العالم إمرأة .. هواجس أنثى


لو تساءلنا كيف تستطيع المرأة الوصول إلى مستوى الرجال العملي مع الحرص على أنوثتها كاملة؟

1
لتكون تلك المرأة التي تتصف بالمهارة والذكاء في إيجاد إبداعية سعيدة في بيتها وفي الخارج.
إن المرأة السليمة نفسيا تستطيع أن تعمل إلى جانب الرجل دون الوقوع في فخ السلطة الذكورية للعمل، وبالطبع هذه ليست دعوة للعمل ضد الرجل، ولكن للتعاون معاً بهدف تجديد العالم الراهن مما يعتريه من قبح وعنف.. واعتقد أن الكثير من الرجال يرغبون في ذلك.

2
من المهم ألا تشعر المرأة بالدونية.. عليها أن تنتبه إلى العوائق التي تحد من أنوثتها، على عكس محاولاتها لأن تكون على شاكلة الرجل.. أن تعلم وتتأكد بأن الرجل كائن معوق دونها.
إذا كان سعي المرأة لأن تكون محبوبة، فليس ذلك مقابل انتحار داخلي، ولا أن تصبح نصف رجل.. عليها هنا ألا تصغي إلا إلى صوتها..
أن تعلم أن التسامح غير المستساغ أسوأ أنواع التمييز العنصري.
أن تعلم أن أقل لحظة عطف أنثوي هي أعظم من كل معارك الرجال.
أن تعلم أن اختفاء المرأة يعني اختفاء العالم.
أن تفعل كل شيء لتبقى هي الشاهد على كل شيء..
أن تسعى ليتحول العالم من القوة إلى العقل ومن الكم إلى الكيف ومن المظهر إلى الجوهر.
أن ترفض ما ينادى به بإلغاء ما تختلف به عن الرجل، فما يميزها عن الرجل هو أنوثتها، وليس نقصا ولا مدعاة للإحساس بالدونية وتتساءل فقط من أنا، وليس من أنا بالقياس إلى الرجل.
فكيف تكون الحرية ممكنة إذا لم تحقق المرأة خصوصيتها؟
إن شأنها ليس أقل ولا أكثر من شأن الرجل.. إنها هي ذاتها..

3
ندّعي أن هذا زمن الحريات لكننا نلاحظ أنه زمن العبودية والاستلاب والفحش والجوع والمرض والتعطش إلى الاستقرار الداخلي فنحن نعيش المظاهر الانتحارية بكل أشكالها حيث تخلت الطبيعة عن كينونتها إلى جميع المظاهر السطحية التي يتم استلاب المرأة من خلالها.

تخدع النساء أنفسهن إذ يحولن طاقة الأنوثة إلى مهارة خالية من الإبداع، وتفقد المرأة روعتها حين تتماهى لتصبح على شاكلة الرجل مع كل المظاهر الأنثوية المزيفة، تفقد المرأة آنذاك شخصيتها وأصالتها الداخلية.. وأنوثة المرأة مصيرها إلى زوال.

4
يتساءل الناس عموما عمّا ينقص المرأة عن الرجل ولكنهم لا يسألون عما ينقص الرجل قياسا إلى المرأة.
إذا كان بإمكان امرأة أن تعتقد في نفسها أنها ليست صاحبة حظوة لأنها لا تتصف ببعض الخصائص التي يتصف بها الرجل، فلماذا لا يشعر الرجل بالدونية مادام لا يتصف ببعض خصائص المرأة؟!
يتملق الرجل امرأة ويقول لها إنك أخت الرجال أي تساوين أكثر من امرأة..
ويقول آخر ما أجمل أن تحبني هذه المرأة القوية لكني أخاف أن أتزوجها..
ورغم ذلك يزعم الرجل أنه يتحلى بصفة الشجاعة وكأن الشجاعة هي صفة الذكورة..

5
أليس العالم يسير على رأسه.. ويحتاج اليوم لمن يقوّمه ويجعله يسير على قدميه حقاً؟!!
أليست الحياة والطبيعة تحب أن ترى الأشياء متوازنة ومتنوعة في آن؟!!
رجل وامرأة.. يسيران معاً بوصفهما كائنين إنسانيين يبنيان في الحياة والطبيعة معاً.



تعليقات القراء

ماجدة/التطوير الحضري
رائعة في طرحك عزيزتي، ونتفق ان ثنائية الكون بدأت
برجل وإمرأة
14-12-2009 11:26 AM
البقعاوي
نعم العالم امرأة فالتي تهز السرير بيسراها تهز العالم بيمناها
14-12-2009 11:29 AM
امرأة
العالم الذكوري يستند في قوامه الى جذع امرأة هذه الحقيقة التي يحاربها بعض المتبجحين والداعين الى تحجيم الانثى
سلم قلمك
14-12-2009 11:34 AM
حسام البطيخي
كلام جميل جدآ
14-12-2009 12:06 PM
هديل الزبن
نعم للمرأة ونحلمان نراها رئيسة وزراء لدينا كما في دول الغرب
14-12-2009 03:51 PM
عبدالله الرفاعي-USA
لسانك فصيح وعباراتك انيقة !! اما افكار مقالك ففيها تناقضات جمة لا يمكن ان تجتمع!! والرجال الذين يغيرون الحفاظة هم القادرون على تغيير العالم!!! وتاكدي ان الشمس ما بتتغطى بغربال!! باختصار يجب اولا اعتراف المراة برجولة الرجل حتى يشعر بانها امراة انثى.. حتى يستطيع ان يغير العالم!! يجب ان يكون هم المراة الاول ان تكون زوجة ناجحة وام ومربية فاظلة قبل ان تسعى لان تكون وزيرة!! هكذا تستطيع ان تصل للوزارة وهكذا يكون بمقدور الرجل ان يكون سندا حقيقيا لها.. مع الاحترام
14-12-2009 04:54 PM
الحاج متولي
باختصار ،لن تستطع الحرمة (المراة) ان تصل الى مستوى الرجل العملي او غير العملي لانها ناقصة عقل ودين،والغاية من وجودها هو فقط لخدمة وامتاع الرجل.
14-12-2009 06:48 PM
إيمان شلباية
حقا كاتبة مبدعة...
أسلوب جميل...
ورأي سديد...
وأفكار رائعة...
14-12-2009 08:51 PM
ال تعليق 7 / منى
جعلتني اشعر اننا في عصر التخلف الذكوري بامتياز
لا يعقل انه لا زال هناك اناس يفكرون مثلك
الرأة بعدة تماما عن طرحك الغبي
واعتذر لجراسا
15-12-2009 02:28 PM
أهــــــــبـــــــــل
اممممممممممممممم مع احترامي الشديد لا اجد في النص اي نوع من الابداع الادبي انما هو على طريقة النصائح البلدي ولكن باطار عصري انا اتفق مع الحج متولي في نقصان المرأة عن الرجل فليس الذكر كالأنثى حسب النص القراني الكريم وقد نجد ردا من من لا يؤمنون بحكمة الخالق في خلقه فنقول لهم ان المرأه نفسيا و جسديا و فكريا تتأخر عن الرجل وهو ما اثبته العلم والقياس في ذلك على نظرية النشوء والتتطور فلو كانت المرأه احق من الرجل طبيعيا في السياده لتغلبت هي على الرجل كما في العديد من (المجتمعات) لدى الحيوانات والحشرات وحتى بعض النباتات ولكني اختلف مع (الحج) في ان المرأه انما وجدت لمتعة الرجل فالنساء شقائق الرجال كما في حديث الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام ولكن كل بما فضل الله بعضهم وشكرا
16-12-2009 09:31 AM
أهــــــــبـــــــــل
الى صاحبة التعليق 9 : اذا كان قصدك بعصر التخلف الذكوري ذلك المجتمع الذي كان قائما قبل 60-70 سنه وما قبله فاعلمي ان ذلك العصر هو من انجب رجالات هذا البلد كوصفي التل وهزاع المجالي وعزمي المفتي والنابلسي و غيرهم كثير اما اليوم فدعينا نرى ماذا انجب عصر التطور النسوي الخصر الساحل و الابناء الجهله وفساد الاخلاق وانحلال المجتمع ( وجرائم الشرف ) كلها دخيله علينا نتيجه لتهرب المرأه من مسؤليتها الرئيسيه وهي بيتها وزوجها واولادها وارجو من الجميع النظر في المستفيد الحقيقي من حرية المرأه صدقوني هو الرجل وليس الرجل ذو الاخلاق اكيد بل الرجل الساعي الى اشباع رغباته بدايه من وجود سكرتيره (بتسطح) في مكتبو نهايه بالزوجه (الجمل) في بيته والجميع يعلم ما بين المكتب والبيت من رغبات وحاجات اترفع عن ذكرها
16-12-2009 09:41 AM
محمد نوايسه
نعم سيدتي وراء كل عظيم امراه فالي الامام والموضوع مهم
16-12-2009 09:25 PM
عبدالكريم النادي
خلق الله الكون وجعله متكاملا , واكسبه الهيبة والجمال والكفاية , ووجد الانسان باحسن صورة ومقومات - سواءا رجلا او انثى - وجعلهما متكاملين وليس متنافسين متعاونين وليس متنافرين فجمالهما بتكاملهما . فما نقص في هذا وجد بلاخر . وهكذا المننظومة الربانية العجيبة الرائعة سبحانك اللهم احسن الخالقين . تتكالب بعض الاناث لينافسن الرجل ويتكالب بعض الرجال على تثبيط همم الاناث وهذا جميعه ضرب من ضروب الجدل اللامنتهي فالانثى جميلة وقادرة والرجل جميل وقادر وفي تلاقي المتكاملين ينتج الكمال .سبحان الله احسن الخالقين ولا تدرك الاشياء الا باضدادها ونحن لسنا ضد ولكن وحدة متكاملة . احسنتي ايها الكاتبة .
عبدالكريم النادي

akalnadi@yahoo.com







05-01-2010 08:58 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات