الصور التي قلبت مجرى التاريخ


جراسا -

تمّ نشرها في العالم بأسره وباتت رموزا للحروب التي التُقطت فيها. أمامكم عدد من الصور التي رسخت في ذاكرة العالم وتحوّلت لشهادات على كل حرب صمد، جراء مُعظم الوقائع الأكثر قسوة على مرّ تاريخ البشريّة، عددٌ من الصور، أو على الأقلّ صورة واحدة تقطرُ حزنا من كلّ حرب، لتنال الشهرة على نطاق العالم بأسره ولتروي مُجريات الحرب التي التُقطت أثناءها. أحيانا بمقدور صورة واحدة فقط أن تكون بمثابة ذاكرة مُؤلمة تمثيلا لإحدى الحروبات القاسية والمُدمِية، كما وأنها كفيلة بإحداث تغييرات عجزت صور عديدة سبقتها عن إحداثها.

فيما يلي عدد من الصور التي غيّرت وجه التاريخ البشريّ وظلّت كشاهدٍ للعالم على تلك الحروب.

الصورة الأولى هي الصورة التي نُشِرت في الأسبوع الأخير. أيّ صورة الطفل السوريّ إيلان كردي، ابن الثلاث سنوات، الذي حاول هو وعائلته الفرارَ والنجاة من الحرب في سوريا، ولكنّه لاقى حتفه أثناء ذلك.



صعدَ الطفل بمرافقة أهله وإخوانه إلى زورق خاصّ للاجئين خرجَ من تركيا، لكنّ القارب غرق بعد وقت قصير من إبحاره. قُذِفت جثّة الطفل إلى شواطئ تركيا، إذ هزّت صور جثمانه التي التُقطت العالمَ قاطبةً.

يظهر إيلان كردي الصغير في الصورة وهو مُلقى هامدا ودون روح على الرمال، في حين أنّ رأسه بالماء. احتلّت الصورة عناوين الصحف في إسرائيل، كما وتصدّرت نشرات الأخبار في العالم. خلق نشرُ هذه الصورة والتطرّق المُكثّف لها الشعورَ بأنّه قد طرأ تغيُّر بكيفيّة تناول ومُعالجة الحرب الضروس التي تدور رحاها على أرض سوريا منذ عدة سنوات، وبالتوجّه في فهم معاناة اللاجئين أيضا.

باتت صور سحابات الفطر الدخانيّة التي علَت سماء مدينتيْ هيروشيما وناجازاكي في اليابان، بعد إلقاء المتفجّرات النووية عليهما، رمزا لتلك الحرب، وأدت أيضا إلى تغيّر ملحوظ في العالم. قُتِل ما بين 90 و160 ألف شخص في هيروشيما، وبين 60 و80 ألف شخص في ناجازاكي خلال الأشهر الأربعة التي تلت إلقاء القنابل الذريّة. توفّي الكثيرون أيضا نتيجة للضرر الذي ألحقته بهم الإشعاعات حتّى بعد سنوات من ذلك.



مثّلت سحابات الدمار فطريّة الشكل الهائلة رمزًا لقدرة القنابل النووية التي لم تُستعمَل البتة حتّى تلك الأيام. لم يُعرَف سابقا حجم الدمار الذي تلحقه القنابل الذريّة، أو تأثيرها القاتل على السكان، إلا حينما ألقت الولايات المتّحدة القنبلتين على المدينتيْن اليابانيّتين في الأيام الأخيرة من الحرب العالميّة الثانية.

أُلقيت القنبلتان الذريّتان على هيروشيما وناجازاكي بفرق ثلاثة أيام. في السادس من آب عام 1945 أُلقيت القنبلة الأولى على هيروشيما، في حين ألقيت القذيفة الثانية في التاسع من آب على مدينة ناجازاكي. وتمّت الإشارة إلى ذلك، أثناء بداية شهر آب الأخير، في مراسم تذكارية أعدّت في اليابان للذكرى التي بلغت سبعين عاما على القصف الأمريكيّ.

بيانو وسطَ الحرب


الصورة التالية هي لجنديّ روسيّ يعزف على بيانو مهجور في غابات الشيشان عام 1994.

وقعت الحرب الشيشانيّة الأولى بين روسيا وجمهورية الشيشان بين عامي 1994-1996. دخل الجيش الروسي مقاطعة الشيشان بغية منع محاولة استقلالها عن روسيا، ومن أجل مُحاربة الإسلاميّين الذين سيطروا هناك.

استمرّت الحرب لسنتين، وراح ضحيّتها آلاف الجنود الروس وآلاف الإسلاميّين المُسلّحين. قُتِل أيضا عشرات الآلاف من المدنيّين الأبرياء في الشيشان، وأصبح مئات الآلاف لاجئين. وانتهت الحرب بهزيمة فادحة للقوى الروسيّة.

نُشِرت الصورة بشكل خاص بسبب الصلة التي خلقتها بين أمرين شديديْ التناقض: بين الجندي الروسيّ وجوّ الحرب المهيب، وبين أداة العزف التي ترمز كليّا لنقيض ذلك. تتمثّل المفارقة في الصورة أيضا بين الألوان؛ بين لون الجندي والبيئة المحيطة به، وبين البيانو نفسه.

هويّة المُصوّر ليست معروفة. نُشرت الصورة في شتّى أرجاء العالم، ويعتقد الكثيرون إثرَ ذلك بأنّها تُدخِل لفكرة الحرب الضارية شعورا من الصفاء والطمأنينة وتُبدي الجانبَ الإنسانيّ للجنود والأملَ بتحقيق السلام.

في الصورة الأخيرة التي سأعرضها، يبدو الملقبّ بـ"الثائر المجهول" أنّه طالبٌ صينيّ مجهول خُلِّدَ في إحدى أشهر الصور على الإطلاق في القرن العشرين.



تم تصوير الطالب هذا في تاريخ الخامس من حزيران عام 1989 أثناء احتجاجات الطلاب في ساحة تينامين في بكّين بالصين. يدور الحديث حول سلسلة من الاحتجاجات الشعبيّة التي جرت في الصين بين 15 نيسان عام 1989 و4 حزيران من نفس السنة. كان مركزها في ميدان تينامين.

طالبَ الطلاب الجامعيّون من شتّى أنحاء الصين بإجراء إصلاحات ديمقراطيّة في الدولة. تمّ التقاط الصورة على يد عدّة مصوّرين، لكن الصورة التي حازت على الشهرة الأكبر كانت للمصوّر جيف فايندر.

يظهر الشاب المجهول وهو يقف مقابل صفّ من الدبابات الصينيّة مانعا إياها من التقدّم. توقّفت الدبابات إلى جانبه ولم تقم بدهسه. حتّى أنّه قام بعد ذلك بتسلّق إحدى الدبابات وحاولَ إقناع الجنود بالتنازل عما يحاولون فعله. خلقَ هذا المُعارِض أسلوبَ احتجاج جديد يُصنّف من النوع السلميّ.

عرّفت في الماضي مجلّة "تايم" الأمريكيّة الشابَّ الذي في الصورة كـ "واحد من أهم مائة شخص ذوي التأثير في القرن العشرين".



تعليقات القراء

المثنى
و أين صور أطفال غزة ؟؟؟؟؟؟؟؟
رد من المحرر:
صور اطفال غزة لن يمحوها التاريخ
07-09-2015 10:02 PM
ابو ثائر
وين صور اطفال غزه وين صور اطفال العراق وين صور اطفال الكيماوي السوري
وين صور الذين سلخت جلودهم في سوريا وين صور المعذبين في سجون سوريا وين وين وين
07-09-2015 11:08 PM
محمد محمود
صورة الطفل الفلسطيني ( فارس عودة ) وهو في مواجهة الدبابة الاسرائيلية تعتبر أهم من صورة الصيني الذي يواجه دبابة ابن وطنه
08-09-2015 07:26 AM
اصيل الطراونه
لم تغير مجرى التاريخ بل عبرت عن كره اشخاص لحياتهم ادى الى الاستمتاع بالواقع فالموت والحياه باعينهم سواء
08-09-2015 07:53 AM
كرمانو
حتى صورة الطفل الغريق اللي فطرت قلوبنا جزء منها عبر عن جشع وطمع ابوه في عيشة ارووبا واستهتارو ومغامرتو باطفالو
رد بواسطة عابر للقاراات
نعم جشع وطمع الأب في المال والعيش الرغد
08-09-2015 09:19 AM
عاشق فلسطين
مع احترامي الشديد
صور قلبت معدتي
بس هاي هي الصور يلي قلبت التاريخ
و صور اطفال غزه و العراق و الشام شو بالنسببه الهم و لا اعتبرتوهم فوتو شوب
08-09-2015 10:46 AM
tamer
صورة الشعب الأردني في قمة الشموخ والإباء رغم الفساد الإفساد الإختلاس والإفلاس وحكومات متتاليه لا تقيم وزنا للناس
رد بواسطة سوسو ماسا
تعليق رائع وذكي كتييير بحترمك



تحياتي لك
08-09-2015 12:28 PM
سعود
معظم السوريين راجو اروبا جشعا وركضو من يعطيهم مال فقط والا الولد للطفل كردى ويمكنه الذهاب عند اقاربه الااكرد بالعراق ولكن المال مهم بجياتهم
10-09-2015 01:47 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات