جراسا -

ألقى إعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن فقدانها لمجموعة تابعة لها بانهيار نفق لها في قطاع غزة، بظلاله على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحازت دعوة الناطق باسم الكتائب "أبو عبيدة" للتغريد على هاشتاق "#رجال_الانفاق" على تفاعل آلاف النشطاء والمغردين، ولاقت صدى واسعا في الشارعين الفلسطيني والعربي.

وتجد المقاومة في ظلمة الحصار وغمرة الصراع، الترياق لعزلتها بميادين الإعداد. وبرزت إبان العدوان الأخير مفاجئات لامعة أدهشت العدو والصديق واحتاجت وما تزال لتضحيات عشرات الذين قضوا نحبهم.

وحاول البعض الطعن في خاصرة المقاومة بادعاء تخليها عن القتال مع أجواء التهدئة المتذبذبة على الساحة الفلسطينية، لكن ومع كل جولة أو ارتقاء لشهيد تثبت للجميع وتفاجئهم أنها كانت تعد جيدًا.

وغلب على التفاعل مع الهاشتاق الإشادة بدور وحدة الأنفاق وجهدها وما لعبته الأنفاق الدفاعية والهجومية خلال السنوات الماضية، وما كان لها من رفع اسهم قوة ردع المقاومة.

كما عبر البعض عن فخره بهؤلاء وبالتضحيات التي يقدمون استعدادًا لأي لحظة مواجهة مع "إسرائيل"، مذكرين بأنهم وراء إنجازات المقاومة التي تغنى بها الشعب الفلسطيني سابقًا.

ولا ترى عائلات شهداء الإعداد أن أبناءهم ارتقوا في طريق غير الذي اختاروه، وأن طريق مقارعة الاحتلال وصولًا لمعركة التحرير مخضب بالدماء والتضحيات والبذل فيه أسمى ما يكون.

وكان النشطاء بدأوا التغريد على هاشتاغ #رجال_الانفاق عبر موقعي التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" عند الساعة الثامنة من مساء أمس الأربعاء، مستخدمين صورا ومقاطع حية لحياة هؤلاء.

يذكر أن القسام أعلنت عن فقدانها لمجموعة تابعة لها إثر انهيار نفق لها نتيجة الأحوال الجوية.

وقالت الكتائب في بيان وصل "صفا" نسخة عنه مساء الأربعاء إن البحث لا يزال جاريًا عن مجموعة من رجال الأنفاق، مع وجود بصيص أملٍ حول مصيرهم بإذن الله وتقديره.

وأكدت أن قيادة الكتائب تتابع هذا الحدث على مدار الساعة، وعلى أعلى المستويات.

وسابقت قوى المقاومة الزمن لتبقى مستعدة لأي عدوان محتمل على غزة، وبذلت منذ سنوات جهودًا فاقت كل تصور، وتعتبر "الإعداد والتجهيز" ميدانا للجهاد وارتقاء دليلًا واضحًا على ذلك.

و"شهداء الإعداد والتجهيز" أو ما يعرف بـ"شهداء المهام الجهادية" مصطلح يطلق عادة على حوادث الانفجار خلال التدريب أو الإعداد التي تنفذها المقاومة استعدادا لأي مواجهة مع "إسرائيل".

وتعتمد المقاومة وعلى رأسها القسام بشكل كبير على الإعداد سواء عبر حفر الأنفاق بكافة أنواعها، وتصنيع الصواريخ والعبوات والقنابل، أو أثناء التدريبات الميدانية والرباط على المناطق الحدودية.