حروف تتكيء على أكياس حنطة


في ذروة إنكسارات الشمس وقت الأصيل ، وانسلالها كالأهداب بين الغيوم ، بنسمات الهواء العليل ، تتناثر في والوجوة حكايات حول المدافيء ممزوجة ببقايا برد الشتاء في وهج النهار ،،،، حكايات عتيقة لها حافظون وعليها شاهدون ، لايصلح سردها الا بالنظرات المتلاحقة من بعيد إلى بعيد ،،،، حكايات يفوح منها عبق الماضي الجميل ، ملامحها سيرة الاباء والأجداد في غمرة الزمن العريق .

وبين كل حكاية وحكاية ، تهدأ على ملامحهم إبتسامة صفراء ، وتبقى متعبة على ذاك الوجه الأسمر الذي كلله الشيب بالوقار ، فذاك الطفل الصغير يضحك بلعبة صنعتها لة أمة بعود الشجر وبخيط أبيض أسمة (الفتلة) فكانت تغمرة السعادة ، وذاك العجوز الكبير يضحك بسبب كلمة عابرة رغم بساطتها الا انها ايضا" تعبيرا" عن سعادتة التي لاتتوج الا بمد يدة على جيبة فيستل دفتر الإوتمان وعلبتة الحديدية ألمملؤة بالتبغ الاسود ويعلق سيجارتة (الهيشي ) بين شفاة بنشوة تفوق السماء ، وهناك شاب مفتول العضلات في فمة سن تلبيسة من ذهب يجلس بالقرب منهم يتغزل بكأس الشاي بعدما صبت لة أبنة عمة وهو حاني الرأس خجلا" بداخلة طموح ان يتزوجها رغم تقارب السنين بينهم ورغم أنها لا تعي من الدنيا شيء سوى خياطة المدرقة ، وبعددهم او ضعف عددهم يجلس الاقرباء منهم ليتسامرون ، لا ضغينة بينهم ولا حاسدا" ولامحسود ، يتحدثون بحكايات نسجت كلماتها بحروف تتكيء على أكياس الحنطة أيام المطر حين كانت تفوح منة رائحة الأرض ليحول التراب حينها الى طين ، حتى تنبت الحقول والسنابل فتصبح غذاء" للبطون الجائعة ،،،،،،، وبالرغم من هذا وذاك ، هناك سعادة تملىء المكان ، عيشة رغم المر بها لا تعقيد فيها ، الجميع بالحقوق سواسية ، لاساسة بينهم ولا اقتصاديون ، آميون ، لايقراؤن ولايكتبون ، الوطن بالنسبة لهم قرية ، والكون سماء ، والجدار سترة للجار .

ورغم أن حكاياتهم مكررة ، كانت تروق شفاههم لسردها وتطرب الآذان لسامعيها في كل لليلة ، يسردها من تميزة في الجبين ملامح الوجة المتجعد الموغل في الحب والعطاء ، ليعبر عن نفسة مع كل حكاية ويختمها في إبتسامة أوكشرة ، أو جملة فيها إستغفار أوطلبا" من رب العالمين بالرحمة والمغفرة ،لا لأجل الغنى والتمرد ، ولكن ليحيا لأجل لقمة العيش في عز وكرامة ، في زمن كانت فية السعادة هاربة من دهر المحنة والضيق ؟؟؟؟ فلم يكن وقتها شيء أسمة هاتف نقال وكانوا يتواصلون فيما بينهم ، عنوان كل منهم الحارة او الجبل او السهل لا فيس بوك ينورون لبعض فية ولا يبحثون عن بعض بواسطة جوجل ولا يجمعهم واتس أب ، ولا مسلسل تركي يتمسمر الكبير قبل الصغير ليشاهدة ويعشق فية مهند او لميس ، فما أحوجنا اليوم الى الأمس كي نتعلم الحكمة من الأولين الذين قالوا وقت المحن ما أصابك لم يكن ليخطأك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ،،،،، فرغم أتساع الكون أصبح الوطن جواز سفر ، ورغم الرفاهية المزعومة الا اننا لسنا سعداء فحين تعصف بنا أمواج الحياة بمرها وحلوها ونشعر بضيق الدنيا وحين تنقلب علينا نصبح ونمسي في كربة من أمرنا ، وكم من بشر في يومنا هذا يعيشون جسد بلا روح ، يمشون على الأرض ويتحدثون مع أنفسهم ويمارسون الحياة بلا حياة ، وكانهم بقايا حطام كسرهم الأحباط بلحظة فظنوا في داخل أنفسهم أن سحابة الحزن لن تفارقهم أبدا" ،،،، ظروف جعلت البعض احيانا" يموتون بطريقة مختلفة ويعيشون الموت بكل تفاصيلة وهم لازالوا على قيد الحياة ،،،،، فقدان عزيز رحل يجعل البعض منا يشعر ان عجلة الزمن توقفت عندة فجأة ، وكأن دورة الحياة توقفت مسرحيتها برحيل أنسان واغلقت جميع أبوابها ، لحظات غضب على كلمة تجبرت من رفيق يعتقد البعض انها سحابة حقد لن تفارقهم رغم ان الاعتذار ينهي الخلاف ؟؟ وقد تتوالى المصائب والمحن

فلا يصحو المبتلى من مصيبة الا والاخرى متشبثة بها فيقول عنة زمن الشدائد ولايقول ان اللة يمهل ولايهمل ...
وقد لا يرى البعض الفرح والسرور الا نادر ا" فتناسوا مقولة (ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج )
محن الزمان كثيرة لا تنقضي ... وسرورها يأتي كالأعياد
والمصائب قد لا تأتي فرادا
وقد تتكالب وتتوالى مجتمعة وربما يفقد البعض معها التوازن بعض الشي ولكن من تعلم الدرس وصاحب الحكمة إن تكاثرت علية الشدائد والمحن
يبقى واثق برحمة رب العرش والكون عز وجل متوكل عليه
متيقن من انفراج الشدة وزوالها حتى في أشد الظروف .
فإذا أرهقتة هموم الحياة
ومسة منها عظيم الضرر
وذاق الأمرين حتى بكى
وضج القلب حتى انفجر
وسدت بوجهة كل الدروب
وأوشك أن يسقط بين الحفر
فليتوجة إلى الله في لهفة
ويبث الشكوى لرب البشر !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات