعتقال وحبس عدد من العاملين بها.

وأشار فوزي إلى الدعوى القضائية التي حركها زميله محمد فهمي في كندا والذي قضى أكثر من 400 يوما في السجن، وحكم عليه بالحبس 7 سنوات، قائلا إن قال في حيثيات الدعوى إن الشبكة القطرية أهملت في حقه وتسببت في إدانته وحبسه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات