كيف أوقعت فتاة الإعلان بـ "مازن" ؟


جراسا -

فتاة في السادسة والعشرين من العمر، جميلة وأنيقة، وعلى قدر من العلم والثقافة، تبحث عن عريس في الثلاثينات من العمر، مثقف ومهذب، رومانسي، يقدر الأنثى ويحترمها، يعمل في وظيفة مرموقة دخلها ممتاز.

للتواصل مع الفتاة شخصياً الإتصال على هاتف : 0000000000!

"لا تفتحوا عيونكم كثير، مش راح أعطيكم الرقم".

كتب جمال رشيد - (قصة واقعية بأسماء وهمية)، حدثت في منطقة الصويفية غرب عمان.

ما سبق كان صيغة إعلان للزواج نُشر في أحد مواقع التواصل الإجتماعي.. وما أن قرأ مازن الإعلان، حتى سارع بالإتصال بالرقم الموجود، حاول مرة، وإثنتان، وثلاثة، وعشرة.. الرقم مشغول، وبعد حوالي ساعة من المحاولات رن الهاتف وفتح الخط، وإذا بصوت ناعم يقول: ألو مين معي؟.

تلعثم مازن و"ذاب" من عذوبة الصوت ورقته، وأجاب: أنا مازن من عمان، مين معي؟
أجابت الفتاة: أنا ريم، لطفاً مين طالب؟

فـ "ساح" مازن من "حلاوة" الصوت، وقال: قرأت إعلان في موقع ........ عن فتاة تبحث عن عريس، وقد أحببت أن أتصل لأتحدث مع صاحبة الشأن وأعرف ما هي طلباتها.

فقالت الفتاة: أنا اللي نزلت الإعلان.. شو بتشتغل حضرتك؟
فأجاب: عندي محل ملابس ستاتي.
فقالت له: إنتَ متزوج.
أجاب: نعم، وعندي ولد وبنت.
فقالت: وليش بدك عروس؟
أجاب: لأني ما بحب زوجتي، وحابب أغيِّر الروتين القاتل اللي بعيش فيه.
فقالت له: بصراحة، إنتَ بدك عروس ولا حابب تتسلى، وقبل ما تجاوبني، وعلشان أريّحك، أنا إنسانة جادة، وأجوني ناس كتير، وقبل ما تتصل حكوا معي فوق العشرة، لكن ولا واحد دخل عقلي، لكن إنتَ من كلامك مبيِّن عليك محترم ورومانسي ومهذب، وإذا بتحب نتواصل على الـ "فيس بوك"
وأبعتلك صورتي تشوفني قبل ما ندخل بعلاقة.. شو حكيت؟

فرد مازن بسرعة: يا ريت. فأعطته الفتاة إسمها كما هو في الـ "فيس بوك"، وطبعاً مش الحقيقي.. وقال لها سأرسل الآن لكِ طلب صداقة بإسمي ونتواصل.

وأرسل مازن لـ "المزَّة" الجديدة، كما قال لصديقه رياض، الذي روى لنا هذه الحكاية، طلب صداقة وشبك معها، فأرسلت له صورة لأنثى جميلة جداً "بتفك عن حبل المشنقة"، فقال مازن بعد ان شاهدها جملته الشهيرة التي يقولها عندما كان يرى فتاة جميلة في الطريق: "يلعن عمري أنا"!

يقول رياض: مرت ثلاثة أشهر على هذه العلاقة بين "مازن" و"ريم"، وكان خلالها يقوم مازن بدعوة صاحبته الجديدة لتناول الغداء أو العشاء في عدد من المطاعم الشهيرة والفخمة.

ويضيف: تعمقت علاقة مازن وريم، وعندما كنت أراهما أغبطهما وأتمنى أن أجد من تحبني مثلها، ولكن ياليتني ما تمنيت ذلك فقد كانت سبباً في ضياع أشهراً جميلة من حياة رفيق دربي مازن.. وإليكم ما حدث:

كان حب مازن لريم كبير جداً وصادقاً وذلك بعد مضي ما يزيد عن 7 أشهر على علاقتهما، فهو لم يدخل الحب إلى قلبه أبداً، حتى عندما أخبر ريم بأنه متزوج ولديه ولدان لم يكن هذا صحيحاً، ولكن حتى "يجِس" نبض هذه الفتاة، إن كانت صادقة في مشاعرها أم لا، وكان سيصارحها بذلك إن عاجلاً أم آجلاً. ولكن ريم كان الحب عندها قناع رهيب تخفي تحته مأساة قلبتها على حياة مازن فحوَّلتها إلى سجن رهيب يعاني فيه ويلات هذه العلاقة التي دمرت حياته.

ويوضح رياض ما هيَّة هذه المأساة، حيث يقول: في أحد الأيام من شهر أيلول من العام الماضي 2014، تواعد مازن وريم في أحد الكوفي شوبات، حيث صارحت ريم مازن بأن علاقتهما ربما تنتهي كون والدها إنسان "متعصِّب" ويريد تزويجها لإبن عمها "حسام"، حسب قولها. وبأنها تحب مازن جداً ولا تستطيع الإستغناء عنه، وليس أمامهما إلا حل واحد حتى يجتمعا في بيت واحد. فسألها مازن باستغراب: "وشو هو هذا الحل؟!".
فقالت: "نتزوج عرفي بدون أن يشعر أحد بذلك". فوافق مازن من شدة حبه لها وخوفاً من أن تضيع منه، وبعد ذلك طلبت منه ريم إستئجار شقة ليجتمعا فيها عصر كل يوم.. وكان ذلك.

ويشير رياض إلى أن ريم كانت كل أسبوع تذهب إلى محل الملابس الذي يملكه مازن وتختار منه عدة قطع غالية الثمن بدون أن تدفع شيئاً، بالإضافة إلى تحججها كثيراً بأنه ليس لديها نقود لتذهب للتسوق لشراء بعض مستلزماتها الشخصية، فكان مازن لا يبخل عليها بشيء، ويعطيها بدون حساب وبمبالغ تتجاوز المائة دينار أسبوعياً، حتى عندما إتفقت معه على الزواج العرفي طلبت منه أن يشتري لها "طقماً" من الذهب، فكان لها ما أرادت.

ويضيف رياض: تعمقت العلاقة "الحميمية" بين مازن وريم، إلى أن جاء اليوم "الصاعق" الذي حطم حياة مازن، وذلك في شهر أذار الماضي 2015، وبعد حوالي ستة أشهر من زواجهما العرفي. فبعد أن إجتمع مازن مع ريم، تركته يغُط في النوم، وكتبت له بقلم "الشفاه" على مرآة الحمَّام العبارة التالية: (welcom to the world of aids) أهلاً بكَ إلى عالم الإيدز.

وعندما أفاق مازن لم يجد ريم، فاتصل بها ولكن كان الخط مغلقاً، فحاول عدة مرات، وكان يقول في نفسه "ربما اتصلت بها أمها أو واحد من أهلها وطلعت بسرعة بدون ما تصحيني". وعندما دخل ليغتسل، إنهار ولم يتمالك نفسه وهو يقرأ ما كتبته ريم على المرآة، فأسرع إلى هاتفه ليطلب من يستطيع أن يصارحه بـ "المصيبة" التي حلَّت على رأسه، وطبعاً كان ذلك الشخص.. أنا.

ويقول رياض: فوراً غادرت عملي متوجهاً إلى الشقة التي يستأجرها مازن، وعندما رأيته إرتمى علي وهو يبكي وغير متمالك لنفسه، "ريم صابتني بالإيدز"، فصرخت: "شووووووو"، كيف؟، فشدَّني بيدي إلى الحمام وأشار على المرآة، فقرأت ما كتب عليها، ولم أصدق ما فعلت هذه الفتاة، كانت إنسانة بثوب ملاك، راقية ومهذبة.. هكذا كانت تبدو أو تتصنَّع، فجلست وقدماي لا تحملاني، وقلت لمازن: ماذا فعلت بك، ولماذا؟ ربما تكون مزحة! أو تريد أن تعمل معك مقلب!. هذا ما صدر مني لكي أخفف عن صديقي ما حلَّ به. أجابني: أغلقت هاتفها، لقد حطمت حياتي، لقد دمرت مستقبلي، لقد أنهت وجودي.

وسألت مازن عن ورقة الزواج، فأجابني بأنها في درج التواليت، فبحثت في جميع الأدراج ولم أجد أي ورقة، ووجدت علبة دواء، فسألت مازن عنها فأجاب بأنه لم يرها من قبل، وبسرعة إتصلت مع إبن عمتي والذي يعمل صيدلانياً، وقرأت له إسم الدواء، حيث أجابني بأنه (دواء لمنع الحمل). فقلت لمازن: "قوم بسرعة إلبس أواعيك وتعال معي". سألني: "لوين بدنا نروح؟". فقلت له: "بدنا نروح على الدكتور يفحصك ويعملك تحاليل علشان نتطمن". وكنت في كل لحظة أطمئنه بقولي: "أعتقد بأنها مجرد مزحة ثقيلة من ريم".

دخلنا على الطبيب، وكتب لمازن بعض الفحوصات، وتم إجراؤها، وبعد 3 أيام راجعنا الطبيب مع الفحوصات، والذي قال لمازن: لقد أصبت بمرض (الإيدز)، وأنصحك فوراً بمراجعة مركز متخصص في أمريكا يعالج هذه الحالات وخاصة أنك في بدايتها.

جلست أفكر وأقول في نفسي "يارب.. شو بدي أعمل لصديق عمري علشان أخفف عنه ويشفى من اللي صابه من هالحقيرة.. والله لو معي مصاري ما ببخل عليه وبحجزله من بكرة بأفخم مركز وبسفره، لكن ما باليد حيلة، أنا موظف بسيط في شركة تأمين وراتبي ما بتجاوز الـ (500 دينار)".

وفجأة خطرت لي فكرة، فصرخت: "مازن.. إتصل بأبوك واحكيله اللي حصل، وإنك تعرفت على البنت بهدف الزواج، وإنها رسمت عليك إنها خلوقة ومؤدبة ومن عيلة كبيرة، وإنك كنت بتتمنى يفرحوا بزواجك في الصيف، لكن الشيطان اللي فيها وقَّعك بحبالها وصار اللي صار". وقبل أن يرفض عاجلته بالقول: "ما في حل قدامك غير هيك، وإبكيله، واحكيله إنك غلطت وندمت، واطلب منه السماح".

وبعد إلحاح إتصل مازن بوالده، والذي يعمل مهندساً في إحدى دول الخليج، ووضعه المادي ممتاز. وجاء رد الوالد متشدداً: "الله لا يباركلك.. شو اللي عملته، منك لله، روح دبِّر حالك، إن شالله تموت وأرتاح منك". وأغلق الهاتف في وجهه. 

ويضيف رياض: إنهار مازن ولم يدري ماذا يفعل، فاقترحت عليه الإتصال بعم له علاقته معه عميقة ويحب مازن كثيراً، فاتصل به وشرح له ما حدث، فوعده أن يكلم له والده، وإن رفض فسيؤمِّن له تكاليف العلاج. وقمت أنا بالبحث عن مركز متخصص لعلاج هذه الحالات في أمريكا حيث عثرت على مركزين وقمت بالإتصال بهما، ووجدت ضالتنا في أحدهما في إنتظار رد من عم مازن.

وبعد يومين إتصل عم مازن ليخبره بأن والده قام بتحويل مبلغ له لعلاجه، فقمت بالتواصل مع مركز العلاج في أمريكا، وحجزت له سريراً، وأوصلته للمطار مودعاً وداعياً له بالشفاء والعودة سليماً معافى.

ويشير رياض إلى أنه كان يتواصل يوميأً مع مازن ويطمئن على صحته، وبأنه خضع للعلاج وبأن الفحوصات الدورية تُظهر إستجابته للعلاج. وبعد حوالي الستة أشهر من مراحل العلاج أخبره الأطباء بأن حالته الصحية عادت كما كانت وشفي تماماً من الفايروس.

وعاد مازن من السفر وأقمنا له حفلة جميلة، ورجع لممارسة عمله، وقام بخطبة فتاة عرَّفته عليها قبل أقل من شهرين، وحددا موعداً للزواج الصيف القادم. ولكني أدعو الله من كل قلبي بأن يكون عام 2016 فاتحة خير علي وعلى مازن وأعثر على تلك الفتاة "الشيطان" الذي "سوَّدت" أيامنا الجميلة.

فحاذروا من إعلانات (فتاة جميلة تبحث عن عريس).. الإعلان الذي أوقع بـ "مازن" ودمر أحلى أيام عمره، وحول أيامنا لجحيم لا يُطاق. 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات