جراسا -

مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل  - اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" اليوم الخميس إن أفرادا من جهاز أمني مصري باختطاف الشبان الفلسطينيين الأربعة من حافلة مسافرين في سيناء  بعد عبورهم من معبر رفح البري.

ولم تحدد الحركة على لسان متحدث باسمها لقناة "الجزيرة" هوية الجهاز الأمني الذي ينتمي له المختطفين الأربعة.

وكانت حماس اعتبرت أن اختطاف الشبان الأربعة "حدث خطير لا يمكن تجاوزه"، مؤكدة أنها تجرى الاتصالات مع الجهات الأمنية المصرية "ليتحمّلوا مسؤولياتهم في إعادة هؤلاء سالمين إلى بلادهم".

وأقدم مسلحون مجهولون مساء أمس على استهداف حافلة تقل مُرحلين فلسطينيين من معبر رفح صوب مطار القاهر في رفح – سيناء وإطلاق النار نحوها، قبل الاعتداء على بعض ركابها، واعتقال أربعة منهم لجهة مجهولة.

وحسب حماس فإنه تم إطلاق النار على الحافلة من قبل المسلحين المصريين وإجبارها على التوقف والصعود إلى داخلها ومناداة أربعة من الشباب بالاسم من كشف كان بحوزتهم، ثم انطلقوا بهم إلى جهة مجهولة.

وتظاهر عشرات الغزيين أمام بوابة معبر رفح البري جنوب قطاع غزة مساء اليوم استنكارًا لحادثة خطف أربعة فلسطينيين بالأمس في رفح– سيناء، أثناء سفرهم لمطار القاهرة، داخل إحدى حافلات الترحيل، وللمطالبة بسرعة الإفراج عنهم، وضمان عودتهم سالمين.

ورفع المشاركون لافتات تستنكر الحادثة، ومنها "مصر الكنانة دمنا دمكم فأين عروبتكم؟، اختطاف الطلاب جريمة، بدنا أولادنا يروحوا، أعيدوا المختطفين، ذهبنا للعلم لا لضرب الأمن، نطالب السلطات المصرية للكشف السريع عن مصير المختطفين".

وقال أحمد شيخ العيد متحدث باسم الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة (حماس)، والتي دعت للمسيرة خلال مؤتمر صحفي: "في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها، ومع اشتداد حلقات الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات، كنا ننتظر خبر فتح المتنفس الوحيد لقطاع غزة (معبر رفح) أمام الحالات الإنسانية".

وأضاف "لكن تفاجئنا بخبر اختطاف أربعة طلاب ومرضى، ذاهبون لإكمال دراستهم وعلاجهم، بعد خروجهم من معبر رفح بالجانب المصري، على بعد مئات الأمتار، بعدما رأوا النور والأمل، لكن للأسف خفافيش الظلام، الذين يعتاشون على الإرهاب، أبوا أن يتموا فرحتهم، ونغصوا حياتهم".

وتابع شيخ العيد "فقاموا بخطفهم، دون مبالاة بالعلاقة بيننا وبين مصر، التي كانت وما زالت تحتضن قطاع غزة، ولا يبالوا لمشاعر الفلسطينيين الذي يكابدون من أجل شرف الأمة، وإبقاء فلسطين قضية الجميع".

وكانت مصادر أمنية مصرية مطلعة قالت أن التحقيقات التي أجراها جهاز الاستخبارات المصري بشأن اختطاف أربعة مسافرين فلسطينيين كانوا على متن حافلة ركاب اثناء خروجها من مدينة رفح المصرية باتجاه مدينة العريش على الطريق الدولي أمس، ان تنظيم "أنصار بيت المقدس" قدم على اختطافهم بهدف الضغط على حركة حماس.

وقالت المصادر الأمنية إن المخطوفين ينتمون لحركة حماس وهم: عبد الدايم عبد الباسط عبد الدايم، وعبد الله سعيد عبد الله ابو جبين، وياسر فتحي مصباح زنون، وحسين خميس الذبدة.

وأضافت المصادر أن تنظيم "انصار بيت المقدس" الذي بايع سابقا تنظيم "داعش" في الشام والعراق  وأعلن ما يسمى بولاية سيناء، يهدف من وراء عملية الاختطاف إلى الضغط على حركة حماس لدفعها للإفراج عن قرابة 50 عنصرا ينتمون للسلفية الجهادية بقطاع غزة والتعهد بعدم التضييق عليهم مستقبلا.

وأوضحت المصادر الامنية أن مفاوضات حول مصير المختطفين بدأت في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء الخميس بين حماس و"أنصار بيت المقدس" عبر وسطاء مصريين وفلسطينيين في الجانبين.

وقالت المصادر الأمنية إن التحريات أفادت أن المخطوفين الاربعة تم اقتيادهم إلى قرية التومة جنوب الشيخ زويد وتم اخفاؤهم بملجأ تحت الارض تابع لتنظيم "أنصار بيت المقدس".وفقا لما اوردته وكالة"معا"الفلسطينية.

وأفادت مصادر مقربة من "أنصار بيت المقدس" أن التنظيم يهدد بقتل المختطفين الاربعة في حال رفضت حركة حماس مطالب التنظيم.

يأتي ذلك في وقت تتكتم فيه حركة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة منذ سنوات على الخبر فيما لم يتسن الحصول على اي تصريح رسمي منها بهذا الخصوص.