من المحزن والمقلق وغير المعقول ان يكون هناك بطالة واسعة بين الاطباء , وهناك نوعان من البطالة بطالة مطلقة اي ظاهرة اي بدون عمل عند الاطباء الشباب وبطالة مقنعة عند بعض الزملاء ممن لديهم عيادات خاصة ولكن بالكاد تغطي الالتزامات الضرورية , وعلينا ان لا نستسلم للقدر ابدا وهذه البطالة مرت في حالات مد حاليا وكذلك في الثمانينات وجزر في الاعوام الماضية حيث كان مخزون ديوان الخدمة ضحلا وتدعوا الاطباء للتعين فلا يأتيك الا عدد قليل .

المسؤول الاول عن معالجة البطالة هو الحكومة خاصة انها المكلفة دستوريا بتأمين فرص العمل لمواطنيها وكذلك ان واجبها تنظيم مخرجات التعليم لتتلائم مع الحاجة للسوق المحلي والعربي وبالتالي الحكومة معنية ببطالة الاطباء , ومجلس الوزراء معني مباشرة ببحث هذه الظاهرة المقلقة بكل معنى الكلمة وعليه واجب العمل على حلها وعدم استفحالها أكثر .

المسؤول الثاني عن حل هذه المشكلة هو نقابة الاطباء من خلال عملها وواجبها بحل مشاكل الاطباء والنقابة تعمل في هذا المجال ونأمل ان نرى نتائج ملموسة لهذه الجهود حيث شكل مجلس النقابة لجنة لمتابعة هذه الظاهرة وحجمها واجتراح مقترحات لحلها وقد تواصل المجلس مع الجهات الحكومية المعنية ونأمل ان تثمر هذه الاتصالات خاصة ان النقيب د هاشم ابو حسان قد أعطى اولوية لهذه القضية .

وقررت ان لا اخوض في بعض القضايا وخاصة وجود حد أدنى من المعدل لدراسة الطب واعتقد ان الحكومة تأخرت حتى اقرت ذلك وعليها تطبيق هذا المعيار بشفافية والزام كامل ولكن علينا الان ان نواجه الوضع الحالي .

اولا وزارة الصحة – اعتقد ان وزير الصحة د علي حياصات عين وسوف يعين اعدادا كبيرة من الاطباء في وزارة الصحة خاصة انه توسع في برنامج الاختصاص بقبول اعداد كبيرة في هذا البرنامج لاعدادهم كاختصاصي المستقبل القريب ونتمنى ان تساعد الحكومة الوزارة بتامين مخصصات كافية لتعين اعددا أكبر من الاطباء والمستشفيات .

المدارس الخاصة اصبح من واجبها ان يكون لها طبيب متفرغ وخاصة المدارس الكبيرة وكذلك المصانع لا بد من تعين اطباء فيها وبشكل معقول .

اعتقد كذلك ان السفارات الاردنية في الخارج معنية بتأمين فرص عمل لاطباء اردنيين ومطلوب من نقابة الاطباء الاردنية ووزارة الخارجية تشكيل وفود رسمية لزيارة الدول الصديقة والشقيقة لتأمين فرص عمل لاكبر عدد من الاطباء العاطلين عن العمل .

الطبيب العاطل عن العمل يمثل مشكلة لنفسه وعائلته ونقابته وللوطن وعلى الجميع ان يساعدوا في هذا المجال , واعتقد ان الواجب يقتضي السهر والعمل الجادين لتامين ما يمكن تأمينه من هؤلاء الزملاء .

بخصوص محاولة البعض الاساءة لشهادات هذه الدولة او تلك اقول القضية فردية ولا علاقة لها ببلد التخرج فهناك خريج مبدع وجيد وخريج غير مبدع ويحتاج الى تقوية وكلاهما خريجين من نفس الجامعة وعلينا ان لا نقبل الاساءة للجامعات ابدا .

وقد تحدثت عن الامتياز في مقال سابق واعتقد انه حتى الان لا توجد صيغة محددة وناضجة لاستبدالة لذلك لا بد من تحسين اليات العمل فيه وتقدير كل العاملين عليه . 

واختم بالقول من حق الزملاء العاطلين عن العمل ان يرفعوا الصوت ومن واجبنا ان نساندهم ولكن في اطار الدستور الطبي الاردني وكما قلت الطبيب العاطل عن العمل يمثل مشكلة للوطن والنقابة والاهل ولنفسه وعلينا ان نتساعد جميعل لحلها حلا جذريا ومن خلال اجراءات علاجية ووقائية . 

والله غالب على امره

عضو مجلس نقابة الاطباء – ناشط نقابي