محلل لـ"جراسا": معركة "الوطني الفلسطيني" خدمة لمشاريع خاصة


جراسا -

مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل  -  اعتبر الاعلامي والمحلل السياسي الفلسطيني حسن عصفور والمقرب من حركة "فتح" أن "معركة المجلس الوطني" التي يعيشها المستوى السياسي الفلسطيني في هذه الايام دون اتفاق وتوافق تبدو الآن، اشد خطرا على المشروع الوطني بكامل أركانه، كونه سيضع حجر النهاية للممثل الشرعي الوحيد منظمة التحرير، وبالتالي المشروع الوطني برمته، ويمنح حركة حماس "مشروعية موضوعية" للمضي بخطتها الانفصالية، ليس فقط تحت "ذريعة رفع الحصار"، بل لانفصال فتح والرئيس عباس عن الكل الوطني.

وقال عصفور إن قرار الرئيس عباس الذهاب بالمعركة الخاصة الى نهايتها وعقد مجلس بأي كان، سيقود الى نتيجة سياسية واحدة وهي "نهاية الشرعية الوطنية" وخلق قيادات بمسمى "أي كان"..

وطالب عصفور الرئيس عباس وحركة فتح ان يعيدا قراءة كل الوقائع بعيدا عن "عقلية الثأر والانتقام الشخصي أو السياسي"، رغم ان كل مؤشرات الاصرار على عقد دورة مجلس وطني ليست سوى "إعتبارات تصفية حسابات شخصية جدا"، خاصة وأن فريق "المجلس" لم يقدم مبررا سياسيا واحدا يمكن أن يشكل إقناعا للشعب، بل العكس كله صحيح.

وشدد عصفورعلى ان ما تقوم به حركة فتح، والرئيس عباس، بتوافق مع بعض الفصائل وبخلاف مع "فصائل رئيسية" في المنظمة، نحو فتح "معركة المجلس الوطني" دون حساب سياسي دقيق، يمثل بحثا عن "معركة وهمية" تمثل خطرا قد يفوق خطر فعل حماس الانفصالي، لأن ما ينتج عن أفعال وممارسات فتح والرئيس عباس يرتبط بموقعهما من القرار والممثل الشرعي والوحيد، أي أن اي قرار لهما يمس مباشرا بجوهر المشروع الوطني، وليس كما هي حماس التي تلحق "ضررا جانبيا" يمكن حصاره، كونها لا تمثل "الشرعية الفلسطينية رسميا"..

واتهم عصفور جهات فلسطينية لم يسميها اتهمها بالإصرار على الدخول بمعارك "وهمية" في غير زمنها، دون حساب لما سيكون بعدها نتيجة وآثارا، ولو توقفنا أمام بعض المشاهد القائمة سنجد أننا أمام مسارين كلاهما يمثلان "خطرا جديا وحقيقيا" على مستقبل القضية الوطنية، ووجدوها خدمة لـ"مشاريع خاصة - ضيقة الأفق"، بل وتتعاكس في جوهرها مع المشروع الوطني.

وتعليقا على المحادثات غير المباشرة التي تجريها حماس مع "اسرائيل" يرى عصفور ان حماس تخوض  رغم كل "النفي والتوضيح والتهويش السياسي" معركة فاصلة لحضورها السياسي تحت شعار "خادع" اسمته " مفاوضات تهدئة طويلة الأمد"، قد تمتد من 5 سنوات الى ما شاء الله، أو الى حين أن يكمل "القائد العسكري العام محمود الزهار بناء جيشه واسطوله من طائرات وزوراق..وتلك مهمة قد تستغرق عشرات السنين أو الى أن يحين "وعد الله"..وفقا له.

وشدد عصفوا على انها مفاوضات سياسية تؤدي الى نتائج سياسية وترمي الى خلق وقائع سياسية"..والحديث عن تقزيمها باختراع تسمية "تهدئة " لا يلغي مضمونها ابدا.

حتى لو إفترضنا "صدق نوايا قادة حماس"، انهم يبحثون "فك الحصار الكامل عن قطاع غزة"، فهل لعاقل أن يصدق بأن دولة الكيان العنصري الاحتلالي باتت "دولة فاعل خير" تبحث توزيع "حسناتها الإنسانية"..أليس تلك سذاجة لا أكثر، واحتراما لتاريخ حماس العملي لا يجب تكرار أو ترديد تلك المقولة الغبية سياسيا..قال عصفور.

وقال عصفور أي ذريعة تلك التي يمكنها أن تصل بفصل جناحي "بقايا الوطن"، ليس سياسيا فحسب، بل خلق "جسمين تمثيليين" لشعب واحد، وكأن مسار الثورة المعاصرة سيدفن في غفلة من الزمن..كل "ذرائع حماس" لن تعفيها..وكان لها أن تزيل كل "مطبات وعقبات" يدعي الرئيس عباس وفتح ومجلسها الوزاري وجودها..كان على حماس أن تقدم السبت كاملا، وليس على طريقة الحركة والتحرك يوم "الشابات - السبت الاسرائيلي"..






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات