جراسا -

تصوير محمد النواطير - بحضور السياسي الشاعر الدكتور محمد مقدادي ، عقد مجلس الكهف الذي يعتبر متحف صخري وبيئة تأملية و تحفة إنشائية و لوحة جمالية تأسر الناظرين ، أولى حوارياته الفكرية ، وبحضور رؤساء هيئات ثقافية وبلدية ومجتمعية في رواق الكهف الواقع أسفل منزل الدكتور سفاح الصبح  في لواء كفرنجة ، بمنطقة عين البستان من عجلون .

وأكد الدكتور مقدادي ضيف شرف المجلس أن بناء الأوطان لا يكون إلا بثقافة وطنية لاتخشى لومة لائم ، حيث إن بناء الثقافة مسؤولية مجتمعية في ظل تراجع دور وزارة الثقافة التي لا علاقة لها بالثقافة ، مشيرا إلى أنه في هذا الزمن البغيض الذي تراجعت فيه منظومة القيم ، فإن المشكلة تكمن في العولمة التي رفعت شعارات زائفة مثل الحرية والديمقراطية وتقدمت محاولة إغراء أبناء الشعوب والساسة بأنها تحمل مشعل الضياء ، لافتا إلى أن المثقفين وحدهم من يستطيعون كشف هذا الزيف .

ودعا الدكتور مقدادي إلى ضرورة تعزيز ثقافة الانتماء والتطوع والإيمان ونبذ ثقافة الكراهية و محاربتها والعودة إلى الثوابت الوطنية والأخلاقية والدينية لافتا إلى دور مؤسسات المجتمع المدني والبلديات وغيرها في تعظيم الفعل الثقافي ، مشيرا إلى أن الثقافة تشكل خط الدفاع الأول من خلال إحياء المكنونات التراكمية في كل محافظة .

واعتبر رئيس بلدية كفرنجة الجديدة فوزات فريحات أن إحياء التراث بكافة أشكاله ووجود المكتبات العامة التي تساهم في بناء الفكر وتشكل روح الأمة هي ضمن مسؤوليات البلدية لافتا إلى أن البلدية بصدد شراء بعض البيوت التراثية في المدينة لتكون مكتبة عامة للواء ومحبي الثقافة .

رئيس منتدى عنجرة الثقافي الدكتور رفعت الزغول ، دعا إلى توحيد الجهود الثقافية حيث إن صناعة الثقافة مسؤولية المجتمع ولابد من توزيع الأدوار دون أي تعارض مؤكدا أن الدور الثقافي من أصعب الأدوار و يجب أن تكون رسالته عميقة واضحة للإسهام في بناء جيل واع قابل للانفتاح على الثقافات الأخرى .

وقال الكاتب الصحفي مدير صالون وادي الطواحين الثقافي رمزي الغزوي نحن بحاجة إلى جلسات معرفية مع أولي النهى للنفاذ إلى العالم بوجه وبصيرة أفضل ، لافتا إلى أن الكهف يعني الذات والتعبد والخلوة ، لجأ إليه الإنسان للاحتماء والانطلاق . وهو من لاذ به المؤمنون مشيرا إلى أننا بأمس الحاجة لاستشراف ما فينا وألى النظر إلى العالم بطريقة أفضل .

وأكد مفوض حزب النهضة المحامي إسماعيل خطاطبه أن مثل هذه اللقاءات فيها استحضار للأمس وأن هذا الكهف أو " القبة " يجب أن تكون مكانا لتداول وتلاقح الآراء والأفكار ، وصالون سياسي لبحث ككل ماهو خير ومفيد للمصلحة العامة .

وبين رئيس مجمع الاكاديميين للفكر والتنمية الاكاديمي الدكتور جاسر عنانزه أن وجود مثل هذا المكان الذي تفوح منه رائحة الماضي هو ظاهرة جميلة ، داعيا أن يكون لهذا المجلس شأن لطرح ومناقشة القضايا المختلفة مشيرا إلى اهمية ان تحدد الموضوعات التي تناقش مسبقا ليصار إلى إثراء الحوار والمجلس .

وقال رئيس منارة الابداع والمبدعين احمد عناب ان بناء جيل محب للثقافة أمر يعتز به وهو يوظف كل الامكانات لخدمتها , قابل للانفتاح على الثقافات الاخرى وهذا امر مهم يتطلب ويحتاج الى العمل داعيا إلى تجديد الخطاب الثقافي ليكون أكثر تخصيصاً وتركيزاً والاهتمام بالمحتوى الذي ينشر ، لانه احد مكونات ثقافة الاجيال .

واشار رئيس مجلس عشائر لواء كفرنجة المحامي حاتم عنانزه ان العشائرية الاردنية كانت وما زالت لديها من التراث الشيء الكثير ، وتعتبر من المراجع التي يعتد بها لافتا لبدء عمل المجلس بتدوين تاريخ المدينة ماضيها وحاضرها وان مثل هذا المجلس الفكري سيسهم في إثراء ما سيتم كتابته عن المدينة ، مؤكدا ان الثقافة تساهم في التطور والرقي الانساني والاجتماعي ،وهي الوعاء الذي يتسع لكل شيء.

وقال رئيس جمعية الضباط المتقاعدين محمود عزبي العنانزة ان الحياة مدرسة ، فيها من المتناقضات الكثير غير ان اوجه الاتفاق والجوانب المشرقة اكثر ، مبينا ان هذا المجلس التراثي فيه إستحضار لسجالات الاوائل ، التي كانت تفيض خبرة وحكمة ومعرفة ، داعيا إلى تعظيم الفائدة والعمل الجاد لنجاح هذا الصالون والمجلس الثقافي .

وكان الاكاديمي الدكتور سفاح الصبح قد اكد ان الثقافة امر وطني وسيادي لافتا إلى ان فكرة الكهف فكرة نوعية ونواة لتبادل الافكار ورعاية المبادرات والافكار الخلاقة ، وتبني الحوار المجتمعي ، واستشهد الصبح  بحكمة قالها فيلسوف غربي ان " الاختلاط يزيد الفهم أما العزلة توقظ العبقرية "، مشيرا إلى ان المجلس سينعقد شهريا و سيصار إلى تشكيل هيئة خاصة به ، متمنيا إشاعة المبادرة في تحويل الأروقة الخاصة لدى الناس في خدمة  الثقافة والحوار والفكر  .