دموعك عزيزه يا غاليه ..


نعم تربينا في كنف والدينا منذ النصف قرن ولكن ودعونا باكراً حتى لم نكفهم أجر ما احسنوا به علينا ولن نقدر,, نترحم عليهم صباح مساء لعلنا نكون صالحين فيتقبل الله منا ونكون الولد الصالح الذي يدعو لهم,,أذكر مرافقة أبي رحمه الله الى الروضه وكان يمر من امامها وادٍ جريانه غزير شتاءً,, ليطمئن على وصولي,,وكان ينتظر شقيقتي حين عودتها من المدرسه ليحملها,,ولن أنسى دموع والدتي عندما سافرت الى اوروبا لدراسة الطب, وكانت تتكرر عند مغادرتي كل عام وعند عودتي كانت دموع الفرح,,ربي نقهما من ذنوبهما كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسلهما بالماء والبرد واجعل قبريهما من رياض الجنه ,اللهم آمين..
كبرنا وكبر الابناء واليوم نعيش الدور, نودع الابناء على اعتاب المطارات في انتظار عودتهم لتتكحل عيوننا برؤيتهم وقد حققوا اكثر مما حققنا من نجاحات,,وبرغم وسائل الاتصال التي لم ينعم بها جيلنا في سبعينيات القرن المنصرم, فهم اليوم يستطيعون ان يتواصلوا معنا على الفيس والواتس والسكايب لدرجة نستطيع مشاركتهم طباخاتهم اذا ما اشتهوا اي منها وهم اليوم لا يتقبلونها..هم ينعمون ونحن فرحين اذ حققنا لهم ما لم نستطع الحصول عليه ذات يوم..ليباركهم الله
أذكر عند وصولي المدينه حيث تعلمت اللغه في شهر كانون الأول وهو الأشد بروده كانت مياه احدى النوافير الضخمه قد تجمدت في الهواء وبقيت لشهور كذلك حيث كانت درجات الحرارة تنحدر الى اقل من ثلاثين تحت الصفر, وكنا نذهب صباحاً الى الجامعه ولا اذكر ان عطلت الا اذا ما داهمني التهاب اللوزتين اللعين حيث ترتفع حرارتي وينحل جسمي,,كانت صعبه لكن في الغربة دروس ومنها ما استفدنا منه ان لم تكن جميعها ولا حاجه لذكرها..
نخلد الى النوم ولكن العيون المبتله من الصعب أن تنام,, والقلب يخفق شوقاً تارةً وتارةً يغفو هو ايضاً اذا ما تعب,, ولكن ضمائرنا نقيه لهذا لا نخاف عليهم فقد تربوا من المال الحلال,,ولم تفارقنا مخافة الله يوماً في طفلٍ او عجوز,,فقيراً كان أم غنياً ,هم في رعاية الله وحفظه,, تربوا على طاعة الله واكرام الوالدين,,وفي الجمع والجماعات لطالما ارتفعت أكفهم وهي صغيره الى ان اصبحوا الرجال الرجال داعين الله للأهل قبل النفس بالصحه,, وللوطن ان يحفظه الله عزيزاً كريماً.
على بركة الله نودعهم ونسأله ان يحفظهم ويكلأهم بعين رعايته,, ليعودوا الينا وللوطن سالمين ليشاركوا في بناءه وعلياءه,, وليبرونا وهم السند والعزوه,,لنكمل مسيرة الحياة ونفرح برؤية ابناءهم ونشاركهم رعايتهم.. على طريق الخير اللهم سدد خطاهم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات