البوعزيزي .. ليتك لم تفعلها (صور)


جراسا -

خاص - قبل 5 أعوام، خرج بائع متجول يجر عربته في شوارع ولاية "سيدي بوزيد" في تونس باحثا عن "لقمة العيش"، ولم يكن يعلم أنه سيغير بعربته مجرى التاريخ في تونس والمنطقة والعالم.

في مثل هذا اليوم من عام 2010، أشعل البائع المتجول محمد البوعزيزي النار في جسده بعد تلقيه صفعة من شرطية تدعى "فادية حمدي"، ليشعل معها موجة من الاحتجاجات الشعبية، واتسعت دائرتها لتشمل المدن والولايات المجاورة، الى ان شملت المناطق الساحلية، ووصلت الى العاصمة التونسية، ما تسبب في انهيار نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وفراره إلى خارج البلاد.

وانتقلت الاحتجاجات والتظاهرات التي أطلق عليها "الربيع العربي" الى دول مجاورة فبدأت بالعاصمة المصرية القاهرة، لتصل لاحقا الى ليبيا، وما كان يسمى ربيعا لم يبقَ كذلك بل تحول الى نار جهنم تسللت الى اليمن وسوريا حتى اسقطت أنظمة تلك الدول باستثناء سوريا التي ظل نظامها صامدا فيما سقطت الدولة في مستنقع الارهاب والنزعات الأهلية.

ولم تسلم دول مثل الأردن والبحرين والكويت من تبعات "الربيع العربي" الا انها نجحت في احتواء زلزال التغيير بأقل الخسائر.

رحل البوعزيزي، ولكن النيران التي أشعلت جسده لا تزال مشتعلة في جسد الأمة العربية والإسلامية، وخلفت خسائر بشرية بنحو 15 مليون بين قتيل وجريح ولاجئ، وخسائر مالية قدرت بأكثر من 880 مليار دولار، وكأن لسان حال الأمة العربية والإسلامية يناجي روح البوعزيزي "ليتك لم تغضب لكرامتك .. ليتك لم تفعلها".

البوعزيزي من مواليد 29 مارس 1984، توفي والده وهو في الثالثة من عمره، ما جعل والدته تتزوج من عمه للحفاظ على الرباط الأسري.

تلقى تعليمه الابتدائي ثم انقطع عن الدراسة ليساعد على توفير لقمة عيش اسرته الفقيرة، حيث عمل في قطعة ارض على ملك خاله، ثم اتجه الى التجارة الموازية، لتعرفه شوارع سيدي بوزيد بائعا متجولا يقود عربته امامه.

ولم يكن البوعزيزي مهتما بالشأن السياسي، وانما كان منخرطا في الحزب الحاكم آنذاك (التجمع الدستوري الديمقراطي)، من باب البحث عن الأمان، كما كان مثل اغلب شباب المناطق الداخلية المحرومة محبا لموسيقى "الراي" الجزائرية والتونسية التي تتحدث عن الموت والهجرة السرية وحرق النفس قهر الزمان، وغيرها من المشاعر السلبية التي كانت تسيطر على جيل بأكمله شعر بالقطيعة مع الرمز والقيمة في مجتمع طالما عانى من التغريب ومن تهميش الفئات الشعبية.

 

 

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات