علــــــى طاولـــــــــة وزيـــــــــــر الصــــــــحة


نقدر جهودكم معالي الوزير بما تسعون إليه من حوسبة في المراكز الصحية والمستشفيات الحكومية وإنه لشيء رائع, فالأردن بلد النظام ولا بد من هذه الخطوة منذ عدة أعوام
ولكن...

أعاني منذ بضعة أسابيع من إعياء وتعب غير مسبوق وكان لابد من مغادرتي لعملي وفق نموذج طبي لأتوجه لأقرب مركز صحي...

تم تقديم أوراقي كاملة حيث تفاجأت بهم وكأنهم رأوا العجب,لم يدركوا ما التصرف في مثل هذه الحالة...

هل يعقل لأني ذهبت في أحد الليالي كحالة طارئة لمستشفى الأمير حمزة أن يغلق الجهاز أمام المركز الصحي بحجة أنني راجعت مستشفى الأمير حمزة يا معالي الوزير؟؟

مستشفى الأمير حمزة أو البشير أو الجامعة أو أو أو , كلها مراكز طبية ومستشفيات صحية حكومية يستطيع الموظف أن يرتادها حسب مكانه وموقعه ولكن أن تكون الحالة غريبة أمام العاملين على النظام ,هذا هو الغريب بعينه ... لقد سلموني ورقة لأكمل معاملتي وكلما دخلت لطبيبة أو طبيب استهجن الورقة وطلب مني العودة للطابق السفلي لأحضر المطلوب..ضاع يومي الأول وأنا من طابق لطابق حتى أخيرا استطعت الحصول على الفحوصات المخبرية المطلوبة...وقلت أشهد أن لا اله إلا الله وغادرت...

لأعود بعد عدة أيام للمراجعة المطلوبة ويتكرر الفصل من جديد,لا وبل كان الإحراج أكثر من ذي قبل,حيث كانت هناك بعض الأسئلة أمام من يدرب الطبيبة على النظام الجديد مما دفعني لعدم الرد على الأسئلة عندئذ,فكل ما أعلمه أن هناك خصوصية للمريض ولا ينبغي تجاوزها فإن كانت هناك دورات يجب أن تكون خارج نطاق العمل الرسمي أو على الأقل أن لا يتواجد شاب مدرب في عيادة نسائية.

هل يعقل أن يصطف المراجعون والموظف المسكين أمامهم ولا يعلم كيف يستخدم هكذا نظام من حوسبة جديدة عليه ويتخبط أمامهم باذلاً أقصى جهده للعمل وفق النظام الجديد؟
هل يعقل أن تستمر دورة تدريبية ليومين فقط؟وهذا ما قالته لي إحدى الطبيبات التي بدأت تسألني عن الكمبيوتر وكيفية استخدامه!!! تنظر إليه أمامها وكأنه مخلوق فضائي سقط أمامها.
هل يعقل اليوم أن تتكرر معي بسبب ذهابي في ليلة من الليالي بحالة طارئة لأحد المستشفيات وتكون عائقاً أمام هذه الحوسبة الجديدة وتدفعهم ليرسلوني للطبيبة دون شيء لتعود الطبيبة وتطلب مني ورقة منهم؟
هل حاول القائمون في وزارة الصحة أن يزورا المراكز الصحية ويروا ما نرى؟
أعلم جيداً أنها البداية وأنهم لابد أن يعتادوا على النظام الجديد ويتقنوه ولكن ما ذنب المريض يا معالي الوزير بالصعود والنزول لأكثر من مره ومن طابق لطابق ليبرر لهم لماذا لم يظهر اسمه عندهم؟ مع العلم أنني منذ سنوات وأنا إن احتجت لطبيب أثناء دوامي الرسمي, أتوجه لهذا المركز ولكن لا أحد يعرفني مع نظام الحوسبة أصبحت مجهولة بسبب الاسم الذي لا يظهر.

أجلس مع طبيبتي لأتفاجأ بمن يقف خلفها ليتابع تسجيلها لبياناتي وينتظر إجاباتي ليرى المعلومات التي أدخلتها الطبيبة وما الخطوات التي يجب أن تمر فيها الطبيبة حتى تستكمل علاجي..كيف لأنثى أن تجيب على أي سؤال محرج أمام غريب؟ النساء يذهبن للطبيبات والأزواج أراهم ينتظروهن خارج العيادة, أما المدرب فهو من أهل البيت!!

ازدحام شديد وتذمر من الموظفين ومرضى يقفون على أقدامهم ينتظرون الدور ويخشون الجلوس بعيدا في أماكن الانتظار خوفاً من أن ينادى عليهم ولا يسمعون ويذهب دورهم وانتظارهم سدىً...
المرونة مطلوبة أيضاً...ويجب علينا أن نسعى دوماً للتقدم ومواكبة العصر ولكن بدورات مكثفة وبعمليات إدخال وهمية للمعلومات للتدريب عليها خارج نطاق العمل الرسمي ودون إحراج لأي مريض كان.

عافانا وعافاكم الله..... وأختم قولي بقوله تعالى ( وإذا مرضت فهو يشفين ) صدق الله العظيم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات