جراسا -

ياسر خليفة - تنوعت أساليب التلاعب في غذاء المواطن الأردني، مؤخراً، حتى باتت ظاهر تستحق الوقوف عندها وتشخيصها.

فقد تطورت في الآونة الأخيرة أساليب الغش والتلاعب بالغذاء، في البداية كانت الخضراوات والفواكه التي تحقن بالهرمونات لزيادة حجمها والإسراع بعملية النضوج ومن ثم انتشرت ظاهرة التلاعب بالدجاج واللحوم والزيوت والكثير من المنتجات الغذائية، إلا أن أخطر ما يهدد الأمن الغذائي للمواطن الذي بالكاد يجد قوت يومه، التلاعب باللبن، الذي يعد مادة أساسية لا يخلو بيت منها بشكل يومي.

في السابق، كان الغش يقتصر على التلاعب بأوزان عبوات اللبن، ولا تزال، حتى انتشرت مؤخرا ظاهرة خطيرة تمثلت في إضافة مادة "الفورمالين" وهي مادة حافظة تستخدم لتحنيط الموتى ليتم إستخدامها في إنتاج اللبنة لإعطاء فترة صلاحية أطول للمنتج وهي مادة يمنع إستعمالها في المواد الغذائية.

وتم حتى الآن ضبط مصنعين في مادبا وعين الباشا في الأسابيع الأخيرة يصنعان اللبنة بإضافة مادة الفورمالين.

وتعتبر الألبان بمختلف أنواعها، من أهم الوجبات الغذائية والتي لا يمكن الإستغناء عنها، إلا أنها تحولت إلى مادة سامة بعد أن تفنن بعض الذين تجردوا من كل قيم الإنسانية في طرق الغش، وأضافوا المضادات الحيوية وعلى رأسها "البنسلين" وحليب البودرة، بل وصلوا إلى أبعد من ذلك بإضافة مادة تحنيط الموتى للألبان.

الدكتور محمد عبيدات رئيس جمعية حماية المستهلك، حذر في تصريح وصل نسخة منه لـ"جراسا" من معامل الألبان التي تقوم باستخدام مواد ممنوعة في صناعة الألبان ومشتقاتها وما يلحقه من ضرر كبير على حياة المستهلك نتيجة إستخدامها.

وأضاف عبيدات أن الإستهتار والبحث عن الربح السريع والتكلفة الأقل هي الدافع الرئيس لهذه المعامل دون مراعاة المخاطر التي سيتحملها المستهلك من أمراض قد تؤدي إلى زيادة التكلفة العلاجية على المواطنين والدولة على حد سواء.

بدوره، قال الدكتور البيطري سامر اليدك في تصريح لـ"جراسا"، إن مادة "الفورملين" يتم إستخدامها في تحنيط جثث الحيوانات، وهي تعتبر من أخطر المواد التي تم استخدامها في الغش بتجارة الألبان حيث تمتاز هذه المادة برائحة كريهة ونفاذة، وتمنع نمو البكتيريا في اللبن لفترة طويلة وبالتالي تمنع "تخثر" اللبن، لذلك يلجأ بائعي اللبن لاستخدامها غير مبالين بالمخاطر التي قد تسببها للمواطن.

وحول الحصول على هذه المادة أشار اليدك إلى أن مادة "الفورملين" غير متوفرة في الصيدليات، ولكنها موجودة في المعامل والمختبرات الطبية، ويقوم ضعاف النفوس من الأطباء بتهريبها وبيعها لهم.

وقال مصدر طبي في وزارة الصحة لـ"جراسا" أن مادة 'الفورمالين' المستخدم في تحنيط الموتى، تسبب السرطان وتضعف الجهاز المناعي للإنسان، وتسبب أضراراً للكلى حتى تؤدي في النهاية للإصابة بالفشل الكلوي، مشيراً إلى أن هذه المادة يمنع إستخدامها محلياً وعالمياً.