هكذا كنا .. ؟!


لا أريد من القارئ الكريم سوى التدبر والتأمل مرارا وتكرارا بهذه الوثيقة التاريخية المهمة, ..يوم كنا صنّاع أمجاد وحضارات...وكانت لنا صولات وجولات ..فامتلكنا ناصية العلم ومفاتيح المعرفة...نعم هو الماضي المشرق, ولابدّ أن يعود ثانية ليشرق من جديد مادام فينا عرق ينبض... وإلى الذين انقطعوا عن الماضي وتعرّوا منه, ونسوه واستبدلوه ببضاعة فاسدة...جعلتنا في ذيل الأمم نقول لهم : هذا هو الماضي العريق, هذه هي المكانة الطبيعية للأمة, ومن خلال هذا الماضي ستستمد الأجيال العزم والهمة والثقة لتقود العالم من جديد...
أيها القارئ الكريم: اعلم بأن هذه الوثيقة مأخوذة من كتاب «العرب عنصر السيادة في القرون الوسطى» لمؤلفه المؤرخ الإنجليزي جون دوانبورت
وهذا يعطي النص نكهة جميلة وممتعة, فتأملوا جيدا  لغة الخطاب ومضمونه... تاركا لكم الحكم والتعليق.
 
))رسالة من ملك إنكلترا والسويد والنرويج إلى خليفة المسلمين هشام الثالث
إلى صاحب العظمة/ خليفة المسلمين/ هشام الثالث الجليل المقام...
من جورج الثاني ملك إنجلترا والسويد والنرويج إلى الخليفة ملك المسلمين في مملكة الأندلس صاحب العظمة هشام الثالث الجليل المقام...
بعد التعظيم والتوقير، فقد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الضافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة... فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل...
لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم؛
لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يحيط بها الجهل من أركانها الأربعة.
وقد وضعنا ابنة شقيقنا الأميرة «دُوبَانت» على رأس بعثة من بنات الأشراف الإنجليز، لتتشرف بلثم أهداب العرش والتماس العطف؛ وتكون مع زميلاتها موضع عناية عظمتكم، وفي حماية الحاشية الكريمة، والحدب من قبل اللواتي سوف يقمن على تعليمهن.
وقد أرفقت الأميرة الصغيرة بهدية متواضعة لمقامكم الجليل، أرجو التكرم بقبولها مع التعظيم والحب الخالص
من خادمكم المطيع
جورج الثاني .((
جواب الخليفة الأندلسي هشام الثالث :
))بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه سيد المرسلين وبعد:
إلى ملك إنكلترا وايكوسيا واسكندنافيا الأجلّ
اطلعت على التماسكم، فوافقت على طلبكم بعد استشارة من يعنيهم الأمر من أرباب الشأن، وعليه نعلمكم أنه سوف ينفق على هذه البعثة من بيت مال المسلمين، دلالة على مودتنا لشخصكم الملكي، أما هديتكم فقد تلقيتها بسرور زائد، وبالمقابل أبعث إليكم بغالي الطنافس الأندلسية، وهي من صنع أبنائنا، هدية لحضرتكم، وفيها المغزى الكافي للتدليل على التفاتتنا ومحبتنا، والسلام.
خليفة رسول الله في ديار الأندلس
هشام الثالث.((


 
rawwad2010@yahoo.com




تعليقات القراء

الحارث
سنعود....سنعود....سنعود....نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم
وأحفاد...عمر...وخالد...والقعقاع...وأبو دجانة...وصلاح الدين...وقائمة العظماء الطويلة
شكرا أخي الكاتب على هذه الوثيقة التاريخية الرائعة
05-12-2009 01:31 PM
R ابو جاموس
انه لموقف من شخص قد مثل امة عظيمة بحسن فعله وادارته والسؤال الذي اطرحه كيف يكون الوضع لو مثل الأمة شخص لا يستحق المنصب كيف سيكون رده وكيف ستكون صورتها وصورة من بها من افراد وهنا نركز على مصطلح الشخص المناسب للمكان المناسب الامر الذي يجب ان نركز عليه في الوقت الحاضر وارجوا ان تركز عليه بكتابتك يا دكتور حسان

مقالة رائعة دكتور حسان بالتوفيق
05-12-2009 05:46 PM
ايناس
أخي ذكرتني بمقولة الخليفة العادل عمر رضي الله عنه:نحن قوم أعزنا الله با لإسلام فإن ابتغينا العزة من غيره أذلنا الله..اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأعد للأمة مجدها وكرامتها واشف صدور قوم مؤمنين..بقدر جمال ما كتبت .. أوجعت بوضع يدك على الألم والأمل لا ينقطع بأن يبرأ
05-12-2009 06:25 PM
سلام
أستاذي الكريم :
لا بد أن يأتي ذلك اليوم الذي ستستعيد الأمة عظمتها و هيبتها التي تكاد تختفي الآن . فعلا أنها وثيقة رائعة و محفزة جدا لأبناء الأمة الإسلامية .
تحياتي
05-12-2009 07:41 PM
وفاء
الكاتب الكريم ، صدقني لو امتلأت الدنيا بأمثالك ستستعيد الأمة عظمتها من جديد و سيحل السلام في كل مكان تحت راية الإسلام ...
لك أطيب التحيات
05-12-2009 07:44 PM
اردني حر
نشكر الكاتب المحترم على هذه اللفته العظيمه بتذكيرنا بماضينا المجيد الذي نعتز به في كل مكان وزمان وبعتزازنا بديننا وبتمسكنا بعقيدتنا وبارادة قويه وثقة كبيره بانفسنا نسترجع ماضينا الذي به نفتخر
05-12-2009 09:14 PM
mohd hasan mohd
أخي حسان الرواد ، تحيه خالصه وبعد ، والله يا أخي وكأننا لم نكن نعلم بتلك الروايه حتى سمعناها منك ، ومع قلة عدد أسطرها أعادت لمشاعرنا أمجادنا الغابره ولو في برهه من الزمن فلقد كنا أمة وما زلنا أكرمنا الله سبحانه وتعالى بالاسلام دينا وحين تمسكنا به رفع من شأننا وأكرمنا وحين انحرفنا عن النهج ابتلانا الله بأعمالنا وأدنى من قيمتنا لنعتبر ونعود عن غينا وتيهنا في متع الحياه وفتنتها ولكن من تراه يسمع ويتعظ ويصدق أن لنا أمجاد غابره تسيدنا فيها العالم لفتره ليست بالقصيره ففي تلك العصور التي تذكر منها الروايه كانت شوارع وأزقة الاندلس تضاء ليلا بقناديل الزيت لتجعل ليلها نهارا في حين كانت شوارع اوروبا تغرق في ظلام دامس وقبلها علمناهم ما هي الساعه يوم أهدى هارون الرشيد شارلمان تلك الهديه ولن ننسى طب ابن سينا وفن الفارابي وعلم ابن الهيثم وغيرهم من عمالقة المسلمين والعرب ولكنهم تعلموا منا وأبدعوا وتطوروا وطوروا وبقينا نحن نتراجع فسبقونا بالحداثه وسبقناهم بالجهل الى ان صارت الامور على ما هي الان فكل صفات البؤس نحن اسيادها وكل صفات الجهل نحن روادها انني اقدم اليك شكري الجزيل كاتبا صادقا أحييت فينا ثقة كدنا نفتقدها والى الامام ايها المحترم فمثلك نريد كتابنا يذكرونا بقوتنا وعظمتنا وعزتنا لا ان يذكرونا بفرقتنا وعنصريتنا وجهلنا فلقد كنا عظاما لاننا آمنا ان الاسلام يوحدنا ولا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى لا أن نتمترس خلف اقليميتنا الضيقه ونحارب بعضنا بالوهم المصطنع لنرضي عدونا ونحن أضعف ما نكون بهذه الفرقه وتحيه خالصه لجراسا العزيزه والى الامام انشاء الله
05-12-2009 09:41 PM
صالح ابو طويلة
شكرا اخي الاستاذ حسان على هذه المعلومات النادرة التي تقف على مرحلة تاريخية ناصعة من تاريخنا نحن كعرب ومسلمين... ولكن الحال بالطبع تغيرت الى العكس وينبغي لنا ان نبحث عن الاسباب والجذور التي اوصلتنا الى هذه الحال

شكرا استاذي حسان مرة اخرى وتقبل مروري
06-12-2009 02:24 PM
زياد الشرمان
مقالة رائعة والواجب أن نأخذ منها العبرة لشحذ الهمم والعمل الجاد وعدم التخاذل والتواني في تطبيق أعمالنا وأن لا نبقى نتغنى بأمجاد الماضي حتى تقعدنا عن الحراك فالتباكي أحيانا هروب من الواقع وإستسلام للماضي وإني لأرجو الله أن تكون هذه المقالة دعوة لكل المخلصين لمسح غبار التخلف عن أمتنا ولرفع راية العلم لنرتقي الى مستوى الأمم الأخرى في كل الميادين . وجزاكم الله خيرا
07-12-2009 08:57 AM
الحبيب
مقال جميل ويستحق القراءة ونحن بأمل من الله ان يعود مجدنا وتاريخنا قد ضيعناه

أوَ لم تـقل للـصِّين خـيـل قتيبة ٍجئنا يزفُّ صهيلَنا الإقـــــــدامُ؟!
أوَ مَا لنا في المجُدِ ألفُ حكايةٍ تَعبت على تــدوينها الأقلامُ؟!
أوَ مَا جرت أنهارُنا رَقــرَاقــة ًبالخيرتُرفَعُ فوقها الأعــلامُ ؟!
أوَ مَا لدينا النَّبعُ يصفو مـــاؤه وعليه من شغفِ القلوب زحامُ؟!
أوَ لم نكُن جسرَ النجاة لعـــالم ٍيشقى به الضعفاءُ والأيــــتامُ؟!
أوَ لم تَصُغ بـَدرٌ بداية مــجدنا لَّما تهاوت عندها الأرقــــــــامُ؟!
ألفٌ تقابلُ ثـُـلثَ ألف ٍإنَّــها لأدلِّة ٌلــلــواهـمـيــن تُـــقـَــــــــامُ!
أوَ لم يقم بالفتح صرحُ عقيدة ٍ في صدرها للمكرماتِ وســامُ؟!
أوَ ما سرى في الكون صوتُ بلالنا وعلى صداه تهاوت الأصنامُ ؟!
أوَ ليس منهجَ أمتي قرآنها فبه لها في العالمين مقامُ؟!
أوَ ليس قدوتَنا الرسولُ محمَّدٌ تُهدى إليه صلاتُنا وسلامُ؟!
أبُنيَّ لا تكمل فقد الجمتَني أوَّاه كم يؤذي الكــــريمَ لـــجــــامُ
هذي هي الأمراض قد فتكت بنا في عصرنا ودواؤُها الإسلام

07-12-2009 02:26 PM
رانيا علوش
متى سوف تأتي هذه الايام؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مع احترامي لن تأتي بسهوله وهذا ان اتت
07-12-2009 02:34 PM
إيمان شلباية
كنا... ومازلنا ... وسنبقى كذلك ...
ولابد أن تعود لنا هيبتنا وأمجادنا الغابرة ... لابد ...
10-12-2009 07:14 PM
dema masarwa
الى الاستاذ حسان الرواد الفاضل
انشاالله نرجع متل ما كنا
و يرجع الناس يفهموا الدين صح
و يفهموا انه الاسلام اخلاق و معاملة و هو هاد جوهر الاسلام
لانه للاسف كتير ناس اعطو صورة عاطلة عن الاسلام باسم الاسلام
و هم بعدين كل البعد عنه ومثال ذللك
تجار اندونسيا و بنغلادش اسلموا بسبب تعامل المسلمين ( الذين يمثلون الاسلام ) قديما
تعامل و اخلاق و العمل بهم
و المقال كتير حلو

و شكرا
11-12-2009 01:57 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات