فلسطينيون ينتفضون ضد الحصار بــ"المعاول" (صور)


جراسا -

خاص - رام الله -   بعد 48 ساعة من الحصار المُحكم على قرية مادما والتي تبعد 8 كيلو متر عن مدينة نابلس وفي جنوبها الغربي، والذي يمعن الإحتلال في سياسته العقابية ضد أهالي القرية منذ بداية أكتوبر 2015، ولكن في اليومين الأخيرين كان القرار العسكري الإسرائيلي "الظالم" بإعلان القرية "منطقة عسكرية مغلقة" بفعل السواتر الترابية والتي لم تثن عزيمة أهالي القرية بأن يسلكوا طرقاً بديلة من عصيرة القبلية مروراً بعوريف وعينابوس وحوارة وبيتا وعورتا وصولاً إلى نابلس بعد مسيرة خمس أضعاف المسيرة الطبيعية.

سبعة شبان اعمارهم تتراوح من 15 – 28 عاماً أخذوا على عاتقهم أن يفكوا الحصار ويعيدوا الحياة إلى طبيعتها، حملوا معاولهم وتوشحوا بالكوفية وبدأوا بإزالة السواتر الترابية على مراحل عدة، وبين كر وفر معتمدين على نداءات بعض الشبان الآخرين والذين يراقبون حركة آليات الإحتلال على شارع "يستهار"، كلما إقتربت "دورية الإحتلال" أو كما يحبون أن يسمونها "الصرصور" يغادرون المكان لدقائق معدودة ويعودون بعد أن تُخلى الطريق من جنود الإحتلال.

ساعتان من العمل الدؤوب والأنفاس السريعة التي تنادي بصمت "حي على الحياة بكرامة"، فتحوا ممراً لأهالي وزوار القرية التي قدمت من الشهداء خمسة من خيرة الرجال ويمثلون ألوان العلم الفلسطيني، وينتمون إلى أرض كنعان وهم "ناجح زياده، عمر زياده، فايز القط، شادي نصار، والقائد يامن فرج"، وكما لأبناء مادما حكاية طويلة مع سجون الإحتلال كما هو حال أبناء فلسطين جميعاً يقدمون حياتهم في سبيل تحرير الوطن من آخر إحتلال في العالم.

مادما قرية صغيرة بسكانها ومساحتها التي قاسمها الإحتلال فيها "عنوة" وسرق "رأس الهرم" جبل الصحابي سليمان الفارسي، ومقامه الذي كان مزاراً لنساء ورجال القرية وضيوفهم من كل مكان حتى بداية ثمانينات القرن الماضي، وأقيمت على تلك الأراضي ما تسمى "مستوطنة يتسهار" الأكثر تطرفاً من بين مستوطنات شمال الضفة وكل الضفة البالغ عددها 127 مستوطنة ومجمع إستيطاني.

سطر الحكاية الأبرز هو شارع "يتسهار" الذي إمتد من أراضي قريتي بورين ومادما والقرى القريبة والمحيطة ليعزل أهالي مادما عن ما تبقى من أراضيهم الزراعية في الجهة الشمالية وصولاً الى قرى تل وعراق بورين والتي لا يختلف حالها كثيراً عن مادما بفعل "النقطة العسكرية" والتي أقيمت في بداية إنتفاضة الأقصى.

حَرم الإستيطان مادما من نعمة وهبها اياها الله عز وجل في باطن الأرض وهي "النفط الأبيض" ويشهد "حَجّارة الخليل" على جودة حجارتها التي تزين بعض بيوتها القديمة فقط، وكما سَلب الإحتلال النسبة الأكبر من مياه القرية وينابيعها التي أصبحت تُذكر في سطر التاريخ مع من بقي من الأجداد على قيد الحياة.

تمتاز مادما بحب أبنائها للتعليم على إختلاف علومه ودرجاته، فكشوف وزارة التربية تشهد على نسبة نجاح بناتها وأبنائها في الثانوية العامة حيث لم يسجل في مذكرات القرية نسبة نجاح قلّت بمتوسطها عن 90%.

وأخيراً مادما قرية صغيرة فيها مسجدين ومدرستين ومدخلين، مساحتها لا تتجاوز 3500 دونم موزعة بين عمراني وزراعي، وسكانها يزيدون قليلا عن 3000 نسمة ومثلهم في الشتات والمهجر.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات