اللعب في الوقت بدل الضائع ..


يعرف المتابعين للعبة كرة القدم الوقت بدل الضائع والذي من اسبابه عند تبديل لاعب من الفريق الفائز يتراخى ويمشي على مهله حتى تصل يده الى يد البديل, أو ان يتمرمرغ حارس المرمى بالنجيل بدعوى الاصابه وغيرها من افعال.

ولكن على مدار التسعين دقيقه يبقى الفريق الخاسر يلعب بتراخي وكأنه فائز وينشط في الدقائق المعدوده الأخيره لتحقيق التعادل مثلاً, وأنى له ذلك, ونحن في البرلمان والشارع أرخينا أرجلنا وتمددنا برغم عدم نضوج الربيع حتى تمت التغييرات وعُدل الدستور وحدث ما كان متوقعاً وبدأنا نندب ونشجب ولربما ارتفع سقف مطالباتنا, ونحن نعي ان هناك مخططاً مدروساً واستحقاقات لربما يستوعبها ابن الابتدائيه تعامينا عليها وكما النعامه دسسنا رؤسنا في الرمال وتركنا مؤخراتنا مكشوفه.

الوطن الصغير يمر في مجموعه من المشاكل والتحديات الصعبه التي تؤرق إنسانه فلم تعد البطاله مشكله برغم تناميها وارتفاع نسبها, ولم يعد الفقر تحدي في ظل انتشار الجمعيات الخيريه والتكيات وصناديق الزكاة, ولكن مؤسسات الوطن السياديه يُتعدى عليها في وضح النهار .

ويوضع مستقبل كبار السن والايتام بأيدي غير أمينه بعدما أفنينا العُمر خدمة للوطن,,فلا يجوز ان يرتهن الوطن لمن لا ولاء لديهم له, ويعتبرونه الثاني بعدما وشحوا ضمائرهم بالجنسيه الامريكيه وغيرها من جنسيات وحلفوا ايمان غموس في الولاء للجنسيه الممنوحه..هم ولدوا وترعرعوا خارج حدود الوطن وعندما عادوا ولوا رقابنا واستُقبلوا استقبال الفاتحين وفرشت لهم السجاجيد الحُمر ترحاباً,, وفصّل الدستور حتى على مقاسهم ناهيك عن انشاء مؤسسات مستقله من فلوس دافعي الضرائب لتليق بألقهم وشهاداتهم من هارفرد وجورج تاون.

ليس ذلك فحسب ,, إنتظروا البرلمان القادم واصحاب الحقوق المنقوصه والناعقين على ابواب السفارة الامريكيه من المطالبين بحقوق هم يعون انها ليست لهم ولكن في ظل الطعه القائمه لم يعودوا يبحثون عن موطىء قدم فحسب بل شيدوا القصور واستملكوا العمارات في ارقى احياء عمان..وغداً ستُمنح الجنسيات لهم بدعوى الاستثمار وستفتح لهم ابواب كانت مغلقه وسيرحب بهم وهم يعتمرون البزات الفرنسيه والياقات الايطاليه ويركبون افخم السيارات الألمانيه,, نحن وطن مشرّعه أبوابه لمن يدفع أكثر فحسب , ليقاس الولاء بحجم الارصدة في البنوك لا بقدر ما أريق من دماء روّت تراب الوطن دفاعاً عن وجوده.

ابناء الوطن على تخومه يحمون قصور اصحاب الدولة والمعالي ممن استأسدوا على قوت أطفالهم, واغرقوا مدارسهم بالغرباء, ولم يعودوا ليجدوا حبة دواء في صيدليات القطاع العام اذا ما داهمهم المرض في الوقت ان هناك من يذهبون الى ارقى المشافي العالميه اذا ما داهمتهم انفلونزا طارئه ومن اموال الدوله..نعم هكذا شعب يستحق ان يترك على قارعة الوطن او في زاويه منسيّه منه لا ضوء ولا هواء نقي ولا ماء كما قرانا وبوادينا..هناك حيث الفقراء هو وطن الاردنيون فحسب ولا يجوز ان ينغّصوا عيش الأكابر من الطارئين علينا وممن جاؤنا من كل حدبٍ وصوب..باي باي وطن وكما قالها المبدع الفنان الكويتي باي باي لندن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات