ألم يحن الوقت لزيادة الرواتب ؟


قدمت الحكومة مشروع الموازنة لعام 2016 ولم يظهر فيها ما يدل على أن هناك نية أو توجه لزيادة رواتب الموظفين العاملين والمتقاعدين من مدنيين وعسكريين كما الموازنات للأعوام السابقة وأصبحت عدم الزيادة أو التفكير بها تقليد أو عرف أو قدر أو ..... وذلك تجنبا للخطيئة في حالة الزيادة .

آخر زيادة رواتب كانت قبل أكثر من أربع سنوات تضاعفت خلالها الأسعار عدة مرات بالإضافة إلى أن الزيادة أخذها المواطن من الحكومة باليد الشمال ودفعها وأكثر باليد اليمين صاغرا للحكومة بواسطة رفع أسعار الكهرباء والمياه ورسوم المعاملات المختلفة في الدوائر الحكومية فأصبح من المستحيل أن تدخل دائرة حكومية دون أن تدفع رسوم بطريقة أو بأخرى حتى لو جئت لتسلم على قرابة أو صديق .

نسمع تصريحات جلالة الملك بضرورة تحسين أحوال معيشة المواطن وهو موجه بالطبع للحكومة وتصريحات الحكومة بأنها تعمل على تحسين معيشة المواطن ولكن المواطن لا يلمس شيئا فإذا لم يكن زيادة الرواتب جزء من تحسين ظروف المواطن فكيف يكون التحسين ؟ لقد انخفضت أسعار المحروقات ولم تنخفض أسعار السلع التي كانت ترتفع عند سماع التجار أن هناك نية لرفع أسعار المحروقات من المسئول وكيف الحل ؟

جميل جدا أن نرى اللجنة المالية في مجلس النواب أن ترفع توصية للحكومة بزيادة الرواتب ولكن الأجمل أن يتبنى جميع النواب التوصية ومقايضة الحكومة الثقة بالموازنة مقابل الزيادة وإلا سوف تبقى حبرا على ورق تتجاهلها الحكومة كما تجاهلت تواصي وطلبات النواب المختلفة في مرات سابقة لسبب تراخي النواب في المتابعة , علما أن ناطق الحكومة بشرنا انه لا نية لزيادة الرواتب والتوصية غير ملزمة لقطع الطريق على المواطن أن يحلم بان هناك زيادة , وهذه التوصية بالزيادة تحتاج إلى حرب كلامية شعواء مع الحكومة كما حرب البسوس وإلا لن تحصل إلا إذا كان النواب رفعوها جبرا لخواطر المواطنين الذين توصلوا إلى قناعة أن مجلس النواب الحالي خاذلهم في مختلف المجالات وأصبح الترحم عليه صفة عامة في اغلب المجالس الشعبية .

من خلال متابعتنا لمجلس النواب وجدنا كمواطنين أن مجلس النواب ينقسم إلى أربعة فئات من النواب الأولى تدافع عن المواطن وشؤونه , والثانية تدافع عن الحكومة وكأنهم موظفين عند الحكومة , والثالثة تدافع عن مصالحها الشخصية , والرابعة والعياذ بالله لا تسمع صوتها أبدا فقط تسجل اسمها وتوقيعها في سجل الدوام اليومي في مجلس النواب حتى آخر الشهر تجدها في أول طابور استلام الرواتب والمكافآت .

للامانه هؤلاء نسمع صوتهم في المضافات في مناسبات المواطنين المختلفة يتحدثوا عن انجازاتهم وكأنهم هم محور المجلس مع أن وجودهم في المجلس لإكمال النصاب فقط نرجو بهذه المناسبة من النواب الكرام أن يعرف كل نائب وجوده في أي فئة ونرجوه أن لا نراه يعيد ترشيح نفسه مرة أخرى في المستقبل إذا كان في فئة البدون وإذا أمكن أن لا نراه في المناسبات الاجتماعية .

لقد أصبح المواطن عاجزا عن مواجهة أعباء الحياة المتزايدة والضاغطة عليه من خلال الضرائب والرسوم المختلفة ورفع الأسعار من قبل التجار ومؤسسات الخدمات المختلفة ولا تجد من يدافع عنه حاله كحال من ارتكب جريمة وتم تشميسه من عشيرته وحاله قريب من هذه القصة ( يحكى أن رجلا بسيطا مسالما يعيش في احد الأحياء لا يتدخل في غيره إلا أن أطفال الحي عندما يروه يمشوا خلفوه ويصيحون مجنون .. مجنون وأولياء الأمور يسمعوا ولا يفعلوا شيئا لمنعهم وهو أيضا لا يفعل شيئا لفترة طويلة حتى جاء يوما عندما زاد الأمر عن حده وأصبح لا يطاق قام الرجل بضربهم فقام أولياء أمورهم واشتكوا عليه فطلبه القاضي وعنفه وقال له أليس من العيب عليك أن تضرب هؤلاء الأولاد وأنت رجل كبير وعاقل ؟ فقال الرجل صلي على النبي يا سيدي القاضي فقال القاضي (ص) ثم قال الرجل زيد النبي صلاة فقال القاضي(ص) واخذ الرجل يطلب من القاضي الصلاة على الني والقاضي يفعل حتى فاض الكيل بالقاضي وثارت عصبيته وأطلق شتيمة كبيرة (عبي شتيمة على كيف كيفك ) فقال الرجل للقاضي طلبت منك أن تصلي على الرسول وفيها اجر وغضبت فكيف بي وأنا اسمع هؤلاء ويصيحون خلفي مجنون .. مجنون لفترة طويلة من الزمن. فقال القاضي عندها اذهب لحالك فأنت برأه ) فهل يفعل المجلس والحكومة معروفا واحدا نتذكرهم فيه بعد رحيلهم وهم في أرذل العمر ؟! الجواب سوف نراه ونسمعه في أثناء ونهاية مناقشة الموازنة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات