"ملف التهدئة" بين حماس و"إسرائيل" هل يخفي الإنفجار الكبير ؟


جراسا -

مراسلنا في رام الله  - نهاد الطويل  - ثمة شيء ما يلوح في أفق القضية الفلسطينية لا سيما المتعلق بقطاع غزة رغم الترقّب الحذّرٍ جدًا في ظل الجهود المبذولة على الساحة الإقليميّة والدوليّة لإبرام اتفاق هدنة طويل الأمد بين حركة حماس والاحتلال الاسرائيلي.

حركة حماس،التي تتحرك بشكل محموم في هذه الايام عقدت اجتماعات معمقة على مستوى مجلسها الشوري لى جانب اللقاءات المتواصلة مع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة لا سيما الجهاد الاسلامي وذلك لبحث أخر ما طرحه المبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية، طوني بلير، في زيارته الأخيرة لقطر والتي التقى خلالها برئيس المكتب السياسي، خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق.

ورشحت في الأونة الاخيرة اطروحات المبعوث الدولي السابق بلير والتي كشفت عن موافقة "إسرائيل" على ممر مائي تحت مراقبتها ورفع الحصار بشكل كامل والسماح لآلاف العمال من غزة بالدخول للاراضي المحتلة عام 48 مقابل أن توقف حماس حفرياتها على الحدود وتمنع إطلاق الصواريخ وأنْ تقبل بتهدئة لا تقل عن 8 أعوام.

اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اليوم شدد اليوم الاثنين على أن حركته لن تقبل بدولة في قطاع غزة حدودها 2% من أرض فلسطين.

وأضاف هنية في كلمة له خلال الحفل الختامي لمخيمات النخبة المقدسية: "إن إستراتيجية حماس هي تحرير كل فلسطين من الاحتلال"، متابعا: "على قدر ما تعيشه غزة من آلام الحصار والدمار إلا أنها لا يمكن لها أن تتخلى عن القدس والأقصى".

في المقابل،أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول،رفض الجبهة لشكل التهدئة المطروحة مع الاحتلال.

واعتبرت الغول التهدئة على طريقة حماس أمراً سياسيا خاطئا وضارا بالقضية الوطنية الفلسطينية.

وذهب مراقبون الى القول ان وسائل الإعلام التابعة لحركة حماس كقناة الأقصى الفضائية تطرقت في الأونة الأخيرة  إلى قضية الممر المائي معتبرة أن التوصل إلى اتفاق يمنح القطاع ممرًا مائيًا هو بمثابة انجاز كبير، ويأتي ذلك في إطار تحضير الرأي العام في قطاع غزّة بشكلٍ خاصٍ، والفلسطيني بشكل عام إلى إمكانية التوصل لمثل هذه التفاهمات مع "إسرائيل".

وثمة من يقول اذا انفردت حماس بحل مع الاحتلال دون معبر بري يربط الضفة الغربية بغزة، هذا يعني انفصال تاريخي مؤلم وضربة للقضية الفلسطينية، كما يعتبر سحب للبساط من تحت أقدام السلطة الفلسطينية،ومنظمة التحرير، الغارقة في مشاكل قادتها ومخصصاتهم،ومناصبهم.

"اليوم يترقب المشهد الفلسطيني، فربما يحدث الانفجار الكبير بإعلان انفصال غزة دون الإعلان رسميًا"،تصريحات متكررة تصدر عن حركة "فتح" الخصم اللذوذ لحركة "حماس"التي تحكم غزة.

في غضون ذلك، أكدت حركة فتح " أن الهدف الحقيقي من لقاءات بلير - مشعل في الدوحة، هو تكريس للانقسام وفصل قطاع غزة عن باقي أراضي الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وضرب لوحدانية التمثيل الفلسطينية، ما ينسجم مع أهداف إسرائيل بعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وقال الناطق باسم حركة "فتح" بالضفة احمد عساف في تصريح لـ"جراسا" أن الوثيقة التي حملها بلير من مشعل للترويج لحماس في الغرب تحت عنوان (رفع الحصار مقابل التهدئة)، مقابل تأجيل قضايا الحل النهائي وفي مقدمتها قضية القدس، سيؤدي إلى تهويدها وتصفية الوجود الفلسطيني فيها.

ووفقا لعساف فإن هذا الاتفاق هو محاولة للالتفاف على الشرعية الفلسطينية التي تمثلها منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس المنتخب من قبل الشعب الفلسطيني، وسيحول التمثيل الفلسطيني إلى ميليشيات مسلحة تتحرك للحصول على مصالحها ومكاسبها الخاصة.

ويتزامن الحديث عن تهدئة طويلة بين غزة و"إسرائيل" مع اجتماعات أيلول القادم التي دعا اليها الرئيس الفلسطيني محمود عباس والذي يحمل في طياته الكثير من المفاجئات المتعلقة بتغييرات عاصفة قد تطال الكثير من القيادات الفلسطينية وربما يعلن عباس تنحيه عن المشهد السياسي برمته،وهو ما ينذر بفراغ سياسي قد يطال الجميع.

وليس سرا ان يقال ان الرئيس عباس بات يشعر بالممل ويصاب بخيبة أمل، مما آلت اليه أمور المفاوضات المتوقفة منذ سنوات نتيجة التعنت الاسرائيلي بسبب الممارسات الاسرائيلية وعلى رأسها عمليات الاستيطان والتهويد في الضفة الغربية وخاصة في القدس المحتلتين.ومن المعروف أن المباحثات الدولية والأوربية مع حماس حول التهدئة في القطاع، تتم بعيدا عن السلطة الفلسطينية، الأمر الذي يعزز الانقسام الفلسطيني، ويخلق حالة من الانفصال بين الأراضي الفلسطينية.

لكن القيادي سامي ابوزهري المتحدث باسم "حماس" يؤكد ان حركته ليس لديها ما تخفيه فيما يتعلق بالتهدئة، ولا يمكن أن تشارك في أي اتفاق يعزز فصل غزة عن الضفة الغربية.

واخيرا،لا بد من الاشارة الى ما كشفه ياسين أكتاي مستشار رئيس الوزراء التركي، محمد داوود أوغلو،حيث اكد  أنّ غزة تتجه نحو اتفاق شامل في قضية رفع الحصار وفتح المعابر والتوصل لاتفاق تهدئة مع الاحتلال. وقال أقطاي الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، لموقع “الرسالة نت” المقرب من حماس، إنّه جرت أثناء زيارة خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، لأنقرة، مناقشة جهود الأخيرة في مباحثات التهدئة مع الاحتلال، بالإضافة لتعهدات تركية جديدة تتعلق بقطاع غزة، على حدّ تعبيره.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات