لا زالت العشائر الاردنية تسابق الزمن للالتحاق بركب الحضارة والتطورات التي اصابت جميع مفارزها, ففي كل عام تجتمع بعض العشائر لاصدار وثيقة ترى بانها تخفف من حجم المعاناة على من تصيبه مصيبة, او يطرأ على بيته فرح, وهذا امر جميل علينا السعي خلفه والسير به لما له من فوائد ايجابية على اهل الفرح او المصيبة, وعلى من يقوم بواجبهم بموجب عاداتنا الجميلة.

فنحن لا نقول هنا بان علينا الخلاص او التخلص او الهروب من تلك العادات ودفنها الى الابد, بل علينا التمسك باهدابها لكي لا تهرب منا الى غيرنا , ولكننا نذهب باتجاه الراي القائل بانها عادات جيدة ولكن علينا السعي الحثيث لتطويرها وتقليص بعضها او اعدامها لتناسب الوضع الحالي.

فلماذا نجتمع؟ وماذا نصنع ؟ سؤالين صغيرين وضعهما اهل الجويدة, ولكنهما كبيران في المعنى والمعطيات, ويحتاجا الى اجابة مفصلة من الجميع لعدم خلو اردني منها.

فالعشائر الاردنية بطبيعتها عشائر حية , تواكب التطور وتسعى اليه ,وتبحث عنه اينما كان ومهما كبر, وهي في رحلة دائمة للوصول الى التطور والتعديل والالغاء في عاداتها وبما يتناسب وطبيعة المرحلة والزمن والظرف , تطويرا وتعديلا يحفظ لها كرامتها , ويعطي ما ورثته من عادات وتقاليد راسخة رسوخ البتراء في قلب الصحراء , رونقا يميزها ويدفعها للسمو ويمنحها عمرا للبقاء, لانها تؤمن بان التطور سنة الحياة وسمة رئيسة للامة الحية, وحسبي بان العشائر الاردنية هي في قمة الامم الحية.

إن وثيقة اهالي الجويدة امر في غاية الروعة , وعلينا جميعا تبنيها في الاردن, لتكون وثيقه شامله للعشائر من اقصى شماله الى اقصى جنوبه, وهذا لن يكتب لها النجاح الا باقامة اجتماع عشائري كبير يضم وجهاء من كل منطقه وعشيرة وحاكم اداري في الاردن, وا تعذر ذلك فلنقتصرها على كل اقليم للتسهيل على الناس, ولتعم الفائدة ولتكون ملزمة للجميع.

فلقد تخلصنا قبل سنوات ليست بالبعيدة من تبعات الكثير من العادات التي لازمتنا طويلا ولم تعد مناسبة للظروف التي نعيشها, وآن الاوان لكي نعدّل ونطّور من تلك العادات المتبقية لتناسب الاحوال والظروف, وبما يحفظ لنا كرامتنا واصالتنا, فالتجديد مطلوب لانه اولى عتبات التألق.

لذا علينا جميعا اتباع ما جاء في وثيقة اهالي الجويدة , والتي نصت على امور تمس شريحة واسعة من ابناء شعبنا الاردني الطيب, وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بنا حيث بات الفرح والعزاء مرهق لصاحب المناسبة بشكل كبير.

ولانني ارى بأن ما جاء في الوثيقة كافيا فقد اوردته دون زيادة او نقصان احتراما لصانعيها وكاتبيها:

1. الاكتفاء بصناعة الطعام واقتصاره على غدا التربة في اليوم الاول فقط, شريطة عدم اصطحاب اهل المتوفى لاكثر من عشرين رجل على الاكثر للتخفيف على راعي الواجب الذي اخذ غدا التربة .

2. ان يكون العزاء في اليوم الاول مفتوحا وذلك بسبب التحضير للدفن واعداد الصيوان وما شابه, وان يكون العزاء في اليومين الثاني والثالث بعد صلاة العصر.

3. ان تقتصر الضيافة في بيت العزاء على القهوة السادة والماء فقط.

4. الغاء ما يسمى بعشاء الميت في اليوم الثالث"الاسبوعية".

5. إلتزام المعزون بعدم مرافقة اهل المتوفى من المقبره الى بيت العزاء بعد انتهاء الدفن.

6. الغاء جميع مظاهر الاسراف والمبالغة في بيوت العزاء مثل تقديم الزبده والتمر ووضع السجاد وغيره.

7. الغاء ما يسمى باول عيد للمتوفى وان يكون العيد للفرح والبهجه والسرور.

8. ما ينطبق على الرجال ينطبق على النساء.

Quraan1964@yahoo.com
* عضو اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين