المقدسيات .. حين تنوب نساء الامة عن رجالها
كتب ايهاب سلامة - عندما ترابط النساء على بوابات المسجد الاقصى لحماية مقدسات أمة تعدادها ربع سكان الكرة الارضية، ويذدن بارواحهن واظافرهن دون أن تطأ بساطير حثالات العدو الصهيوني وقطعان كلابه، باحاته وساحاته المقدسة، فيما ذكور الامة يتناحرون على الكراسي والسلطة، ويذبّحون وَيَقتلون ويُهَجّرون نساء واطفال بلادنا، أولى بالرجولة ان تخصي ذاتها، وتنتحر تحت اقدام المقدسيات اللواتي ينُبن عنا في مهمة لا اقدس ولا أسمى.
حين تتصدى فتاة فلسطينية بعمر برعم الدحنون، بيديها واسنانها، لقطيع من ذئاب العدو الصهيوني، وحدها .. دون أن يجفل لها طرف، أو تغمض لها عين، أو يخفق قلبها نبضة واجلة .. أولى بنا أن نطأطىء رؤوسنا عاراً وخجلاً، وأجدى بنا أن نرتدي ثياب الحريم، ونمارس فحولتنا داخل مطابخ زوجاتنا، على الصحون والاواني والطناجر ..
تخجل الحروف بين اصابعي، وهي تخط نفسها وتذوب ..حين يستدعي القلم ذكر أمجادهن، وعظمتهن، وبطولاتهن، ومهمتهن المقدسة، وتغدو الكتابة ترفاً، ومداراة لعجزنا وخيبتنا، ولا تزيد بوصفهن حرفاً أقل أو أكثر ..
حينما يتناحر الاعراب فيما بينهم، على حكم القبيلة.. ويتساقطون كالذباب ببنادقهم، وتغدو مضاربها، بحراً من الدماء والشظايا والاشلاء، وتهدم خيامها، فوق رؤوس اهليها، على ماذا ومن ستحكمون بعدها يا ابناء من لا وصف لعاهاتكم ؟ ..
حينما يستفرد العدو في نسائنا، واطفالنا، ويوغلون في ذبحهم وهتك اعراضهم، ورجالات القبيلة يستلون سيوفهم في وجوه بعضهم القبيحة ذاتها، ويتناحرون على بلاد لم يعد يوجد فيها ما يستحق الحكم والحياة والعيش والكرامة، فأي قبح وعهر ووضاعة سجلت اجيالنا القميئة في دفاتر التاريخ، عليهم ما عليهم من شتائم ..
أي وضاعة بشرية في أمة يزعم ذكورها انهم رجال ويبرمون شواربهم تيها وما زالوا يرددون على مسامعنا كذبا : ونحن أنـاس لا توسـط عندنـا .. لنا الصدر دون العالـمين أو القبر !
أي دنو أنساني وصلت اليه مكانتنا التي ارتضت الخنوع لمحتل غاصب وجد نواطير الارض نائمين في غفلة فاستباح ما استباح من ارضنا وعرضنا، وامتطى ظهورنا بمهانتة لم تسجل في تاريخ الرجولة كما سجلت على قفانا ..
للمقدسيات فقط، تنحنى الهامات والحروف والكتابة، ولهن فقط، شرف الفداء والدفاع عن ملايين الشعوب التي تعيش كما البهائم، ولم يعد أصغر منهم شأنا ووضاعة.
لذلك الطفل الفلسطيني الذي يواجه البندقية بحقده، وغله على من اغتصب ذات يوم كرم ابيه، وحاكورة جده .. تقف الرجولة حد ظله، وتنحني ..
لذلك الشيخ الذي استقبل جثمان ابنه الشهيد، بابتسامة وتهليلة وسرور غامر.. ولام الشهيد التي استقبلت بقايا ابنها، بزعرودة .. تقف الرجولة خلفهم، وتنتحب ..
لذلك الفتى الوسيم الذي استبدل الارض وما عليها، برضى الله، واستل ذات السكين التي تطهو بها امه وجبات طعامه الصباحية، ومضى ذات فجر، طالبا الثأر ممن احتلوا امانيه واحلامه، وغرزها في صدر ذئب دنس قبلته التي يسجد على وطاها بين يدي الله في كل صلاة .. تنحنى كل الرجولة صاغرة عاجزة ..
القدس بوصلة الرجولة ما بقي فينا رجولة .. وقِبلة الفداء والشهادة، ما ظل فينا طالبين للفداء والشهادة، ومن القدس بدأت حكاية البطولة والتضحية ذات يوم، وفيها تنتهي، بالنصر لا محالة.
كتب ايهاب سلامة - عندما ترابط النساء على بوابات المسجد الاقصى لحماية مقدسات أمة تعدادها ربع سكان الكرة الارضية، ويذدن بارواحهن واظافرهن دون أن تطأ بساطير حثالات العدو الصهيوني وقطعان كلابه، باحاته وساحاته المقدسة، فيما ذكور الامة يتناحرون على الكراسي والسلطة، ويذبّحون وَيَقتلون ويُهَجّرون نساء واطفال بلادنا، أولى بالرجولة ان تخصي ذاتها، وتنتحر تحت اقدام المقدسيات اللواتي ينُبن عنا في مهمة لا اقدس ولا أسمى.
حين تتصدى فتاة فلسطينية بعمر برعم الدحنون، بيديها واسنانها، لقطيع من ذئاب العدو الصهيوني، وحدها .. دون أن يجفل لها طرف، أو تغمض لها عين، أو يخفق قلبها نبضة واجلة .. أولى بنا أن نطأطىء رؤوسنا عاراً وخجلاً، وأجدى بنا أن نرتدي ثياب الحريم، ونمارس فحولتنا داخل مطابخ زوجاتنا، على الصحون والاواني والطناجر ..
تخجل الحروف بين اصابعي، وهي تخط نفسها وتذوب ..حين يستدعي القلم ذكر أمجادهن، وعظمتهن، وبطولاتهن، ومهمتهن المقدسة، وتغدو الكتابة ترفاً، ومداراة لعجزنا وخيبتنا، ولا تزيد بوصفهن حرفاً أقل أو أكثر ..
حينما يتناحر الاعراب فيما بينهم، على حكم القبيلة.. ويتساقطون كالذباب ببنادقهم، وتغدو مضاربها، بحراً من الدماء والشظايا والاشلاء، وتهدم خيامها، فوق رؤوس اهليها، على ماذا ومن ستحكمون بعدها يا ابناء من لا وصف لعاهاتكم ؟ ..
حينما يستفرد العدو في نسائنا، واطفالنا، ويوغلون في ذبحهم وهتك اعراضهم، ورجالات القبيلة يستلون سيوفهم في وجوه بعضهم القبيحة ذاتها، ويتناحرون على بلاد لم يعد يوجد فيها ما يستحق الحكم والحياة والعيش والكرامة، فأي قبح وعهر ووضاعة سجلت اجيالنا القميئة في دفاتر التاريخ، عليهم ما عليهم من شتائم ..
أي وضاعة بشرية في أمة يزعم ذكورها انهم رجال ويبرمون شواربهم تيها وما زالوا يرددون على مسامعنا كذبا : ونحن أنـاس لا توسـط عندنـا .. لنا الصدر دون العالـمين أو القبر !
أي دنو أنساني وصلت اليه مكانتنا التي ارتضت الخنوع لمحتل غاصب وجد نواطير الارض نائمين في غفلة فاستباح ما استباح من ارضنا وعرضنا، وامتطى ظهورنا بمهانتة لم تسجل في تاريخ الرجولة كما سجلت على قفانا ..
للمقدسيات فقط، تنحنى الهامات والحروف والكتابة، ولهن فقط، شرف الفداء والدفاع عن ملايين الشعوب التي تعيش كما البهائم، ولم يعد أصغر منهم شأنا ووضاعة.
لذلك الطفل الفلسطيني الذي يواجه البندقية بحقده، وغله على من اغتصب ذات يوم كرم ابيه، وحاكورة جده .. تقف الرجولة حد ظله، وتنحني ..
لذلك الشيخ الذي استقبل جثمان ابنه الشهيد، بابتسامة وتهليلة وسرور غامر.. ولام الشهيد التي استقبلت بقايا ابنها، بزعرودة .. تقف الرجولة خلفهم، وتنتحب ..
لذلك الفتى الوسيم الذي استبدل الارض وما عليها، برضى الله، واستل ذات السكين التي تطهو بها امه وجبات طعامه الصباحية، ومضى ذات فجر، طالبا الثأر ممن احتلوا امانيه واحلامه، وغرزها في صدر ذئب دنس قبلته التي يسجد على وطاها بين يدي الله في كل صلاة .. تنحنى كل الرجولة صاغرة عاجزة ..
القدس بوصلة الرجولة ما بقي فينا رجولة .. وقِبلة الفداء والشهادة، ما ظل فينا طالبين للفداء والشهادة، ومن القدس بدأت حكاية البطولة والتضحية ذات يوم، وفيها تنتهي، بالنصر لا محالة.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |