جنايات القاهرة تقضي بسجن «صلاح هلال» 10 سنوات


جراسا -

قضت محكمة جنايات القاهرة بمعاقبة صلاح الدين هلال، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق، ومحي الدين محمد السعيد قدح مساعد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السابق، بالسجن المشدد 10 سنوات لكل منهما في القضية المعروفة إعلاميًا برشوة وزارة الزراعة.
كما أمرت المحكمة بتغريم الأول مبلغ مليون جنيه، وتغريم الثاني 500 ألف جنيه، وعزلهما من وظيفتيهما، ومصادرة الرشوة.
وقضت المحكمة بإعفاء رجل الأعمال أيمن محمد رفعت الجميل رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات كايرو ثري ايه، ومحمد محمد فوده المنتحل صفة كاتب صحفي، من العقوبة.
وقالت المحكمة في منطوق حكمها، إنها وإن كانت تقدر دوافع المشرع إلى منح كل من الراشي والوسيط، الإعفاء المقرر بالمادة 107 من قانون العقوبات، للمساعدة في إقامة الدليل على الموظف العام الجاني في جريمة الرشوة، التي يتسم ارتكابها بسرية كتمان، على أنه وبعد أن كان جليًا في السنوات الأخيرة، أن الإعفاء قد أصبح بمثابة رخصة ووقاية لطبقة جديدة من المجرمين، ممن امتهنوا إفساد الموظفين العموميين كبيرهم وصغيرهم، فاحترفوا جريمة الوساطة في الرشوة، وهم على يقين بأنهم سيفلتون من العقاب، وطوق النجاة لهم مهما ارتكبوا من آثام، بالاحتماء بالمادة 107 والاعتراف بالجرم.
وتابعت المحكمة أن الاعتراف ليس فضيلة بالنسبة لهم، ولا إقرارًا بذنب أو تحقيقًا للعدالة أو مصلحة عامة، ولكنه جزء من مخططهم الذي رسموه سلفًا، لارتكاب جريمتهم، فهم إن نجحوا في ارتكابها فقد حققوا ما أرادوا، أما إن فضحوا وطالتهم يد العدالة فليس أهون عليهم من التضحية بشركائهم في الجريمة، والاعتراف بها طلبًا للنجاة.
وشهدت قاعة المحكمة حالة من الفوضى والصراخ، عقب النطق بالحكم وصرخت والدة المتهم محي قدح، مساعد وزير الزراعة الأسبق، وقالت: "حرام .. ابني .. دخلوني للقاضي .. ابني بريء"، وصعدت بالفعل على منصة القضاء، وحاولت الدخول إلى القاضي، لكن عددًا من أقاربها أحاطوها، واحتضنها قريب لها، وقال لها إهدأى ممنوع الدخول إلى القاضي، وأنزلوها محاولين إخراجها من القاعة.
وتعدى أحد أقارب المتهم على مصور صحفي، وجذب كاميراته، وحاول كسرها، وظل يصرخ وهو ممسكًا بالكاميرا، "أنت بتصور إيه؟"، وتضامن معه عددًا من أقاربه للاعتداء على المصور، لكن آخرين تدخلوا وحاولوا سحب الطرفين بعيدًا وتسليم المصور الكاميرا الخاصة به .
وذكر أمر الإحالة أن المتهم الأول صلاح هلال بصفته موظفا عموميا ووزير الزراعة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية في ذلك الوقت طلب وأخذ لنفسه ولغيره، عطية لأداء عمل من أعمال وظيفته، بأن طلب من المتهم الثالث رجل الأعمال أيمن رفعت الجميل بواسطة المتهمين محي الدين السعيد ومحمد فوده، عضوية عاملة له ولأسرته بالنادي الأهلي، وملابس وأحذية له ولنجله من متجرين شهيرين لبيع الملابس الباهظة، وهاتفين محمولين، وإقامة وإفطار خلال شهر رمضان بأحد الفنادق الفارهة بالقاهرة الجديد، وعقار بمنتجع بالم هيلز بمدينة 6 أكتوبر بمحافظة الجيزة، وصيدلية بمحيط مسكنه، ونفقات أداء فريضة الحج له و6 من أفراد أسرته بقيمة 11 مليونا و283 ألفا و542 جنيها على سبيل الرشوة، حيث حصل منها على العضوية العاملة بالنادي الأهلي، والملابس والأحذية والهاتفين المحمولين والإقامة والإفطار بقيمة 403 الاف و524 جنيها، مقابل تقنين وضع يد شركة رجل الأعمال للإنتاج الزراعي والحيواني المملوكة له على مساحة 2500 فدان بنطاق مدينة وادي النطرون بمحافظة البحيرة.
وأضاف أمر الإحالة أن المتهم الثاني مساعد وزير الزراعة السابق وبصفته موظفا عاما، طلب وأخذ لنفسه ولغيره عطية لأداء عمل من أعمال وظيفته، بأن طلب من المتهم الثالث رجل الأعمال أيمن الجميل، وبواسطة المتهم الرابع محمد فوده، ملابس وأحذية من متجرين شهيرين لبيع الملابس باهظة الثمن، وهاتف محمول ونفقات أداء فريضة الحج له ولثلاثة أفراد من أسرته، وعضوية عاملة له وأسرته بالنادي الأهلي وأخرى بنادي وادي دجلة، وذلك بقيمة 948 ألفا و484 جنيها على سبيل الرشوة، حيث حصل منها على الملابس والأحذية والهاتف بقيمة تبلغ 189 ألفا و109 جنيهات، مقابل سرعة إنهاء إجراءات تقنين وضع يد شركة كيرو ثري ايه للإنتاج الزراعي والحيواني على مساحة الأرض المذكورة.
وأكد أمر الإحالة أن المتهم الثاني توسط في رشوة موظف عمومي "صلاح هلال" لأداء عمل من أعمال وظيفته بان توسط في جريمة الرشوة، في حين تبين أن المتهم الثالث (رجال الأعمال) قدم رشوة لموظف عمومي لأداء عمل من أعمال وظيفته، بأن قدم للمتهم الأول صلاح هلال- بواسطة المتهمين الثاني مساعد الوزير السابق والرابع محمد فوده- وعودا وعطايا على سبيل الرشوة، كما قدم رشوة لموظف عمومي آخر لأداء عمل من أعمال وظيفته، بأن قدم للمتهم الثاني مساعد وزير الزراعة بواسطة المتهم محمد فوده، وعودا وعطايا على سبيل الرشوة.
وكانت النيابة قالت في مرافعتها ضد المتهمين، إن وزير الزراعة باع ضميره ومهنته واشترى عضوية النادي الأهلي، فغار منه المتهم الثاني، وطلب مثله بعضوية له ولأسرته أيضًا"، فقال محمد فودة المتهم الرابع لأيمن الجميل المتهم الثالث فرحًا "إني قد وجدت سلة من الفاسدين لنقنن الأرض، آتني بعضوية شرفية للاثنين فاعترضا، فجلبا للوزير فقط عضوية دائمة، فاغتاظ قدح، وعطل الإجراءات".
وطلب وزير الزراعة، ملابس له وأولاده، كما طلب محيي الدين قدح أيضًا ملابس، فحمل الملابس له ولنجله ولأسرة الوزير، وكأنه لا يعلم أنه يحمل أوزارا ، فأنفق على المتهم الأول 109 آلاف جنيه، 5 آلاف لنجله".
كما طلب وزير الزراعة، رحلة حج لأسرته طلب ذلك مساعده، وإفطارا بأحد الفنادق الكبيرة، فلن يقبل الله منهما "لأن مطعمها حرام فأني يستجيب لكما الله".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات