جراسا -

اكتشفت البعثة الاثرية الفرنسية العاملة في مدينة جرش سوقا اثريا يعود للقرن الثاني الميلادي واطلق عليه اسم السوق الشرقي نظرا لوقوعه شرق معبد زيوس ومابين البوابة الداخلية الواقعة خلف مركز الزوار والساحة البيضاوية .

وقال مدير المعهد الفرنسي في الشرق الاوسط في عمان المهندس جاك سينيه والمشرف على البعثة في الموقع ان هذا السوق يتالف من اربعة عشر محلا تجاريا معربا عن اعتقاده بان السوق كانت تشغله اعمال النجارة والحداده وما شابه ذلك مفسرا هذا الاعتقاد بقطع اللقى التي تم العثور عليها في الموقع والتي هي عبارة عن قطع من الخشب ومادة البرونز.

واضاف المهندس سينيه في حديث ل"الدستور"ان موضوع اقدمية البناء بين السوق والبوابة هو موضع دراسة وتساؤلات مشيرا الى احتمالية اقدمية بناء السوق لافتا الى ان تتابع العصور في هذا الموقع التاريخي والهام كان يعطي المدينة نوعا من التجديد في البناء وهو ما يفسر اقامة البوابة بعد السوق بحقبة زمنية و من الممكن جدا انه تمت ازالته في حقبة زمنية لاحقة نظرا للتوسع الذي شهده الموقع من اعمال تحديث وتطوير .

واوضح ان المحلات التجارية بنيت بشكل صف يمتد ما بين البوابة والساحة البيضاوية وبمساحة كل محل 7ھ4 امتار .

واضاف ان العمل الجاري حاليا يقوم على اساس رفع البناء للسوق فوق الاساسات التي تم الكشف عنها الى مستوى المدماك الثالث وهو الجزء الطبيعي الذي تم اكتشافه عند نهاية السوق من الجهة الشمالية كي تبرز معالم السوق بشكل واضح للزوار . وقال ان اكتشاف هذا السوق يمثل جانبا من جوانب تطور المدينة الاثرية عبر الزمن وتلاحق الحضارات ومراحل الاستيطان التي مرت بها المدينة .

وفي رده على سؤال"للدستور"حول امكانية اعادة احياء هذا السوق قال سينيه انه ممكن جدا لكن ذلك يتطلب اجراءات من الجهات ذات العلاقة في الموقع لافتا الى ان احياؤه يعطي الموقع طابعا حيويا امام حركة الزوار .

من جانبه اوضح مندوب دائرة الاثار العامة المرافق للبعثة الفرنسية عبدالرحيم هزيم ان اكتشاف هذا السوق يعد مرحلة مهمة من مراحل العمل في المدينة الاثرية والذي يعطي صورة اوضح عن الحياة في هذه المدينة التاريخية .

وتمنى هزيم ان يتم انشاء مدرسة متخصصة في مدينة جرش متخصصة في مجال الاثار من حيث التنقيب والترميم والصيانة اضافة الى قيامها بالدور التوعوي اللازم في هذا المجال .
(الدستور - حسني العتوم)