"الافتاء" توضح حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف


جراسا -

رصد - أكدت دائرة الإفتاء العام إن الاحتفال بالمولد النبوي باجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرآن، ورواية سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنشاد شيء من المدائح النبوية؛ فيه تعظيم وتوقير لقدر النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهار للفرح والاستبشار بمولده الشريف، وهو من السنن الحسنة التي أشار إليها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فعُمل بها من بعده؛ كُتب له مثل أجر من عمل بها، ولا ينقص من أجورهم شيء) رواه مسلم.

وقد دلَّ على مشروعية الإحتفال بالمولد النبوي الشريف أدلة كثيرة، منها:

أولاً: عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: ... وسُئل صلى الله عليه وسلم عن صوم الإثنين؛ قال: (ذاك يوم وُلدت فيه ويوم بُعثت - أو أُنزل عليَّ - فيه) رواه مسلم. فبيان النبي صلى الله عليه وسلم أن سبب صومه يوم الإثنين هو ولادته فيه دليل على أن يوم ولادته له رمزية على بقية الأيام، والمسلم يحرص على زيادة الأجر والثواب في الأيام المباركة.

ثانياً: قوله تعالى: (وذَكِّرْهُمْ بِأَيّامِ الله) إبراهيم/5؛ أي: بنعم الله عليهم، كما فسره إبن عباس ومجاهد وقتادة، وولادة النبي صلى الله عليه وسلم هي النعمة العظمى والمنة الكبرى على العالم كله، لا يشك مسلم بذلك؛ فالإحتفال بيوم المولد من باب الإمتثال لأمر الله تعالى بتذكُّر نعمه وآلائه.

ثالثاً: قول الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) يونس/58، قال إبن عباس رضي الله عنهما: فَضْلُ اللهِ العلم، ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) الأنبياء/107، والإحتفال بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم مظهر من مظاهر الفرح المأمور به.

رابعاً: عن إبن عباس رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْماً - يَعْنِي عَاشُورَاءَ - فقالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ؛ فَصَامَ مُوسَى شُكْراً لِلَّهِ. فَقالَ: (أَنا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ) فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. رواه البخاري. ووجه الدلالة: أن شُكْرَ الله تعالى في يوم على نعمة منَّ بها، أو نقمة دفعها، مع تكرار ذلك في كل عام؛ أمر جائز شرعاً، ومن أعظم الآلاء والنعم: نعمة ظهور النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم.

ولا بد أن نُذكِّر أنفسنا وإخوتنا المسلمين بضرورة التأسي بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في أخلاقه وشمائله والإقتداء بأقواله وأفعاله، قال تعالى: (لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب/21.

نسأل الله تعالى أن يحفظنا جميعاً، وأن يحفظ الأردن من كل سوء، وأن يجعله آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات