عثمان ابو غربية الرجل الذي لم يهزمه القهر


اصبحت الامنا اكثر بكثير من افراحنا ، نتألم ولكن لا نهزم ، هو هذا الفارس العاصفي وان قلت قائدا فلن اعطيه حقه بل اعظم ما اوصفه بانه الانسان وبما يمتلك من خصائص القوة والضعف فهو قوي الارادة امام قضيتة وحقوق شعبه وهو الضعيف عندما يثار في اعماقه مشاهد المخيمات واللجوء لابناء شعبه ، فتسقط الدمعات لتتحول من ضعف الى ثورة عارمة تقودها العاصفة وللك عثمان ابو غربية لم يهرف الهزيمة فهو المتفائل رغم ما يحيط المناخات من غيوم اليأس وما كان وما اصبح مابين السؤال ماذا نريد نحن ...؟؟؟؟ وماذا يجب ان نفعل ......؟؟؟ والى اين نحن سائرون الان ...؟؟؟؟ قد تكون التساؤلات لها اجبات كثيرة وكبيرة في فكر القائد الراحل ..... فهو المفكر وهو الثائر .... وكما انجبت فتح والعاصفة .

كثيرون هم من سيتحدثون عن المهام وما قام به من واجب وكثيرون من سيضعوا ذاتيته عبر كل وسائل الاعلام ، ولكن عثمان ابو غربية اكبر بكثير من كل الابجديات والجمل والسطور وبحجم قضية حملها على كتفيه فكان هو الفعل والفعل بعينه من البندقية التي تتلحف بالوعي الثوري وهو المستقريء لكل الظواهر تلك الشخصية ذات العمق الادبي والاخلاقي حيثيتين وسمتين لرجل الثورة والقائد معا .

هو من جيل العمالقة الذي عمل في كل الظروف والمناخات فكان جبل المحامل بما عليه من احمال ، فكان القلب ليرهق ويتأزم ويضطرب ويتمرد ، هذا هو عثمان ابوغربية .

رحل عثمان ولم يترجل ولم يغادر خنادقه وان كان القهر الذي حاربه بصبر لكي يحقق النصر وان غادر ماديا لكي لا يكون مهزوما وليبقى منتصر بما قدم لفتح والثورة ولفلسطين ، اجل انه ابن المدينة المقدسة التي تتعرض لابشع انواع العدوان والتهويد ، انه ابن زهرة فلسطين ، زهرة المدائن .

ارث كبير تركه الراحل لمسيرة التتابع والاجيال عل رسالته لم تنتهي لتستمر مع اول خطوة الى اخر خطوة في طريقه النضالي ، لقد كان للقلب ان يجهد وان يتألم لواقع لم يكن محسوبا يوما ما امام ثائر ، كل شيء كان متوقعا الاستشهاد كان متوقعا في اي لحظة في العمر الزمني لهذه الثورة وفي كل موقع ومكان ومهمة ، عاتبته منذ شهور بحديث على صفحة التواصل الاجتماعي ، فكان الحزن يلفلف كلماته ، فكانت الواقعية وكيف يمكن التعامل معها ، وهو الادراك بعينه لعمق المشكلة والازمة """ فكانت لاحول ولاقوة الا بالله"" كانت معاتبة بعمق الاخوة التي تربينا عليها في العاصفة ، كان نكران الذات فهو لم يكن يوما يبحث عن ذاته ، او مهرجان اوخطاب للشهرة ، هو ابن الاغوار واحراش دبين والجنوب وتعقيدات مناطق اللجوء ، وقهر الاحتلال بين اضلعنا وعلى يمينه ويساره ، هي تلك المعاناة فكان القلب ليجهد .

يا ابن القدس وفلسطين والعاصفة "" ان العين لتحزن والقلب ليدمع ولفراقك نحن محزونون""" وهذه سنة الحياة )من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم ( .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات