حاضر لا يخدم قادم


نستيقظ على ملامح البطل قبل أن نتحسس ملامحنا وتفاصيل وجوهنا ونتوق لأن نشب عن الطوق ونقفز خارج إطار المتاح والممكن لنقطف تفاصيل اللامعقول واللاممكن الذي طوعه البطل بشخصه ومهاراته وكيانه .

كل تفاصيل العالم الطفولي بدايه من الحكايا مرورا بالكرتون نهايه بالقدوه التي نحملها اعباء تطلعاتنا الخارقه للمألوف تنسج بنكهة البحث عن البطل بل وتمثله حتى نلفت النظر ونحقق الميزه النسبيه التي تنقلنا لمصاف تصنيف الطفوله (الشاطرين) وغالبا ما تجر لنا هذه النقله الكثير من السقطات الموقعه بالدم والخدوش والجروح التي تمس القلب لعجزنا عن تمثل البطل أو إكتشافه فينا الامر الذي يرتبط بمفاهيم تقدير الذات والثقه بالنفس على المدى البعيد .

لم يثنيني شيء لغاية هذه اللحظه بالبحث عن البطل بالحرف والصوره وجملة الواقع من مكان وسكان وكأني أعيد ريادة العهد للرسل والانبياء والصالحين الذين اعتصموا خلف اللا أحد بحثا عن إلاه يُعبد بمفاضله واضحه بين ما يأفل وما يضمر وما يتلاشى ويذهب وأظن أن كلنا كبشر نبحث عن مخلصين ونتوق للتعلق بأبطال حتى نواسي بهم ضعفنا ونحفز من خلالهم طاقتنا حتى تكفر بالسهل وتذوب شغفا بما غلبتنا نمطيتنا بتسميته محال .

بكل قطاع ومجال هنك من يكون كالجبل بين السهول علامه فارقه لكن بزمن الاستهلاك أصبح البطل يهترىء ويتآكل وتناله طقوس الحت والتعريه ربما لاننا نعجز عن إدراك آدمية البطل التي تحمله الاخطاء والنقص والعجز بطبيعة الحال والتكوين .

ما حفزني لكتابة هذه السطور شهادة طليقة سمير القنطار بحقه التي جعلت منه مشروع فاشل لمسميات راقيه بإطار التضحيه والفداء بل ومسحت كل تاريخه الذي وسم بــلقب عميد الاسرى بغض النظر عن الشخص وظروفه التي لا نعلم منها إلا ما سمح لنا الإطلاع عليه نتيجه للمتاح والمتوفر بالاعلام إلى أنه بات من الضروره لكل مؤسسه وجماعه مرجعيه أن تأرشف وتأرخ لرموزها حتى لا نتجاوز عقود جديده ونحن دون حكايا تروى وقصص تتداولها الالسن عن مشاريع أبطال أو نماذج صحيحه ومكتمله لابطال فمجموعة الامراض الاجتماعيه بدايه من الحقد والحسد مرورا بالغيره والكبر نهايه بالاقصاء هي محرقه فعليه لمفهوم البطل إن لم تكتب السير فهنا وهنا تحديدا قد تظلم الروايه الشفويه الكثير من الناس لاسباب منافيه للمنطق .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات