هل تقسيم تركيا الحالية !


 قبل الإجابة أقول كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي : هناك حق عربي وإنساني عالمي في الحصول على إجابة لهذا السؤال الغاية في الأهمية ، لكونه حقيقة تشكل السياق الأمني العالمي وتظهره في المراحل العالمية والإقليمية الحالية والمقبلة ، سيما وأن الإجابة لابد أن تكون بعيدة كل البعد عن هذه السياسات التي تعيش في أزمان خلت ، ولا نشاهد منها إلا القتل والدمار وجرائم التهجير ، ولا نسمع لها غير ضجيج سياسي فارغ ، وطبول إعلامية جوفاء ، ووعود تحسبها الشعوب حقيقة حتى إذا جاء ت ساعة تنفيذها لم يجدوا شيئا ، إنه طغيان الخونة على الشرفاء ، وتقدم الصعاليك على السادة والأمراء ، وكإنسانيين إذ نسعى جاهدين نحو إحلال السلم والأمن العالميين ، فإننا نتشرف بالعمل الجاد الذي نراه ثورة إنسانية عالمية على الإرهاب بكل أشكاله ومضامينه ، لنرتقي بالكرامة الإنسانية ، ونبلور الشعور العام والحنين الدائم نحو ( الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي ) ، نتحدث عن المبدأ العالمي والعصري الرافض للصدأ الإرهابي الذي ما زال يعمل لغاية اللحظة السياسية الراهنة تحت إمرة أجهزة الاستخبارات التابعة للدول المستفيدة من هذا الإرهاب الذي أنتجته القوى الصهيوأمريكية ومن يدور في فلكها ، والنتيجة قتل وتشريد بالجملة شعوب وقوميات وأمم لها حق العيش والأمن والسلم ، لهذا جاء طرح هذا التساؤل من قبلنا لنتمكن جميعا حكام ومحكومين ، عرب وأكراد وأرمن ويهود ، ومن كافة القوميات من العبور من حقيقة الظلام الإرهابي الدامس إلى نور الأمن والسلم فوق قاعدة ( الإنسانية والأمن الإنساني ) كسفينة نجاة في زمن الردة الإنسانية ، وللدخول في الإجابة نقول : جميعنا يعرف مشاكل تركيا لم تبدأ وتنتهي بموضوع إسقاط المقاتلة سوخوي الروسية من قبل مقاتلات تركية فوق الأراضي السورية ، وإنما هنالك مشاكل مع اليونان تسهم في تطور الأزمة القبرصية ، وكذلك مشكلة تركيا مع الأكراد وما لها من تبعات أمنية إقليميا وعالميا ، ومشكلة تركيا مع الأرمن والتي لا تتوقف عند حقائق إبادة الأرمن ، وإنما تأخذ أبعاد وأشكال مختلفة إضافة إلى أن مناطق أرمينيا التاريخية شرق وجنوب تركيا الحالية والتي لا تكاد أن تتنفس سياسيا أو ديمقراطيا أو اقتصاديا وحتى إنسانيا وفي أبسط الحدود ، إضافة إلى مشكلة تركيا مع العرب ، وقضية لواء الاسكندرون والذي يعتبر المحافظة الخامسة عشر لسوريا ، على الرغم من أنه تابعاً لتركيا منذ عام 1939 ، خاصة وأنه كان تابعاً لولاية حلب ضمن سوريا العثمانية ، هذا عد عن المشاكل المعاصرة والتي أخذت أشكال وأبعاد ومضامين ودلالات عسكرية وسياسية واقتصادي واجتماعية وإنسانية مرعبة ، فمثلا على الصعيد العسكري لم تكتفي تركيا بإنشاء ورعاية وتدريب الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية ، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك حين أسقطت الطائرة الحربية الروسية ، ومن قبلها سلوكيات عسكرية مستفزة جدا لروسيا العظمى ، هذا عدا عن دخوله غير المسئول والمستفز جداً في الأراضي العراقية ، أما سياسيا فقد سمح أرد وغان لنفسه بالتقرير نيابة عن الشعب السوري في موضوعي السيادة السورية وانتخاب القيادة السورية ، واقتصاديا مارس للأسف الشديد منطق رئيس العصابة لا منطق الدولة وهو يسرق النفط السوري والذي لا بد أن يدفع ثمنه للشعب السوري وبقرار أممي الآن وقبل بحث أي شيء أو السير بأي شيء ، واجتماعيا فقد ضرب بنية النسيج الاجتماعي الأوروبي من خلال تأمين دخول أعداد كبيرة من الإرهابيين مع قوافل اللاجئين المتجهين صوب الدول الأوروبية ، وإنسانيا غدا يفرض على الأوروبيين ويبتزهم ويستغلهم بمسالة اللاجئين وهاهم يدفعون له رغما ثلاثة مليارات والحبل على الجرار ..!! ما هذا ؟! وإلى متى يستمر هذا الأمر ؟!

أعود وأتساءل والسؤال موجه إلى الناخب التركي البسيط والمحترم : ترى حين تم انتخاب حزب العدالة والتنمية تم بناء على ماذا ؟! ألم يتم بناء على سياسة تركيا صفر مشاكل ، والواقع الآن ماذا ؟ عداء مع العراق ، وعداء مع سوريا ، وعداء مع مصر ، وعداء مع اليونان ، وعداء مع الأكراد ، وعداء مع الأرمن ، وعداء مع دول البركس ، وعداء مع الأوروبيين ، لا بل عداء مع الإنسانية جمعاء ، أقول ذلك باسمي كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي واسم كافة محافلنا ومجامعنا الإنسانية على المستوى العالمي ،إلى أن أصبحت خيارات تركيا محدودة جدا ، وسنشهد عما قريب اضطراب سياسي عارم ، وستكون تركيا بين أمرين لا ثالث لهما للخروج من حقيقة التقسيم القادم لا محالة : إما انتخابات مبكرة تطيح بحزب العدالة والتنمية ، أو انقلاب عسكري للإطاحة بحزب العدالة والتنمية ومحاكمة أرد وغان وعصابته وعلى رأسهم أبنه بلال الذي شاهدنا صورة مع قادة التنظيمات الإرهابية ، والنتيجة تأتي من خلال ما ألمحت إليه الصحف التركية ، والتي أكدت أن هذا الأمر أعني أمر تقسيم تركيا كان محورا للنقاش بين أردوغان ونائب الرئيس الأمريكي جوزف بايدن خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا ، وقد ذهبت الصحافة الغربية إلى حقيقة تشظي تركيا التي انتقلت من صفر مشاكل إلى أم المشاكل ، لكونها لم تكتفي بالعداء مع جيرانها فقط ، وإنما أصبحت المصنع الذي يصدر المشاكل للعالم غرباً وشرقا ، عدا عن وضع الأكراد والانقسام المتعدد والمتنوع داخل المجتمع التركي الذي فقد بفضل سياسة حزب العدالة والتنمية نسيج تركيبته الاجتماعية الوطنية ، بعد أن تحولت تركيا مرتعاً لتنامي التطرف والإرهاب بكل أشكاله ومضامينه الدينية والقومية التي تحرض بطريقة مباشرة وغير مباشرة نحو النزعة الانفصالية في أقاليم متعددة ، نتحدث عن واقع خلق بؤر جغرافية مشتعلة تضاف إلى البؤر المشتعلة أصلا بسبب الإرهاب المتواجد غربا وشمالا وجنوبا ، إنها الصناعة الاردو غانية بامتياز ، والتي جعلت تفكك تركيا نتيجة حتمية لتآمرها على سورية وخيانتها أصدقائها الروس واستمرارها في تصنيع الإرهاب ورعايته ، لا بل وصلت الأمور إلى درجة ابتزاز الأوربيين بموضوع اللاجئين ، والأدهى والأمر من هذا كله أن الحقائق التي تتكشف عن تفجيرات أنقرة والتي ذهب ضحيتها 95 كرديا ، تشير إلى أن أصابع المحققين الغربيين تتوجه مباشرة نحو أر دوغان ، وللتوضيح أكثر نذكر بما قاله الكاتب الأمريكي ديفيد كو لدمان يوم 10/10215حيث قال : إن التفجيرات في أنقرة إما تدل على فشل المخابرات التركية ، أو أنها مؤشر على أن المخابرات التركية تقف وراء التفجيرات ، ويستمر الكاتب في القول ، إن الخليفة العثماني أرد وغان هو الآن محاصر من جميع الاتجاهات ، حيث رفض الأمريكان الاستماع له ، وكذلك فعلت روسيا ، والحديث هنا قبل إسقاط القاذفة الروسية ، فما بالكم بعد إسقاطها ؟ وفي ظل العقوبات الروسية المتنامية على تركيا ..!!

ويضيف الكاتب الأمريكي : أما الأكراد فهم في طريقهم لإنشاء دولتهم على الحدود التركية وفي الانتخابات البرلمانية تمكن الأكراد من تحقيق نصرا تاريخيا وأصبحوا قوة ذات شأن في البرلمان ، ويتابع أن التقارير الاستخبارية الغربية تؤكد على أن تركيا غير قادرة على البقاء موحدة ، وبؤرة المعضلة في الأكراد الذين يشكلون 20%من مجموع السكان في تركيا ، ويتميز هؤلاء الأكراد بنسبة عالية على الإنجاب تتجاوز الضعف مقارنة بنسبة الإنجاب لدى الأكراد ، وهذا يعني أن نسبة الأكراد ستتجاوز 50% من سكان تركيا خلال العشرين سنة القادمة ، وجدير بالذكر أن الكاتب نفسه أكد في عام 2011 في كتابه ( كيف تموت الحضارات ) أن عاصفة التغيير التي هبت على تركيا ستؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي ، وهذا يتضمن أن تركيا هي البلد المرشح للتفكك في الشرق الأوسط ..!!

في الحقيقة أنا لا أعرف كيف يفكر أرد وغان وحزب العدالة ، ولكن هذا ليس غريب على من يفكر بمنطق العصابة لا الدولة ، سيما وأنه لم يفهم الرسالة الواضحة من أمريكا وألمانيا التي قررت سحب صواريخ الباتريوت من أراضيها على الرغم من إلحاح أردوغان بضرورة بقائها ، وكذلك في مسألة تخلي واشنطن عن دعم ما تسمى المعارضة السنية ودعم الأكراد الذين تعاديهم تركيا ولا تريد دعمهم وإسنادهم بأي شيء ، بل قتالهم ومطاردتهم أينما كانوا .
تركيا يا سادة يا كرام إضافة إلى دعمها ورعايتها لداعش والنصرة وغيرها من التنظيمات الإرهابية ، تقوم بمساعدة الإرهابيين المعروفين بحركة استقلال شرق تركستان ، وهذه المساعدات جعلت العلاقات مع الصين تصل إلى الحضيض ، وتقوم تركيا بمساعدة الإرهابيين من غرب الصين بالمرور عبر الأراضي التركية في طريقهم إلى العراق وسورية ، وها هو أرد وغان أينما نظر سيجد نفسه محاصرا ، فالأمريكان يدعمون الأكراد ، وتركيا غير قادرة على دعم دا عش بسبب التدخل الروسي القوي والجاد ، والذي قدم في تقديرنا كإنسانيين صور جديدة في ( الإنسانية والأمن الإنساني ) من خلال هذه الاستراتيجيات العسكرية التي فرضت على العالم أجمع الإقرار بالدور الروسي الضامن لأمن شعوب المنطقة ، عبر التوازنات والمعادلات التي تبقي على وحدة الدول الإنسانية في المنطقة وتقسم الدول الإرهابية المعادية للأمن والسلم العالميين .
أعود وأقول : كإنسانيين نبارك للعضو الإنساني الآجل فلاديمير بوتين ، ونقول باسمنا واسم كافة أبناء المحافل والمجامع الإنسانية على المستوى العالمي : لقد قطعتم الطريق أمام كافة المخططات والمشاريع الاستعمارية الغربية والشرقية والصهيوأمريكية الصانعة للإرهاب بكافة أشكاله ومضامينه ، وها أنتم تضعون العوائق الإستراتيجية أمام التدخلات المحرمة دوليا ، وتعيدون لهذه المنطقة أمنها الإنساني المفتقد منذ قرون ، هذا الأمن الذي سيمكن شعوب المنطقة من الإنعتاق والتحرر في ظل التعدد القطبي الذي نتقيأ ظلاله التي لا ولن تسمح لاستمرارية الدول الداعمة للإرهاب ، لأن إعادة تقسيم تلك الدول حتمية أمنية عالمية لضمانة الأمن والسلم العالميين ...!!

خادم الإنسانية .

مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات