صندوق النقد الدولي أرحم بالأردنيين من حكومتهم


خاص - كتب النائب علي السنيد - درجت العادة لدى الشعب الأردني على إعتبار صندوق النقد الدولي بمثابة العدو اللدود لمعيشة الأردنيين، وهو الذي كان يؤشر في وصفاته للحكومات الأردنية المتعاقبة الى ضرورة إزالة الدعم عن المواد الأساسية، والتوصية بالعديد من الإجراءات التي كانت توضع في خانة التضييق على الشعب الأردني.

ومن كان يظن أن هذا الصندوق يصل به الحال يوماً وأمام إجراءات حكومة النسور الجبائية غير المسبوقة الى التوصية في تقاريره بضرورة مراعاة الألوية التنموية في مناطق الأردن، وتوليد فرص العمل للأردنيين، وكأن الصندوق بات أرحم بالأردنيين من حكومتهم.

وهذا يؤكد أن هذه الحكومة حولت الدولة الأردنية الى جهاز كبير للجباية، والشعب الأردني الى جهة يتم إستغلالها في جباية المال، ونفت البعد التنموي عن عملية الحكم، ولم تعن بمتطلب العيش الكريم للأردنيين، واعتمدت لتوفير الأموال على فرض الضرائب والرسوم، فعطلت قدرة القطاعات المنتجة على التنافس، وطال رفع الأسعار الغذاء ، والدواء، والماء، والكهرباء.

وحركت الحكومة القضايا على الناس، وحجزت على أملاك الأردنيين البسيطة حتى على قرض طالب جامعي.

وهي حكومة إستبعدت التنمية على المستوى العام، وكانت خالية الوفاض من أية خطط تنموية، ولم تهتم بإكتشاف الهوية الإقتصادية في المحافظات، أو أن تسخِّر الإمكانيات الحكومية لرفع سوية المناطق المهمشة، أو تسهيل الإجراءات في وجه القطاعات المنتجة كي تولد من خلال تطورها فرص العمل للشباب، وحتى الأعمال العشوائية البسيطة التي إهتدى لها الأردنيون منذ سنوات طويلة في سعيهم للعيش الكريم كالأكشاك، وعرائش الخضرورات، فقد قامت الحكومة متسلحة بالجرافات وتحت شعار فرض هيبة الدولة بإزالتها في كافة مناطق الأردن، وحولت آلاف الأسر الأردنية الى خانة البطالة، والتسول.

تباطؤ غير مسبوق في تجهيز البنية التحتية اللازمة لإحداث التنمية المناطقية، وقصور واضح في الإجراءات لمتابعة المشاريع التنموية الملحة في المحافظات، وكثير من مطالب الناس تطويها أذيال النسيان، ولا تتذكر الحكومة إلا مهمتها الرئيسية المتمثلة في الجباية، وهي تتوسع في الوعاء الضريبي، وكانت جادة في فرض الضرائب على المزارعين لولا ممانعة مجلس النواب في هذه الجزئية.

وعندما لم يعد لدى الأردنيين القدرة على التحمل أكثر، ولم يبق لديهم ما تبتزهم هذه الحكومة به، والتي مست بحق العيش الكريم للأردني فوق وطنه، والى الدرجة التي يؤشر فيها صندوق النقد الدولي الى ضرورة إيلاء التنمية، وتوليد فرص العمل الإهتمام الكافي في نهج الحكومة فلا أعتقد أن مواصلة العمل الحكومي بهذه الطريقة الفاجعة يخدم الأردن واستقراره على المدى البعيد. إن لم يكن يؤسس للإفقارالجماعي، وإدراج الأردنيين في خانة الفقر المدقع، وخسران الشعب الأردني لامله في المستقبل. وأن هذا لمؤذن بالخراب لا محاله.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات