جامعاتنا .. الغرامة قبل القسط !


هل المسؤولين في بلدنا جاؤونا من كوكب اخر , هل هم خارج الاردن ولا يعلمون جيدا حجم معاناة الاسر الاردنية خاصة فيما يتعلق بملفات الفقر والبطالة والاوضاع المعيشية المتردية , الا يعلم رئيس الحكومة أن دماء الاباء في الاردن هي ضريبة لتعليم الابناء , الا يعلم دولة الرئيس أن كابوس الاقساط الجامعية يرهق الاسر الاردنية والتعليم الموازي في جامعاتنا الحكومية يركب موجة الاستثمار الجائر .

الا يعلم القائمين على التعليم العالي ان الحد الادنى للاجور في الاردن (190) دينار , صحيح ان التعليم في الدول التي تهتم بشعوبها هو مجاني من الاول الابتدائي ولغاية الدكتوراة , لكننا نطالب بمبدأ ( لا يموت الذئب ولا تفنى الغنم) , معقول يا ناس هؤلاء الوزراء والمسؤولين لا يدركون حجم المصائب العائلية المادية خلال السنوات العشر العجاف ومع ذلك في كل فصل جامعي قبل ما تبدأ الاسر والعائلات بماراثون البحث عن القسط الجامعي يبدأ رؤساء الجامعات بتوزيع لوحات وبروشورات تهديدية وتحذيرية من دفع الغرامات على تأخير قسط الفصل الجامعي, ألا يدرك هؤلاء أن ولي الامر , والطالب نفسه تأخر عن الدفع حتى تدبر أمور القسط من هنا وهناك ومع ذلك تفرضون عليهم الغرامات بغير وجه حق .

بالاصل يعاني طلاب الجامعات الذين يدرسون على نفقتهم الخاصة من مشكلة متجددة باتت تشكل هاجساً يرهق كواهل اسرهم, لا سيما في ظل تردي الوضع الاقتصادي وازدياد حالة الفقر في المجتمع الاردني هذه المشكلة التي تتمثل في الرسوم الجامعية, اصبحت عقبة رئيسية تحول دون اكمال الكثير من الطلاب دراستهم الجامعية او البدء بها فما ان يبدأ التسجيل للفصل الدراسي حتى تبدأ المعاناة, لهذا فقد باتت الغالبية العظمى من الطلاب غير قادرة على تسديد هذه الرسوم, اولياء الامور طالبوا الحكومة ان ترفع نسبة القبول بالنسبة للجامعات الحكومية وتعيد النظر باليات التعليم الموازي كخطوة في طريق الاصلاح التعليمي لان الرواتب المتآكلة اصبحت لا تكفي لسداد الاقساط الجامعية, واشاروا ان الدولة حتى الان تقف موقف المتفرج بالنسبة للتعليم الجامعي الذي يخص مواطنيها.

هل تنظر الدولة كيف يتدبر ارباب الاسر المنكوبة تعليم الابناء فالرواتب مرهونة للبنوك والصناديق الاقتراضية وبعضهم باع قطعة ارضه وسيارته حتى يعلم ابنه والامهات بعن مصاغهن الذهبي وفي نهاية المطاف نتحدث ان الاردن متطور تعليميا وتناسينا ان دماء الاباء ضريبة لتعليم الابناء الامر يتوقف الان على الحكومة لكي تدرك ان هناك ارتباطا وثيقا بين المنحة ومواصلة الدراسة الجامعية, وإلا فماذا يعني حرمان طالب من منحة زهيدة بعد 12 سنة من الدراسة والاجتهاد سوى الدفع به نحو الانحراف كما ان اولياء الامور عندما يهربون من نار الاسعار في الجامعات الخاصة ليقعوا في مشكلة التعليم الموازي الحكومي الذي يوازي سعر الساعة ثلاثة اضعاف الساعات الاعتيادية المعتمدة..

وبخصوص الرسوم الجامعية كنا نتمنى من الدولة اصدار توجيهات مفادها تخفيض الكلف الجامعية على المواطنين خاصة التعليم الموازي المرهق الذي يعادل ثلاثة اضعاف الساعات الاعتيادية وكأن الطالب الاردني يدرس في احدى الدول الاوروبية علما بأن الجامعات شيدت لكافة ابناء الوطن وعلى طريق الاصلاح التعليمي كنا نتمنى ان يكون التعليم الموازي هو الضعف وليس ثلاثة اضعاف كما هو معمول به حاليا .

مرة أخرى أوضاع الناس الاقتصادية والمعيشبة ( لا تسر العدو ولا الصديق) لماذا لا تقوم الحكومة بالغاء كافة الغرامات المالية في الجامعات الرسمية لما تشكله هذه الأموال من عبء على كاهل المواطن والطالب كما أن (20) دينار غرامة تأخير القسط لن تسد ديون الجامعات الاردنية ولن تسد عجز الدولة الاردنية لانها ستكون على حساب ساندويشة الطالب يا دولة الرئيس.

وضرورة التركيز على اهمية التفكير الجدي بتقسيط الرسوم الجامعية على مدار الفصل الدراسي والسنة الدراسية لان الاب والطالب لن يهربوا من البلد ، علماً بأن جزءاً كبيراً من المواطنين يقومون بدفع رسوم أبنائهم من خلال قروض بنكية , نعم يا رئيس الحكومة الغاء هذه الغرامات عن كاهل الطلبة صدقة جارية سيما وأن الاردنيين يمرون بسنوات أسوأ من سنوات ( عام الرمادة ) , أرحموا من في الارض يرحمكم من في السماء..!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات