جراسا -

 تفاجأ العشرات من أولياء الامور برفض وزارة التربية والتعليم تصديق شهادات أبنائهم المدرسية الصادرة عن احدى المدارس الخاصة، مؤكدة أن المدرسة غير مرخصة، بينما يتساءل المتضررون عمن يعوض ابناءهم عن السنة الدراسة التي ذهبت من اعمارهم ولم يستفيدوا منها دراسيا .

ويعترف نقيب اصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني بوجود 4 الى 5 مدارس خاصة لم يسمها غير مرخصة، وتستقبل الطلبة في صفوف مختلفة .

وشاهدت مندوبة ( بترا ) في ادارة احدى المدارس الخاصة، حضور عدد من أولياء الامور الراغبين بنقل ابنائهم من تلك المدرسة ، وعند سؤالهم عن السبب قالوا" ان المدرسة غير مرخصة ، وان التعليم فيها ليس بالمستوى المطلوب" .

احدى الامهات، قالت، انها اختارت هذه المدرسة بعينها رغبة بتدريس ابنها في مدرسة تضمن مستقبله العلمي اذ كانت تنوي ان يكمل تعليمه في الولايات المتحدة ، مشيرة الى ان القائمين على المدرسة يعلنون أن هذه المدرسة هي امتداد لسلسلة مدارس اميركية، وانها عقدت اتفاقيات مع عدد من الجامعات الاميركية تمكن طلبة الصفين الحادي عشر والثاني عشر من الالتحاق فيها أثناء دراستهم الاكاديمية بنفس ميزة دراسة المواطنين الاميركيين ،"وهذا ما دفعني للتسجيل واقناع العديد من الاصدقاء للالتحاق بها"،وفق قولها .

وتوضح أن ما جعلها تفكر بنقل ابنها من المدرسة ضعف مهاراته الدراسية في معظم المواد مقارنة مع ابنائها الاخرين ،حيث طلب منها أحد مدراء المدارس شهادات الطالب الدراسية مصدقة من وزارة التربية ، الا انها فوجئت بأن الوزارة تخبرها أن المدرسة غير حاصلة على الترخيص .

وتقول احدى الامهات إن المدرسة استقبلت العام الدراسي الماضي بدون استكمال التمديدات الكهربائية ، وكانت تعمل على المولدات الكهربائية ، الى ان اشتكى أولياء الامور من ارتفاع حرارة الجو داخل الغرف الصفية ، مشيرة الى ان الامر لم يدم طويلا، فخلال اربع وعشرين ساعة تم ايصال الكهرباء ، وعملت بشكل طبيعي،علما بان ايصال الكهرباء للمدرسة عادة يأخذ وقتا اطول من ذلك .

يبين مدير التعليم الخاص في وزارة التربية والتعليم الدكتور فريد الخطيب شروط ترخيص المدارس الخاصة يتطلب استكمال الوثائق المطلوبة مثل موافقة الحاكم الاداري وامانة عمان واحضار نموذج تقرير كشف تربوي وإذن اشغال ورخصة انشاءات ومخطط موقع، لافتا إلى ان رقابة المديرية على المدارس الخاصة تبدأ بعد الحصول على الترخيص .

وفي حال علمت المديرية بوجود مدرسة مخالفة، بحسب الخطيب، "نقوم بمخاطبة الحاكم الاداري بان المدرسة المعنية غير مرخصة، الذي بدوره يقوم بأخذ تعهدات من المؤسس لاستكمال اجراءات الترخيص أو يقوم باغلاقها".

ويؤكد أن طلبة هذه المدارس غير معترف بشهاداتهم لان مدرستهم مخالفة ، وبالتالي فإن خصم أولياء الأمور في هذه الحالة هي المدرسة وعليهم رفع دعوى قضائية بحقها .

وقال إن ولي الامر يتحمل السنوات التي ضاعت على ابنه دون الحصول على شهادات معترف فيها، الا في حالة تشكيل لجنة مختصة للنظر بهذه الحالات والتوصية لوزيرالتربية صاحب الصلاحية الكاملة لاتخاذ الاجراء اللازم وبعدها يتم تصويب الاوضاع .

وأوضح بأن مديرية التعليم الخاص لا تعترف باي شهادة صادرة عن اي مدرسة لم تحصل على الترخيص او الموافقة المبدأية التي عادة ما تحصل عليها المدرسة بعد ان تكمل كل اجراءاتها وتمنح مدة 3 اشهر يتم خلالها تجهيز المدرسة من حيث احضار المعلمين واستقبال الطلبة ، هي مراحل يتم بعدها الترخيص الكامل بعد الكشف عليها .

وقال ان وجود طلب تأسيس لأي مدرسة في مديرية التعليم الخاص لا يعني حصوله على الترخيص، لاننا لا نعلم مدى جدية صاحب الطلب في استكمال الترخيص ،مؤكدا أن لا فرق في الترخيص بين المدارس التي تدرس البرنامج الوطني او الدولي من حيث شروط التأسيس .

يؤكد نقيب اصحاب المدارس الخاصة الدكتور منذر الصوراني أن النقابة تمثل كل اصجاب المدارس الخاصة امام الجهات الاخرى ،ولا يجوز قانونا لاي مدرسة ان تستقبل الطلبة وتباشر التدريس ما لم تحصل على الموافقات اللازمة لذلك ،وخلاف ذلك تحال الى المحكمة ، وتغلق فورا .

ويبين ان هناك 4 الى 5 مدارس خاصة في المملكة غير مرخصة تمارس عملها باستقبال الطلبة لكن هناك خطوات تم انجازها على طريق الترخيص ، مثل موافقة الصحة المدرسية ، والبلدية ، والتربية ، وهذا يعني ان موضوع الترخيص هو فقط مسألة وقت ، وهناك مدارس لم تحصل على موافقات وتمارس التدريس بشكل سافر .

مدير مديرية المهن في امانة عمان الكبرى المهندس علي الحديدي يقول إن المدارس ترخص من قبل الامانة انشائيا حسب نظام الابنية بموجب قرارات اللجان المحلية واللوائية ، ولها شروط خاصة تتعلق بالارتدادات والسلامة العامة وموافقة الدفاع المدني .

ويؤكد عدم صدور رخصة مهن أو السجل التجاري لأي مدرسة ما لم تحصل على الموافقة من وزارة التربية والتعليم ،وحتى موضوع تمديد الكهرباء الذي يتم من خلال شركة الكهرباء ،يشترط بالمدرسة ان تكون حاصلة على موافقة وزارة التربية ليتم ذلك. بترا