جراسا -

مراسلنا في رام الله  -  نهاد الطويل  -  اعتبر المحلل السياسي والمرشح السابق للرئاسة الفلسطينية الدكتور عبد الستار قاسم أن حركة حماس في حراكها السياسي والدبلوماسي الحالي لا تختلف جذريا عن بدايات حراك حركة فتح في أوائل سبعينيات القرن العشرين.

واتهم قاسم المفكر الفلسطيني المعروف حماس بأنها تستجيب للضغوط ليس بطريقة المبادرات التي تربك الطرف الآخر، وإنما بالطريقة التي يتوقعها.

واستعرض قاسم في مقابلة مع "جراسا نيوز" ما اعتبرها أدلة دامغة على التشابه في الخطوات السياسية بين منظمة التحرير وحماس، مؤكدا ان منظمة التحرير الفلسطينية قدمت مبادرة عام 1970 أسمتها بالدولة الديمقراطية العلمانية كحل للقضية الفلسطينية، ثم توالت مبادراتها. حماس قدمت المبادرات قبل أن تخوض الانتخابات وعلى رأسها مبادرة الهدنة مع "إسرائيل"، والآن تركز على مبادرة الهدنة.

وذكر قاسم بما قالته المنظمة عام 1974 بأنها تقبل بقيام دولة فلسطينية على أي جزء من فلسطين يتم تحريره، وأعلنت حماس مرارا بأنها تقبل إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة/67 دون شروط.

ويرى قاسم ان منظمة التحرير وقفت بداية ضد المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع "إسرائيل"، لكنها قبلت المفاوضات غير المباشرة بعد حين، وقبلت في النهاية المفاوضات المباشرة. وحماس كما يرى قاسم تخوض الآن مفاوضات غير مباشرة مع "إسرائيل" عبر أطراف عدة على رأسها الحكومة المصرية.

ووصف قاسم خطوات حماس بأنها تكتيك لا يعبر عن استراتيجية عمل، وهذا ما دأبت منظمة التحرير على قوله.

واستبعد قاسم في الوقت ذاته أن يوافق الاحتلال الاسرائيلي على فتح مطار أو إقامة ميناء بدون ترتيبات أمنية. أي أنه مطلوب من حماس، إن صدقت وسائل الإعلام الآن حول تفاصيل الاتفاق ، أن تصبح حارسا فلسطينيا جديدا على مملكة "إسرائيل"، ويبدو أنه لا يكفينا أن يكون نصفنا خونة وعملاء لإسرائيل، بل يجب أن نتحول جميعا ضد أنفسنا لصالح عدونا.

وحذر قاسم من ان تصبح الحركة التي تسيطر على قطاع غزة أمنا وقائيا جديدا يلاحق المناضلين الفلسطينيين، مطالبا المقاومة بالحفاظ على قيمتها الدينية والوطنية.