إسرائيل في ورطة


بعد أن هلك جيش بشار بفعل الانشقاقات المتتالية و ضربات المقاومة الشعبية استنجد بشار بحزب الله اللبناني و الحرس الثوري الإيراني .

وفي نهاية آب أغسطس الماضي رفع حزب الله و قاسم سليماني الراية البيضاء بعد اكتساح مقاتلي الثورة الاسلامية السوريه لإدلب و جسر الشغور حتى وصلوا إلى ريف اللاذقية .

شعر بشار بالخطر الحقيقي على كرسيه و شعرت معه روسيا بالخطر على مصالحها لكن التي شعرت بالخطر الأكبر على وجودها هي إسرائيل لان تحرير اللاذقية يعني تحرير دمشق و سوريا بأكملها على يد المقاومة الشعبية السوريه الاسلامية ، الأمر الذي سينتج عنه قيام دولة اسلامية في سوريا على حدود فلسطين المحتلة .

لذلك سارعت أمريكا و إسرائيل بالطلب من روسيا بالتدخل لإنقاذ بشار وهكذا كان و بالتنسيق الميداني بين روسيا و إسرائيل وعلى الخط الساخن .

مضى أكثر من 4 أسابيع على العدوان الروسي الشامل برا و بحرا و جوا وحتى من بحر قزوين على الشعب السوري يخبط خبط عشواء و على عادة الدب الروسي الغبي الأحمق الذي وقع في الفخ الإسرائيلي الأمريكي .

كان البعض يتوقع أنه خلال أسبوع واحد فقط تكون قد ظهرت نتائج ملموسة على الأرض لصالح القوات البرية الروسية و الإيرانية التي جاءت مؤخرا و هذه المرة بقيادة قاسم سليماني الذي يقود المعركة بنفسه في جبال اللاذقية .

لكن و بعد مرور شهر تقريبا على بدء العدوان الروسي على الشعب السوري و ثورته شعر الروس و الايرانيون و الامريكان و الاسرائيليون بخيبة أمل شديدة ، ذلك لأن اغلب الضحايا في القصف الروسي كانت من المدنيين و بعيدة جدا عن مواقع الثوار الذين غيروا مواقعهم قبل و بعد العدوان و بشكل مستمر و بخبرة كانوا قد اكتسبوها كما فعلوا عند بداية هجوم التحالف الصليبي بقيادة أمريكا .

كما أن رجال المقاومة السوريه يتقدمون الآن في ريف اللاذقية و استطاعوا اهلاك عدد كبير من القوات الروسية و التي بدات بقتل 4 جنود روس و أسر ثمانية ، أما القوه الإيرانية الجديدة فقد خسرت عددا كبيرا من جنودها و على رأسهم 3 جنرالات مشهورين و إن شاء الله قريبا يلحق بهم قاسم سليماني نفسه .

خيبة الأمل هذه دفعت أمريكا و إعلامها إلى إظهار عدم رضاها عن نتائج الحملة الروسية وانها حتى الآن غير فعالة و غير مجدية .

لقد تبين للامريكان أن الذي يحدث الآن على الاراضي السوريه للقوات الروسية و الإيرانية يشبه إلى حد كبير بدايات عام 2011 التي كانت للجيش السوري و طيرانه عندما ظن أن السيطرة ستكون له على ثورة الشعب السوري سريعة و خلال أيام معدودة ، لكنه مع الأيام ذاب و اضمحل مما اضطر بشار للاستنجاد بجنود حزب الله اللبناني و رجال الحرس الثوري الإيراني الذين ما لبثوا أن لحقوا بجيشه خسرانا و هزيمة مما اضطره هو و إسرائيل اليوم للاستنجاد بالروس .

إن التشابه الكبير بين بداية هجوم الجيش الروسي و بداية هجوم الجيش السوري هو الذي اعطى الثقة اليوم للشعب السوري و ثورته بالصمود البطولي في وجه هذا العدوان الروسي الإيراني الجديد و سيكون مصيره إن شاء الله تعالى نفس مصير جيش بشار و طيرانه الذي صار أثرا بعد عين ، و عندها ستعود إيران كعادتها لإنكار دعمها لبشار مثلما تفعل اليوم بانكار دعمها للحوثي بعد هزيمته و اندحاره .

خيبة الأمل الكبرى هذه أصابت الإسرائيليين و الأمريكيين بسبب تخبط الدب الروسي و عجزه وهم الآن بصدد التفكير مجددا بحلول جديدة لوقف تقدم الثورة السوريه لمنعها من إقامة دولة إسلامية في سوريا التي تعتبرها إسرائيل تهديدا حقيقيا لوجودها، أضف إلى ذلك انتفاضة الشعب الفلسطيني في وجه عدوانها على المسجد الاقصى و تحفز جيش غزة . إن هذا يعني أن إسرائيل الآن في ورطة داخلية و خارجية ، فهل يتحرك بعض الزعماء العرب مع سيدتهم أمريكا لانقاذ محبوبتهم إسرائيل من ورطتها كالعادة ؟ مع ان هذه الايام تتميز بالمفاجأت و التحولات السريعة ... الله تعالى أعلم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات