السلسلة الثانية من رواية رغبة الإنتقام الجزء التاسع


نظر ممدوح في عين المنظار الثابت الموجه صوب شقة كارمن في البناية المقابلة للبناية التي سكن بها في الزمالك منذ بضعة ايام، كانت كارمن جالسة على كنب صالة المنزل تكلم مرافقها بأمر هام حيث كانت تؤشر بيديها من حين لآخر اثناء حديثها و كأنها غير راضية عن أمرِ ما، كان مرافقها يجيبها باسلوب هادئ إلا أن عضبها ازداد بعد دقيقة من الحوار معه و انتهى حينما نهضت وسط غضب عارم و امسكت صحن للضيافة كان على طاولة الصالة و قذفته صوب الجدار المقابل لها، ارتطم الصحن بقوة كبيرة في الجدار و تحطم الى أجزاء صغيرة تناثرت على السجاد من حولها، بل ظن ممدوح بأنه سمع صوت تَكَسُرْ الزجاج الى داخل شقته حيث يقف و يراقب ما يجري، كان ممدوح قادر على كشف صالة المنزل بالكامل من خلال نوافذها و غرف نوم كارمن و مرافقها الشاب فشاهدها و هي تسير بالصالة بسرعة ثم تدخل الى غرفة نومها، لحق بها الشاب و كلمها لبرهة من الزمن ثم عاد الى الصالة و ابتدا بجمع قطع الزجاج و وضعها في سلة للمهملات بينما فتحت كارمن دولاب الثياب في غرفتها و ابتدات بفحص بعض من ملابسها المعلقة بترتيب أمامها، أخرجت تنورة و نظرت اليها و لكن لم تعجبها فأعادتها بسرعة الى مكانها، كانت بحالة غضب شديدة و هي تُخْرِجْ الثياب قطعة تلو آخرى ثم تعيدها الى داخل الدولاب الى أن اخرجت أخيرا فستان سهرة انيق لونه بني فتروت قليلا و هي تنظر اليه،

ابتدأ المرافق بالصالة بتنظيف قطع الزجاج المتبقية بواسطة مكنسة كهربائية بينما ألقت كارمن الفستان على السرير، خلعت كارمن عنها قميص النوم الأزرق التي كانت ترتديه ثم سارت الى البِيُورو التي كان عليها بعض من العطور و مجفف شعر كهربائي و بعض علب المكياج، وقفت امام مرآة البيورو و هي بالشلحة الداخلية تتأمل جسدها الشاب لبعض الوقت ثم عادت الى السرير، لهث لسان ممدوح الى الجمال الفتان أمامه فكانت كارمن تسير كالغزال الرشيق في غرفة النوم، فكان شعرها الأشقر الطويل يتراقص بنعومة بالغة كخيوط الشمس الحريرية حول كتفيها و هي تسير بين اثاث غرفة نومها، كان صدرها الشاب بارز من خلال الشلحة و كان خصرها النحيف جذاب جدا لدرجة بأنه شعر بألم كبير و هو يراقب مفاتنها الجميلة، كانت هذه إمرأة في ريعان الشباب و كان غنجها رائع الأنوثة كغنج ملكات الجمال التي تشارك بمسابقات الجمال العالمية، فلا عجب بأن كل الرجال التي كانت تغويهم لفراشها لم يكن بِمَقْدِرَتِهِمْ مقاومتها إطلاقا، بل كانت في وقت ضاع به الأمن بالقاهرة تسرح كالخيل البري الجامح في القاهرة تنفذ اوامر مدرائها و تتقهقر ارادة الرجال عند قدميها بل لا رحمة الى أن فتكت بسلام بلاده قبل أن تنكشف ألاعيبها السرية و أهدافها الملعونة، لهث لسانه بكلمة "أخ يا زمن" و هو يشاهدها ترتدي الفستان البني لتغدو خلال دقيقة زمنية أميرة بمظهرها الخارجي.

و لكن ما الفائدة...فكانت من الداخل كارثة كبرى للقاهرة و لأمنها الإسترتيجي...الجمال الفتاك كما يقولون باللغة الإنجليزية، فجمال كارمن جلب الكارثة للدولة المصرية و ربما للمنطقة العربية بأكملها، فكر في ذاته و قال "قريبا ستخرج مع مرافقها و سأضع بشقتها أجهزة تنصت ثم سأقتلها هي و مرافقها بعد أن أكون قد سجلت بعض من حديثها مع مرافقها و ما يدور عبر المكالمات الهاتفية...فلن أرحم هذه الشيطانة التي دمرت حياتي و حياة أسرتي بالكامل...بل بسببها قد أغير أسلوب عيشي أنا و زوجتي و اولادي،

ارتدت كارمن نعل رسمي في قدميها ثم وضعت بعض من العطر من زجاجة كانت على البيورو و اسرعت الى صالة المنزل، عانقها مرافقها بقبلة على شفاهها ثم خرجا معا من الشقة لتسكن أجوائها التي عبقت فيها منذ قليل عطر أجمل إمرأة عرفها ربما تاريخ البشر، فكر ممدوح في ذاته و قال "الله ربي من هذا الجمال الذي قد رأيته للتو أمامي، عينيها كانت تشع جمال و روعة فقد قَرًبَ المنظار صورتها بحيث رأيت أدق تفاصيل وجهها، و كأنها كانت تقف أمامي،" تذكر زوجته حياة و هو يراقب الشقة للمرة الأخيرة قبل أن يرفع نظره عن المنظار فتمنى لو أنها برفقته من كل قلبه، فبالرغم من تأكيدات يوسف بأنها تتماثل للشفاء حينما كان في العوامة منذ بضعة ايام إلا أنه كان بحاجة ليزورها بصفة شخصية و يطمأن عليها بنفسه، فلم تفارق صورتها البهية ذهنه بتاتا بل كان في حاجة ماسة اليها و الى حضنها الدافئ الحنون، كان بحاجة ليشعر بحبها و حنانها في هذا الظرف القاسي الذي يمر به، قد امتحنت هذه القضية صبره الى المنتهى و لم يعد يحتمل اية مُعَوِقَاتْ و ضغوطات أخرى قد تمنع مخططه للإنتقام من كارمن و مرافقها الذي في أغلب الأحيان كان المسؤول بصورة مباشرة عن رقاد زوجته في المشتسفى، و هنالك ايضا سارة كوهين الذي قرر السفر من أجلها الى تل أبيب لينتقم منها بصورة مباشرة فكل الوثائق التي بين يدي يوسف مديره تشير الى أنها من الرؤوس المدبرة لهذه المؤامرة الكبيرة على بلده، كانت الدماء تغلي بعروقه لِيُخَلِصْ مصر من شر هذه البؤرة اللئيمة من البشر و لينتقم منهم على ما اقترفوه بحقه، فعلى أرض الواقع إذا سارت الأمور كما كان يخطط لها سيتم اعدام هذه العصابة خلال بضعة ايام و ستبرد النار المستعرة بقلبه نهائيا،

سار نحو دولاب ثيابه و فتحه على مصرعيه، امسك مسدس أوتوماتيكي و فتح علبة الرصاص التابعة له، عَمًرَ مخزن المسدس ثم وضعه بعناية على السرير، ارتدى ثياب سوداء اللون و سار نحو صالة شقته، أمسك بعلبة كرتونية كان قد وضع فيها بعض من أجهزة التنصت الصغيرة و انطلق نحو شقة كارمن و هو ينوي نشر هذه الأجهزة بكميات كبيرة كي يسمع ما يدور من حديث بينها و بين مرافقها و ايضا ما يدور بينها و بين المتصلين بها، فسيكون بمقدوره سماع تنفسها و هي جالسة في الصالة تحتسي فنجان القهوة بعد ان ينتهي من وضع هذه المجسات الدقيقة و الحساسة، وقف عند مدخل البناية و نظر الى السماء التي أصبح لونها داكن بفضل مغيب الشمس الذي أبتدأ منذ بضعة دقائق، كانت السماء غائمة جزئيا بسبب بعض السحب البيضاء التي كانت تسبح في جلدها الرحب و الواسع، أشعل سيجارة ثم سار ببطئ نحو سيارته التي كانت واقفة بقرب من مدخل البناية، وضع الكرتونة الصغيرة في الكرسي الخلفي و جلس في كرسي السائق، نظر بالمرآة و تفحص الشارب الإصطناعي الذي اعتاد على وضعه منذ أن سكن في الزمالك، و تفحص ايضا اثار ضربة السكين التي كانت تتوسط مساحة وجنته اليمنى فكانت متقنة لدرجة أنه ظنها حقيقية، حتى لون عينيه تغير الى أخضر بفضل العدسات اللاصقة التي اعتاد على لبسهما في صباح كل يوم، و حتى حالة الصلع التي أصبحت رفيقته منذ بضعة ايام حيث حلق شعره على الصفر اصبحت روتين قد تَعَوًدَ عليه و هو ينظر الى نفسه بالمرآة في كل صباح و مساء، ضحك قليلا حيث قال حينما حلق شعره ليوسف "الصلع أحسن من الشعر الاشقر الذي نصحتني به،" فقال له يوسف حينها "لذلك أنا رجل مخابرات و لست مصفف للشعر...فذوقي في الأزياء و صيحات الموضى ليس عالياً إطلاقا،"

خفتت أنوار السماء إخيرا و خيم الظلام على الحي الذي كان يسكن به، نظر الى مدخل بناية كارمن فكان ساكن من دون حراك، وضع كرتونة أجهزة التنصت في حقيبة صغيرة سوداء و خرج من السيارة بحذر شديد، نظر من حوله فكان الشارع ساكن من دون حراك لحسن حظه...و كأن القدر قد أعمى درب الناس و السيارات في تلك الدقيقة عن الشارع الذي كان يسير به ليأخذ راحته و هو يتجه الى بناية الدسوقي التي تسكن بها كارمن، قرر أستخدم الدرج للوصول الى الطابق السادس، فمعظم السكان كانوا سيستخدمون المصعد بدل الأدراج مما سيتيح له فرصة الصعود بسرعة الى الطابق المنشود، و بعد مشوار دام دقيقة زمنية وقف أخيرا امام الشقة، كان في الطاق اربعة شقق و كانت كارمن تسكن بشقة رقم عشرين،

تمكن من فتح الشقة بسهولة و الدخول اليها، أشعل الكشاف الذي كان برفقته و ابتدأ بوضع اجهزة التنصت في الصالة بأماكن يصعب على اي إن كان معرفتها، فوضع قليلا منها على طقم الكنب من تحت و على طاولة الصالة من تحت و تمكن من وضع جهازين على معدن أضواء الثريات في سقف الصالة، توجه الى غرفة نوم كارمن من خلال ممر كان يؤدي الى غرف نوم الشقة و الى مرافق الحمامات و وضع بعض الأجهزة على خشب السرير من تحت، كان العطر الذي وضعته كارمن قبل خروجها من المنزل مازال منتشراً بالأجواء، كان من نوع السكري فابتسم لرائحته الطيبة و توجه الى غرفة مرافقها، فعل نفس ما فعله في غرفة كارمن ثم توجه الى الحمامات، و لكنه توقف قليلا حينما مر من جديد بالممر و رأى غرفة كارمن، دخلها من جديد و اقترب من السرير الذي كان مازال عليه قميص نومها الازرق الرقيق، سار صوب السرير و إلتقطه بيديه ، ضمه بحنو و قبله متذكرا زوجته حياة فكم كان يشتاق لها و لرفقتها بحياته، كانت منذ بضعة ايام راقدة بين الحياة و الموت في المستشفى و هو عاجز عن زيارتها بسبب ظروف عمله، و لكنه قرر أخيرا قرار لا رجعت به، قرر زيارتها رغم كل الظروف و الإطمأنان عليها، فمن المفروض بأنها في البيت منذ الأمس تُكْمِلْ فترة راحتها، أخبره يوسف برسالة الى هاتفه بأن حماته عندها لتخدمها، فربما سيستطيع قضاء معها بعض الوقت في المنزل، بالرغم من جمال كارمن الفتًان الذي حرك عواطفه كرجل بصورة كبيرة و هو يراقبها بالمنظار كان جمال زوجته يسكن في قلبه بالدرجة الأولى فكانت حياة في عينيه أجمل من كارمن بكثير، كانت زوجته الوفية و أم أولاده و كان نعلها الذي تدوس به الأرض أطهر و أشرف من مليون كارمن، قال في ذاته و هو يمسك قميص كارمن "لا انت و لا ألف مثلك بقيمة حياة عندي، حياتي أثمن بكثير من كل نساء الأرض"،

اعاد قميص النوم الى وضعه السابق و غادر الشقة بسلام، عاد الى الطابق الأرضي بسرعة من خلال الدرج مرة ثانية و سار نحو سيارته و جلس بها من جديد، التقط علبة الدخان من جديد و أشعل سيجارة، ابتسم و هو يأخذ رشفة عميقة منها بعد التوتر الذي شعر به و هو يقتحم شقة كارمن فكانت زوجته ستوبخه كالعادة على عادة الدخان السيئة، كانت ستقول له و هو يأخذ الرشفات المتتالية "صحتك بالدنيا يا ممدوح، أحلم باليوم الذي سأراك تترك به علبة الكليوبترا..."، ابتسم و إلتقط جهاز الهاتف الخلوي و ارسل لمليكه في العوامة رسالة كتب بها : "القاهرة ستنتقم من كارمن عما قريب، وجدتهم بالعنوان الذي ارسله لي يوسف في تلك الليلة و وضعت سبعين جهاز تنصت في شقتهم، ستلتقط أجهزة اشارة الارسال في شقتي و في العوامة بكل سهولة ما سيدور في شقة الجواسيس، بعد غد و بعد أن اسجل لهم ما استطعت من تسجيلات لإدانتهم سيعودون الى ذويهم جثث هامدة..."،

بعد برهة من الزمن اتاه الرد، قرأ من هاتفه المحمول "من يوسف : جهاز الموساد نكر علاقته بالشخصيات التي نلاحق، هنالك مجموعة تجارية كبرى في المنطقة تمتلك شركة بحوث علمية كانت قد اشترت خدمات بعض من الشخصيات الأمنية في اسرائيل بهدف تعكير العلاقات بيننا و بين الدولة الإسرائيلية، انت تلاحق مجموعة مزروعة بالقاهرة لصالح جهة خاصة تريد اشعال الحرب بيننا و بين اسرائيل لتبيع اسلحتها لمصر و اسرائيل،" انقبض قلبه و هو يقرأ الرساله التي ارسلها اليه مديره من خلال أجهزة العوامة، أمسك هاتقه و طلب مليكة،
أجابت على الفور "ممدوح اين انت؟"

"قد نَجَحْتُ بإختراق شقة الجواسيس، و لكن قولي لي من هذه الشركة يا مليكة؟"
"يريدك يوسف أن لا تقترب من هؤلاء القوم، فكانوا يصطادون بالماء العكر طوال وقت الثورات الأخيرة في مصر،"

أجاب و هو في حيرة من أمره "و لكن من هم يا مليكة؟"
"اسم شركة البحوث العلمية السهم الذهبي، و هي تابعة لمجموعة ضخمة مقرها في نيويورك في امريكا، و مالكها شخص من أصول يهودية اسمه دونالد آبرام و معه مجلس ادراة و ثلاثة مساهمين بالشركة،"
شل الخبر لسان ممدوح لبرهة من الزمن فلم يعلم ما هو الكلام المناسب بهذه الحالة التي لم يتوقعها إطلاقا،
"ممدوح اين انت...ممدوح؟"

اجاب بغضب كبير "أنا هنا يا مليكة، لكن الخبر صدمني بشدة، كنا لعبة بيد دمى تحركها بؤرة فساد تجارية في امريكا و اسرائيل؟! اكاد لا اصدق ما اسمع يا مليكة، هل انت متأكدة..."

"البيانات التي نسختها من الرجل الآلي أمامي لا تكذب با ممدوح و قمت بتوجيه هذه البيانات التي مكتب يوسف، فلولا وصول هذه البيانات بالوقت المناسب لمكاتبنا لكان دولة رئيس الوزراء وجه كتاب شديد اللهجة لإسرائيل و كانت اشتلعت حرب شعواء بيننا فعلا،"

"رجل آلي؟ هل انت ثَمِلَةْ يا مليكة؟..."
"يا ممدوح ألا تذكر مخططات السفارة الإسرائيلية؟"
نظر الى جهازه الخلوي و استعاد المخططات من ذاكرة الهاتف، تأملها لبرهة من الزمن ثم فتح مكبر الصوت من على هاتفه و أكمل الحوار مع مليكة،
"انها امامي على الهاتف، "

اكملت مليكة بنبرة متوترة "كان مصدرها رجل ألي كان يراقب العوامة منذ فترة، و قد هيمنت عليه المخابرات الروسية لفترة حينما شعرت أجهزتها بإشارات استغاثة غير طبيعية تصدر من جهاز الإرسال عنده، فتتبعتها و طَالَعَتْ بيناته لتنكشف نشاطات هذه الشركة الغير طبيعية في مصر..."

قاطعها "أتَفَهًمْ أن للجيش الروسي ريادة بمجال هندسة الإتصالات و هم قادرون على مسح أجواء دولنا بأجهزتهم حتى من الفضاء الخارجي وقتما يريدون، و لكن لماذا لم تخبرنا الكي جي بي بنشاط هذه المجموعة، و كيف حصلتِ يا مليكة على كل هذه البينات..."

تشوشت أفكارهه و فقد السيطرة على أعصابه و أكمل صارخا "أنا في حيرة من أمري!!! مليون دائرة مخابرات تلهو بالقاهرة ليلا نهارا و الآن هذه الشركة المريبة و مخططاتها القذرة في مصر!!! فاليتروكونا بسلام!!! ماذا يريدون منا فقد عانينا الأمَرًيْن في الفترة الماضية!!!"

أجابت مليكة "اهدأ يا ممدوح، لهم اسبابهم بعدم التدخل بشؤون الدولة المصرية مباشرة، و لكن انظر ماذا فعلوا مع هذا الرجل الألي، ارسلوا لك هذه المخططات بواسطته ليسهلوا لك مهمتك، على العموم هنالك أمر لا تعرفه ايضا،"
وضع ممدوح رأسه على مقود السيارة أمامه و سال الدمع من عينيه من القهر على ما سمعه من مليكة، أجاب بنبرة صوت باكية "و ماذا بقي بعد، قولي ما تشائين يا مليكة فأشعر بتعب كبير باعصابي.

"انتبه من كارمن و مرافقها، فكارمن ليست بشر عادي مثلنا،"
أجاب بإستهزاء "أظنها رجل آلي..."

"لا أملك يأية دلالات تشير بأنها آلية...و لكن انتبه لنفسك يا ممدوح،"
"مليكة بقيا سؤال واحد لم تجيبيني عليه، ما قصة هذا الرجل الآلي و هل هو على صلة بهذه الشركة المريبة؟ و كيف نسختى البيانات عنه،"
"أنه شقيقي يا ممدوح..."

فجأة انهارت مليكة و بكت بكاءا مرا و هي تنظر الى المعتوه الممدد أمامها بالعوامة، فلولا الصورة التي حَمًلَتْهَا من ذاكرته بعد المعركة التي حدثت بينهما منذ بضعة ايام لما علمت ما هو الرابط ، فكانت الصورة لهما و هما على سريرين منفصلين بجانب بعضهما البعض في المختبر بشركة السهم الذهبي و كان مكتوب بجانب الصورة في ملف البيانات...الأخوين أريِل و راحيل دانيال بعد العملية العلمية، تم أجراء العملية لراحيل بعد التخلص من أريِل بثلاثة شهور،
اجاب ممدوح بصوت مرهق و ضعيف "سأعود الى العوامة بعد ثلاثة ايام و سأرى هذه الملفات بنفسي، حاولي السيطرة على حزنكِ يا مليكة، سنتكلم فيما بعد،
أغلق ممدوح الخط مع مليكة و قرر محاولة الإتصال بزوجته حياة، و لكن كان خائف عليها جدا من الصدمة، فبعد أن اقامت له اسرته مأتم رسمي بعد وفاته و أخذوا العزاء به هل ستتقبل زوجته هذه الصدمة؟ هل ستتقبل الواقع بأن كل هذه كانت ترتيبات من المخابرات المصرية و بأنه لازال على قيد الحياة؟ كان لابد من مواجهتها فعاجلا أن آجلا ستعرف عن الموضوع، فالأجدر أن تعرف منه مباشرة،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات