العنف الإجتماعي


ظاهرة جديدة غزت مجتمعنا الأردني الوادع دوما المنضبط أبدا ألا وهي ظاهرة العنف الإجتماعي ألتي أصبحت تؤرق مضاجعنا وتجعلنا نتسائل عن ألأسباب والمسببات ونقترح الحلول كي لا تتجذر هذه الظاهرة وتصبح من المسلّمات , ولقد كتب كثير غيري في هذا الموضوع وأردت أن أدلي بدلوي في تشخيص العنف الغريب عن مجتمعنا وأخلاقياتنا وسلوكياتنا وعقيدتنا محاولا لفت الإنتباه الى ما يمكن أن يكون من اسباب , فقد تحوّل حوار الكلمات لدينا الى تبادل اللكمات وحل حوار المسدسات بدلا من حوار الأخلاقيات فهذا يطلق النار على آخر بسبب تأخره في المسير عند الشارة الضوئيه وذلك يطلق النار على طبيب في مستشفى بسبب اخباره بوفاة والدته وثالث يطعن صديقه بسكين بسبب أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه أتفه من تافه ,لماذا ؟؟؟ برأيي ألشخصي أن أسباب هذه الظاهرة تعود الى بعضا من النقاط التاليه :

ضعف الوازع الديني عند كثير من شبابنا وعدم تفهمهم لنصوص ايات قرانية كثيرة تحض على العفو والإعراض
 
عن الجاهل  ( خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) وكذلك التحلي بالخلق الكريم  ( وإنك لعلى خلق عظيم ) صدق الله العظيم نصوص كثيرة تحض على الخلق الكريم وكذلك أحاديث نبوية متعددة ( ليس الشديد بالصرعه انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )  صدقت يا رسول الله وعليك أفضل الصلاة وأزكى السلام أما سيدنا المسيح عليه السلام  فيقول ايضا ( اذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له الأيسر )هؤلاء الشباب الذين يبالغون بإنفعالاتهم الى درجة القيام  بفعل  قد يدفع حياته ثمنا له ويبقى الندم رفيقا ملازما له حيث لا ينفع ندم , يدّمر اسرته وتتبخر أحلامه وطموحاته والمصيبة الأكبر اذا كان متزوجا وله أسرة فلنتصور وضع ابنائه وبناته ناهيك عن مصير زوجته ومعاناتها بسبب لحظة طيش غاب فيها العقل وحضرها الشيطان كما يقولون .
 
اما العامل الثاني فهو التربية الأسرية وعدم زرع ثقافة المحبة والتسامح بنفوس أطفالنا لا بل زرع ثقافة ( الذي يضربك أضربه ولا تضيع حقوقك ) فينشأ الطفل عدوانيا بطبعه ميالا الى العنف وضرب الآخر وعدم مسامحته وهذا ينمو ليصبح هو من يعتدي اولا لكي لا يكون هو المعتدى عليه .

• دور المؤسسات التربوية بدءا من المدرسه وانتهاء بالجامعه فنحن نعلم ان اسم الوزارة هو التربيه والتعليم فلقد قُدمت التربيه على التعليم فأين دور المعلمين في التربيه وتنشئة الجيل على الأخلاقيات التي نتمنى أن تسود والجميع يعلم أنك اذا زرعت بذرة طيبة فسيكون حصادها طيب والعكس صحيح .

• انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات وشرب المسكرات التي تذهب العقل فيتساوى ألمجرم مع البهائم التي لا عقل لها ويقوم بإعمال لا تضره فقط ولكن تضر المجتمع بشكل او بآخر .

• دور وسائل الإعلام في نشر هذه الظواهر ولنأخذ مثلا على ذلك المسلسلات الكرتونيه للأطفال التي تدعو للعنف والصراخ والركل والضرب ...الخ وكذلك القيام بأعمال خارقة يحاول الأطفال تقليدها وتكون عواقبها كارثيه اما ما يقّدم للكبار فحّدث ولا حرج فمن مغامرات عاطفية الى افلام الحركة والإثارة والتي تعتمد جميعها على قوة البطل العضلية وإنجازه لمهمات  مستحيله بسبب هذه القوة التي يحاول ضعيفي العقول تقليدها .

• غياب الإنضباط الإجتماعي الذي كان يسبب الحياء من الإساءة الى سُمعة الأهل والعشيرة أو سمعة الشخص نفسه لتحل محلها ثقافة  التباهي وحتى امام من ذكرت بالأفعال وخاصة اذا درت دخلا او مالا وفيرا ولو على حساب الأخلاق والمبادىء .

• التفكك الأسري الناتج عن حالات الطلاق ورمي الأبناء في الشوارع بلا معيل او غياب الأزواج الدائم عن المنازل وعدم اهتمامهم بتربية الأبناء أو الإستفسار عن مجريات حياتهم او قيام بعض الأمهات بإخفاء الحقائق عن الآباءوكذلك لا ننسى غياب الامهات انفسهن عن البيت وقيام خادمات المنازل بواجب تربية الأبناء وتصّور المخرجات !!! .

• وأخيرا اود ان اقترح بعض الحلول التي قد يساعدني الأخوة القراء على الإضافة عليها لنتمكن من مساعدة المسؤؤلين بايجاد الحلول فاذا شخصنا المشكلة فقد وصلنا الى نسبة كبيرة من الحل .
 
•  ضرورة اصطحاب ابنائنا منذ نعومة اظفارهم معنا لأداء الشعائر الدينية وخاصة أيام الجمع فقد يسمع احدهم موعظة تكون سببا في تغيير سلوكه وكلنا يعلم ان النصح اذا اتى من غير الوالدين يكون تأثيره اكبر .

• أن نقوم بزرع ثقافة التسامح والمحبه بنفوس ابنائنا بدلا من ثقافة العنف والأخذ بالثأر  بحيث تبدأ هذه الثقافة من الأسرة ثم المدرسة وصولا الى الجامعة وان يكون هناك منهاج لتدريس ثقافة الإنضباط الاجتماعي .

• أن تنتقي وسائل الإعلام ما يناسب مجتمعنا من مسلسلات للصغار والكبار وان تكون لجنة مختصه للموافقة على نشرها وهنا اود ان اشير ايضا الى مراقبة ما ينشر في الوكالات الالكترونية وعدم تمرير ما يدعو الى العنف او التفاخر بالعنصرية البغيظه التي امرنا رسولنا الكريم بتركها لأنها منتنه أي ان رلئحتها كريهة جدا جدا .

• أن يراقب الوالدين تصرفات ابنائهم دوما وان تكون اللغة السائدة بينهم هي لغة المصارحة والحوار والمكاشفة لا لغة الخوف والعقاب  فقط وان تهتم الأم اكثر بتربية ابنائها وتقدمها على اي التزامات اخرى مع التركيز على معرفة اصدقاء الأبناء حق المعرفه لأن ( الصاحب ساحب ) .

• ان يتم الإهتمام بالنظام القضائي لدينا بحيث لا يفلت مجرم من عقوبة تناسب جرمه وأن يكف المتنفذين عن التوسط بمثل هكذا حالات .

• أن تقوم الأجهزه الأمنيه المختصه بحملات تفتيش مستمره لضبط الأسلحه وخاصة التي تطلق منها النيران في المناسبات المختلفة ومصادرتها فورا مع تحويل المسببين الى القضاء .

• واخيرا أود ان اُعلم الجميع وخاصة المطبلين منهم والمزمرين ان نسبة الجريمة في الأردن من ضمن النسب المقبولة عالميا وان القاء السبب على الوضع الاقتصادي هو امر غير مستساغ فالأردن لم يكن ابدا في بحبوحة اقتصادية منذ تأسيسه بسبب قلة الموارد وضعف الإمكانيات ولكن مثل هذه الظواهر لم تكن موجوده ونود ان نشكر مديرية الأمن العام على قيامها بانشاء دائرة للحماية من العنف الإجتماعي لمعالجة المشاكل قبل حدوثها متمنين لبلدنا العزيز كل الأمن والأمان والله يرعى المسيره .



تعليقات القراء

عطالله علي الجعافره
جهد موفق من الكاتب وأحب أن ازيد على النقاط التي تطرق اليها بضرورة اعادة النظر بقانون حيازة الأسلحة النارية وشكرا
02-12-2009 11:28 AM
احمد عسكر العقرباوي / رئيس منتدى سحاب الثقافي
الاخ العزيز حسين محارمه ( ابو محمد ) كل الشكر لشخصك العزيز على طرحك مواضيع هامة كهذا الموضوع لما له من الاهمية بمكان حيث ان العنف الاسري هو اشهر انواع العنف على الاطلاق انتشارا في زمننا هذا ورغم اننا لم نحصل على دراسة دقيقة تبين لنا نسبة هذا العنف الاسري في مجتمعنا الا ان هناك اثارا بدأت تظهر بشكل ملموس على السطح مما بنبأ ان نسبته في ارتفاع ويحتاج من كافة اطراف المجتمع التحرك بصفة سريعة وجدية لوقف هذا النمو الخطير واصلاح ما يمكن اصلاحه.
02-12-2009 03:37 PM
ليسا
نشكر للكاتب على المقالة وأحب ان أضيف ان سيدنا المسيح(من ضربك على خدك فاعرض له الأخر ايضا (لوقا 6)
02-12-2009 03:41 PM
عبدالله المومني ( رئيس منتدى الزرقاء للثقافة والفنون )
لقد الم الكاتب العزيز بهذه الظاهره الدخيلة على مجتمعنا الاردني واريد ان اضيف بأن الفقر ليس سببا بهذه الظاهرة فقد كنا في السابق نعيش على الكفاف ولم تكن هذه الظاهرة موجوده وكنا نتمنى ان نكبر بسرعة لنحمل السلاح دفاعا عن الوطن لاننا كنا وما زلنا نعتز ونفتخر بهذا الوطن اما في هذه الايام فمع توفر كل وسائل التسلية والترفيه والراحة نجد بان هذه الممارسات اخذت تتسلل الى مجتمعنا . فأهيب بكافة فعاليات المجتمع التركيز على هذه الظاهرة وتحليلها وتقييمها ومحاربتها لكي تصبح مستفحلة .
02-12-2009 10:05 PM
عبدالكريم النادي

العنف الاجتماعي موضوع يجب ان يأخذ على محمل الجد , والمرض يجب ان يجتث قبل ان يستفحل ويغدو وباء , وان النار العظيمة هي بداية من مستصغر الشرر , .فالعنف الذي نسمع به حاليا له اسبابه التي احسن في طرحها الكاتب واجاد بالتنبيه الى محاذيرها , كما وضع اصابعه الساحرة على اسبابها ووصف الدواء الذي اتفق معه , في وقف وتحجيم هذه الظاهرة . لابل تحدث عن دور مؤسسات التربية , /* والاعلام والاسرة هكذا تكون الكتابة مشكلة واثارها اسبابها وكيفية علاجها اثني على هذا الموضوع جملة وتفصيلا ...............عافاك .............
akalnadi@yahoo.com
02-12-2009 10:12 PM
محمد عبدالله النوايسه
اولا الشكر الجزيل للسيد حسين المحارمه لطرحه هذا الموضوع والذي يدل على انتمائه لهذا البلد الطيب وبنفس الوقت المراره التي تؤلمه لسماع الاخبار المتتاليه عن الجرائم وعن المشاكل التي تحدث يوميا في مجتمعنا والني لم نكن نسمع عنها من قبل في زمن كانت فيه الحاله الاقتصاديه للجميع اضيق مما عليه هذه الايام ويبدو ان خللا اصاب قانون مكافحة العنف والجرائم وعلى سبيل المثال اصحاب السوابق والمطلوبين للقضاء هم المسببين لهذه الجرائم فانا لاافهم ما سبب وجود احدهم بيننا وعليه قيود ومطلوب للقضاء وكانهم يتسابقون ليسجلوا اكبر عدد من القيود فالشكر للسيد حسين لاثارة هذا الموضوع ومناقشته من ناحيه دينية واجتماعية
03-12-2009 11:18 AM
عمانيون
صراحة العنف الأجتماعي سببه تدني الرواتب لأنه الواحد بيضطر يفش غله باللي حواليه لأنه مش قادر يحكي عن سوء الأحوال
03-12-2009 01:08 PM
مش عارفين اشي
و الله هاي الأمور من زمان بس صارت المواقع اللكترونية اتطلعها اول بأول عشان هيك صارت مبينة انها منتشرة و زايدة
03-12-2009 01:16 PM
كلمة حق
والله كلمة حق انه الكاتب أوفى الموضوع حقه و اجى على الوجع يعني احنا امه اسلامية لازم خلقنا الرفيع يسبقنا بس شو بدنا نحكي على ناس ما بتعرف اتطبق دينها صح
03-12-2009 01:32 PM
مواطن شارب المر
اي احنا عنا جرايم وعنف بس لو تشوف امريكا شو بتحي بس على العموم اللي بحب بلده زيك ما بحب يشوف فيها الا كل خير و امن و استقرار عشان هيك توعية الناس بهذه المقالات ضرورية فعلا و بتساعدنا نفتح مداركنا
03-12-2009 01:44 PM
امجد محمد احمد ابوزيد/سحاب
كل الشكر والمحبه لاخينا ابو محمد/ حسين محارمه. موضوعك مثل مواضيعك السابقه في غاية الاهميه. وانك على درايه كبيره عما يجري ويدور في مجتمعنا. والذي اصبحنا في حاجه لمن يرشدنا ويرشد شبابنا الطائش. نحن مع كل ما تفضلت به. ونشد ونقول حتى نقضي على هذه الظواهر السيئه. لا بد من أن الجهات الرسميه والقضاء أن يشددوا العقوبه لكل ما هو سيء ومسيء في مجتمعنا. تشديد العقوبه يخفف من المشاكل ويزيلها وخاصه قضايا المخدرات والتي هي أكبر المشاكل . والتي بسببها ينعدم الامن والامان / ويكثر القتل والسرقه والزنا والعراك والنفرزه. والله لو عقوبتها شافيه ورادعه لانتهت مشاكلنا. ويجب على القضاء أن يحاسب كل مسبب بحزم بعيد عن الجاهات والواسطات التي دمرت المجتمع.
03-12-2009 04:35 PM
موس كباس
المساء عليكم
العنف في البيت يبدأ
امي كانت تقلي واناعيل .. جيب كاسة المي ولا بفرمك .... بوس ابوك ولا بقطعك ... لا توسخ المطبخ ولا بأعدمك .... امسك اخوك ولا بشويك على صوبة الفوجيكا .... دير بالك ابو رجل مقطوعة واقف برة .... واذا ما لقيتة بتلاقي الشحادة اللي راح تبيعك .... بعدين الولد بروح المدرسة وتعليمات الاهل .... لا تحط واطي لحطا اللي بضربك كسروا .... خليك زقرت وطبعا الابن بفقع اول واحد بزعلوا بالمدرسة بمشرط بعدين بتبلش الجاهات وبتنحل ...
05-12-2009 01:33 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات