الأغلبية التي نريد في نقابة المعلمين !


بعد إسدال الستارة على انتخابات الدورة الثالثة لنقابة المعلمين وقد نال فيها كل من فاز شرف خدمة زملائه في الميدان ، نقف اليوم امام مهام عصيبة تنتظر زملائنا ، و في مرحلة سبقها العديد من المواقف المفصلية والاختبارات التي خاضها الميدان التربوي في الدورة الثانية من عمر نقابة المعلمين ، وفي قراءة سريعة للنتائج يبدو لي ان حالة الوعي قد أتسعت رقعتها بشكل واضح ولا أقصد هنا التقليل من شان زملائي في خياراتهم خلال الدورتين الماضيتين بل ما أعنيه هنا هو بدء حالة النضج والوعي النقابي لدى الميدان واضحى المعلم مراقبا حثيثا ومتابعا لشؤون نقابته ويعي كيفية السعي الى الطريق التي تحقق الخير لأصحاب أشرف المهن ، ولا تخلو الساحة ايضا من فئة بعيدة كل البعد عن متابعة ومراقبة الأداء النقابي .

وهنا تبدا مرحلة العمل النقابي بكل مكوناته ومؤثراته تلقي بظلالها على تلك المخرجات التي أفرزتها الصناديق ليصار من بعدها الى تطبيق البرامج والأفكار على أرض الواقع بعد أن كانت حبرا على ورق ، وعلى الرغم من إفرازات النظام الإنتخابي الذي ابتليت به نقابتنا إلا ان الخيار الديمقراطي يبقى هو الحكم والفيصل ولا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوزه إلا بلغة القانون و توفر الأرضية المناسبة للتغيير .

وفي ظل التوجه الديمقراطي فنقابة المعلمين كغيرها من المؤسسات المعنية بخدمة منتسبيها فهي تستند في شرعيتها الى خيارات الميدان و هي بطبيعة الحال تعيش تلك الظروف والمسميات المعنية بتوجيه الناخبين نحو الصندوق ، ولعل مصطلح الأغلبية الحاكمة ليس ببعيد عن نقابتنا ومؤسسة الحكم فيها ، ولكنني أجد بان الأغلبية تكاد تكون مفهوم إصطلاحي استقوائي أكثر من كونها مرجعية عمل إيجابية ، ولا أتحدث هنا من باب الرفض والتشكيك لخيارات الميدان بقدر ما أردت الإشارة الى أن الأغلبية بمفهومها الذي يخدم قضايا المعلمين وتطلعاتهم داخل نقابتهم بحاجة ماسة لإعادة النظر شكلا ومضمونا .

وللحديث بصراحة اكثر فالأغلبية التي نريد داخل نقابة المعلمين تختلف كليا عن الأغلبية الموجودة حاليا داخل ساحة العمل النقابي ، وحتى لا يفسر الأمر بغير مكانه فانا من أكثر المتزمتين بموقفهم والرافضين لسياسة الإقصاء لاي طرف كان مهما كان توجهه ولا أرفض على الإطلاق إحترام قرار الناخب ولكل منهم إجتهاده في هذه النظرة على وجه الخصوص ، ولكن أعتقد جازما بأن الأغلبية التي نريد هي تلك الأغلبية التي تمثل كل ألوان الطيف ولا تستثني أحدا من دائرة عملها ، تلك الأغلبية التي توجه كل قوتها نحو البرامج والأفكار ، تلك الأغلبية التي نريد وهي الساعية لرفع شان المعلم والتعليم ، تلك الأغلبية التي نريد وهي بوابة الخلاص من سياسة الكبت والقهر التي يعيشها المعلم ، تلك الأغلبية التي نريد وهي التي تنهض بالنقابة وتضفي عليها مجدا وحضورا داخل الميدان ...

بصدق هي تلك الأغلبية التي نريد ، ولا نريد لأغلبيتنا أن تكون مجرد رقم فقط لتحصيل اكبر عدد من المقاعد وفرض الرأي وتوزيع السلطات ، ولا نريد تلك الأغلبية التي تهمش المستقلين برأيهم ونهجهم وأفكارهم ، ولا نريد تلك الأغلبية التي ترى في بعض معارضيها خونا وأتباعا ومجرد أيقونات للتخريب !! نريد أغلبية يتسع صدرها للجميع ولا تقفل بابا أمام أي طرف ، وأنا على يقين لو سعينا لهذه الأغلبية فلن نكون بحاجة لتعديل نظام إنتخابي لأن إبتلائنا في قانون الإنتخاب يشكل جزءا من المشكلة ولا يعزى الأمر كله للنص والتشريع فقط !

اتمنى أن نصل لهذه الأغلبية !

والله المستعان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات