الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها


نعمة الأمن والاستقرار من نعم الله العظمية التي نحمد، والبلد الذي يُحرم من هذه النعمة حياة أهله في شقاء وفوضى، لأن الإنسان في ظل فقدانها لا يأمن على دينه ونفسه وعرضه وماله، بل وحياة الناس الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية تبدأ بالانحدار والانحسار، وأشد أنواع البلايا التي تُمنى بها الأمة العربية والإسلامية الفتن الفكرية والمذهبية والطائفية، إذ نرى ونسمع صيحات أصحابها تود أن تحرق الأخضر واليابس في البلاد التي تتأجج نيرانها فيها وبدون مقدمات، يدفع أصحاب الفتن أنفسهم وغيرهم إلى افتعال مشاكل لا مسوغ لها تؤدي إلى قتل وتفجير، وموت للأبرياء، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، من أجل إشباع مطامع شخصية أو طائفية أو مذهبية مقيتة، وكل ذلك بحجة الدفاع عن قضايا الإسلام، وهم بهذه الأفعال المنكرة يحاربون الله ورسوله، لأنهم يرتكبون أسوأ وأبشع أنواع الجرائم الدموية، التي يذهب ضحيتها الأطفال والنساء والعجزة والأبرياء، ويشيعون الفوضى والبلبلة بين عباد الله.

ان كثيراً ممن يتمسحون بالإسلام وهم براء منه وهو بريء منهم، لأنهم لم يحققوا الحد الأدنى من فهم مقاصد هذا الدين العظيم، وإنما تعلموا في مدارس الفتنة العمياء التقطوا أفكاراً منحرفة دموية، وأرادوا اشاعتها بين الناس بحجة الحرص على تطبيق الشريعة، والشريعة الغراء لا تحتاج أمثال هؤلاء للدفاع عنها، لأن كل منتسب لها بحكم فطرته السليمة جندي مخلص مدافع عنها، ولا تحتاج الأمة إلى هذا الفكر المزيف المريض الذي يشوه صورة الإسلام النقيّة.

وما يجري في بعض الدول العربية على وجه الخصوص يؤكد على ما ذكرت من سوء الفهم القاصر لحقائق الإسلام، ان كل من يسعى لإيقاظ فتنة نائمة لتشتيت الأمة إلى فرق متنازعة لعنه الله ورسوله، لأنه ممن يسعى في الأرض بالفساد والشر المستطير، علماً بأن الأمة عاشت سابقاً في أمن واستقرار، وتعايش الناس رغم وجود المذاهب تظلهم المودة والمحبة وانصرف الجميع للبناء والإعمار والإبداع، فلا حواجز ولا فوارق، وإنما شغلهم قوة الأمة وعزتها وكرامتها وهو الهدف الأسمى الذي سعى إليه الجميع.

إن واجب العلماء تجاه هذا الفكر المنحرف وأصحابه ان يقفوا بصلابة لبيان الحقيقة الناصعة، والتي تخفى على قطاع كبير من الناس، حتى لا يبقى نفر مخدوع بأمثال هؤلاء الشرذمة التي تهرف بما لا تعرف، وعليهم ان يقولوا بصراحة ان من يقتل بريئاً أو من يشيع فتنة بدون وجه حق فقد باء بغضب من الله ورسوله، وواجب الأمة ان تعمل لإخراج هذه الفئات الظالمة لنفسها ولغيرها، لأنها تتخذ من العنف والتطرف سبيلاً لها، والأمة بحاجة إلى جهود المخلصين من العلماء والمفكرين الذين يسعون للإنقاذ ولملمة الصف بدلاً من بعثرته، "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات