هل هي حالة انفلات امني؟


لا يتدخل وزير الداخلية لتصويب الوضع ألجرمي في العادة إلا إذا ساءت الأوضاع الأمنية وخرجت عن السيطرة ، وما كان للمستثمرين ان يستغيثوا وزير الداخلية لو توفر لهم الأمان ، هذا ما حدث في محافظة الزرقاء، فقد أوعز وزير الداخلية سلامة حماد الى محافظ الزرقاء بالتدخل لحل المعضلات الأمنية ، بعد ان نشرت وكالة جراسا الإخبارية شكوى تضمنت معاناة المستثمرين من تجاوزات يرتكبها عدد من الخارجين عن القانون ،والذين يفرضون عليهم دفع 'الأتاوات'، اذ أنهم لا يستطيعون استثمار أموالهم، أو فتح محال تجارية في المحافظة دون دفع مبلغ من المال لتلك المجموعة.

رغم جهود المكافحة الكبيرة التي يبذلها جهاز الأمن العام لقطع دابر المجرمين ، إلا أن حاله غير مسبوقة من التقهقر الأمني بدأت تطل علينا وتطرق أبواب الطمأنينة والأمان، قبل أيام حاصرت قوات الأمن منزل احد النواب لكنها تراجعت بعد ان كانت على وشك مداهمة ثلاثة من تجار المخدرات المطلوبين المختبئين فيه وتمكنوا من الهرب.


نماذج كثيرة مشابهة يعاني منها الناس والتجار على وجه الخصوص. في مجمع رغدان في المحطة يسيطر الزعران ويبسطون نفوذهم هناك ، وتقديم الشكوى ممنوع تحت طائلة التهديد ، وسبق وان نفذوا تهديداتهم لأحد المشتكين واعتدوا عليه، وفي كثير من الأماكن المزدحمة احتل أصحاب المقاهي والمحلات التجارية أرصفة المشاة، وأجزاء من الشوارع بوضع الكراسي او البضائع وتسببوا بازدحامات مرورية خانقة، وسلبوا المشاة حقهم في السير على الأرصفة، وأجبروهم على تعريض حياتهم للخطر ، والنزول إلى الشوارع والمشي بين السيارات.


هذا غيض من فيض، ولا نتحدث هنا عن فترة مدير الأمن العام الجديد حتى لا يفهم ان المقال نقد موجه إليه، فحالة اليوم هي نتائج لمقدمات الأمس، والأسباب واضحة تمام الوضوح ، فعلى مدى السنوات الماضية تعرض الجهاز لعمليات تجزئة وتفتيت تناقصت بسببها حصة مكافحة الجريمة ، نتيجة لاستحداثات مشبوهة جرى تنفيذها تحت شعارات الأمن الشامل والأمن الناعم ، أثقلت كاهله وزادت واجباته ومهامه، وبدأت تظهر نتائجها الآن بزيادة انتشار المخدرات وزراعتها بالأطنان ، وفرض الإتاوات والرعب أثناء عمليات القبض على المطلوبين.

هكذا نقلوا إمكانيات مكافحة الجريمة وأرسلوها لتنفيذ واجبات غريبة لا تمت إلى الأمن والاستقرار بصلة ، ففي الوقت الذي تعاني فيه محافظة الزرقاء من فراغ امني كبير، وتهديد المستثمرين بدفع الخاوات، كان جهاز الأمن العام منشغل بضبط ضباع وذئاب وأبن آوى وثعالب وطير الحسون ، حسب ما هو منشور الآن على موقع ما يسمى بإدارة شرطة البيئة،هذا هو الأمن الناعم والأمن الشامل الذي يتحدثون عنه.وهذه هي نتائجه.



تعليقات القراء

حسن المومني
كلامك رائع فايز باشا ..
وفي الصميم ....وانت خير من يعلم الحال والاحوال
سقالله على ايامك
19-08-2015 11:06 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات